~ الكاتبة ~
قام كلاود بالجلوس بالقرب من فريدريك وهو يراقبه باستمتاع شديد بينما يقوم الأخير بالنظر إلى أرجاء غرفته الجديدة بحيرة ، هو حقاً لا يستطيع إدراك أي شيء مما حوله ، وبالرغم من أنه عندما إستيقظ وجد نفسه بهذه الغرفة وتحديداً على ذلك الشيء المسطح ، هو كان مرتاحاً بنومه عليه بالرغم من خوفه منه !
إقترب فريدريك بهدوء من السرير الموجود بالغرفة و هو يضع أطراف أصابعه عليه بحذر شديد ، عندما قام بنقره عدة مرات دون حدوث شيء ما هو تقدم أكثر ووضع يده بالكامل على الفراش لتفقده قبل أن ينزل أسفله أيضاً عله يستكشف ما هو هذا الشيء الغريب ، بتلك الأثناء كلاود كان على وشك الضحك بصوت مرتفع لولا أنه قاوم رغبته بقوة فقط حتى لا يوقفه عما يفعل ، هو للآن لا يدرك كيف عليه أن يتواصل معه و إن كان يفهم كلامه أم لا ؟
خرج فريدريك بعد مدة من الزمن من أسفل الفراش وهو مقطب الحاجبين ، لقد أدرك أخيرا أن هذا الشيء ليس بكائن حي والسبب هو الخشب الذي وجده بالأسفل ، لكنه لم يعلم كيف قاموا حقا بجعل الخشب بهذا الشكل ، وأيضا ما هي المادة الموضوعة فوقه و لما يستخدم ؟
إقترب كلاود منه وهو رمقه بحذر ليرفع يداه للأعلى بينما يتحدث :" لا تخف مني لن أقوم بإيذائك ! "
فريدريك هذه المرة هو من إقترب من كلاود بينما يتفحصه بالكامل ، ثيابه وجسده وملامح وجهه ولاسيما عيناه والتي رأى بها الكثير من الإستهزاء وهذا لم يعجبه قطعاً ليعبس بإنزعاج يينما ضحك كلاود بقوة وهو يتجاوزه ليستلقي على الفراش بينما الآخر يراقبه بهدوء ، أكمل كلاود تغطية نفسه والإستلقاء ثم تظاهر بالنوم لعدة دقائق لم يتحرك بها فريدريك من مكانه ولم يرمش حتى ليراقبه بترقب شديد ، فتح كلاود بعدها عيناه ليجد فريدريك كما هو و نهض ثم قال بضحكة وهو يغادر :" أتمنى أنك فهمت السبب لوجود السرير بغرفتك ! "
رمقه فريدريك بحيرة فهو لا يفهم أي حرف مما يتفوه به حقاً ، لكنه بعد رحيل كلاود إستلقى على الفراش و قام بتغطية نفسه مقلداً الآخر و هو شعر بالإرتياح والتعب لذا غط بالنوم قبل أن يدرك ذلك ، فهو لازال مصاباً بعد كل شيء .
~ فرناند ~
عدت لغرفتي وأنا أرتب خططي مرة أخرى من الجيد أن كلاود لم يجد لي الكثير من الأعمال هنا حتى أبحث عما كنت أريده منذ البداية , لكن علينا التأكد أولاً من أن ذلك الفتى الهمجي لن يفسد مخططاتنا ومرة أخرى أنا حقاً شاكر لكلاود لإنه سيتركه معي فقط بالصباح ..
سأتأكد من تحويله لإنسان ما قبل أن يفسد كل شيء , فماذا لو ظهر بثيابه الجلدية البالية وشعره الطويل أمام القائد الأعلى بينما نجري مكالمة ما معه ؟ سيعد هذا فشلاً ذريعاً لن أقبل به أبداً .
أنت تقرأ
Drifters in time
Science Fictionفي الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الصلبة والمهارات المختلفة ضمن قبيلته بإحدى الكهوف ويتوقع منه أن يكون القائد التالي للقبيلة .. بالحاضر...