رواية [لا أستطيع رؤيتك] ..
البارت الثالث
Luhan .
خرجتُ من الحمام بعدَ دقائق، لأشم رائحة ...
إنّها رائحة الدخان .. توسّعت عيني " هيوونغ
هيووونغ هيووونغ .. انه حريق " استدار إلي صديقي
الزرافة كريس بينما كنت أقفز من مكان إلى آخر ..
نظر لي ببرود وقد لاحظت وجود سيجارة بين شفتيه ..
لحظة، أظنّ بأنني أتخيّل .. فلقد وعدني بترك هذه العادة
السيئة، أعنى، وعدني بتركِ التدخين، فهو مضرّ بصحتّه ..
ولكنّ، أنا لا أتخيّل إنها الحقيقة، لقد خالف وعده لي، وعاد
للتدخين مجددًا " بحق الإله، ما الذي تفعله وويفان هيونغ ..
ما هذا الذي بين شفتيك .. أيعقل أنّك عدّت للتدخين .. "
زمجرت بغضب و تقدّمت نحوه لأنزع السيجارة من بين شفتيه
بسرعة و ألقيها على الأرض، وأدهس فوقها بقدمي ..
" اشششش" سمعته يطلقها بسخرية ثمّ وضع كفّه الأيسر
على وجهه، أمّا أنا فقد أطلقتُ تنهيدة طويلة ..
" إن رأيتُكَ تدخّن مجددًا .. صدقني لن نكون أصدقاء بعدَ
الآن .. !! " تمتمت بلحظة غضب ثمّ تقدّمت منه وضربت المكتب
" كان عليكَ العيش مع والدك حتى يرغمك عن الاقلاع عن عاداتك
السيئة .. " زمجرتُ بغضب بينما وجهه البارد كما هو لم يتغيّر ..
سحقًا، إنّه قطعة جليد مثلّجة ..
" ابتعدت عن أبي و أوامره، لأجد أنّي مع نسخة من أبي ..
لوهان توّقف عن تمثيل دور الأب بالنسبة لي، أريد أن أفعل ما
يحلو لي .. وتوّقف عن ربط عاداتي بصداقتنا أيضًا .. !! " تمتم
بانزعاج ونهض من مكتبه وارتمى على سريره ..
أغمضت عيني أحاول إراحة أعصابي .. ثم وجهت نظري نحوه ..
" لا تخبرني أيضًا أنّك لم تقلع عن عادة الشرب .. لقد تعديّت
حدودك كثيرًا هيونغ، أنتَ تشرب قبل السن القانوني حتى .. "
أغمض عينيه متجاهلًا كلامي، لأعض على شفتي السفلى
بانهيار، أشعر بأني كالأحمق فعلًا .. ولكنّه صديقي وعليّ
نصحه، ماذا أفعل إذا كان مهملًا لنفسه ولصحّته ؟[ السن القانوني هو 20 سنة في كوريا ]
.
Jessica
" أخبرتُكِ أن لا تخبري أحدًا بأنّك شقيقتي .. هل أنتِ
بلهاء.. ومن كان ذلك الشخص الأبله، ظننت أن ليسَ لديك
أصدقاء " قالت شقيقتي الصغرى بصراخ، لأعض على
شفتي بينما أنظر للفراغ كعادتي، ولا أرى أمامي سوى
الظلمة الداكنة لا شيء آخر ..
أكره أن تصرخ عليّ و أن تعاملني بهذه الطريقة، ولكنّ ما
من حلّ آخر بيدي .. فلولاها فأنا وحيدة .. فوالداي تأخرا
بالعودة من عمليهما .. فلو كانا هنا لأوقفوها عن ذلك ..
كنتُ جالسة على فراشي وأضمّ قدمي نحو صدري بينما
أسمعها تطلق " تششش " ساخرة منّي ..
" أنا لم أخبره بأنّك تكونين أختي، أخبرته فقط بأني أنتظرك ..
ولقد أصّر على مساعدتي .. ولا أعلم من يكون حقًا .. !! "
تمتمت بعبوس أحاول أن أكون طيبة معها ولكنّ هذا لا يعني
لها شيئًا .. سمعتُ صوت باب غرفتي ينغلق بقوة ..
لقد غادرت غرفتي، تنهدت بقوّة، وأنا أحاول حبس دموعي التي
أبت الانحباس .. لتنهمر على خدّي ، وقد وضعتُ يدي على فمي
لأوقف صوتَ شهقاتي القويّة المؤلمة، التي تعبّر عن ألم قلبي ..
هكذَا أنا دائمًا وحيدة، حتى ولو بوجود شقيقتي أنا وحيدة ..
لا أحد يقف بجانبي ولا أحد يحبني .. الجميع يكرهني ..
.
صباح اليوم التالي ..
دخلتُ المدرسة، بعدَ أن غادرت أختي لصفها مبتعدة عنّي
كنتُ أمشي بخطوات ثابتة، نحو صفّي .. ولكنّي فجأة تعثّرت
لأسقط على الأرض، وهذه المرّة لقد جرحت قدمي ..
عضضت على شفتي السفلى بينما أشعر بالألم الشديد
وتناثرت دموعي على خدّي بضعف ..
لأسمع صرخات الطلاب و قهقهاتهم و همساتهم حولي ..
ما الذي فعلته لكم لتعاملوني بهذه الطريقة البشعة ؟
أنا لم أسأ لأحد في حياتي من قبل .. لمَ الجميع يسيء
إلي ؟؟ شعرتُ بيد دافئة تمسك يدي مازلتُ أذكر ملمسها
جيدًا، لا شكّ أنّه نفس فتى البارحة ..
End
.
نظرَ نحو الطلاب نظرات غاضبَة، أشعرت الجميع بالخوف ..
فلقد كانت عيناه محمّرة من شدّة غضبه، حتى أنهم اعتقدوا
أنّه سينفجر في أي وقت ..
" هل تستطيعين الوقوف ؟" همس سائلا إياها بينما يحاول
جعلها تستقيم واقفة ببطء، " قطعة ثلج ؟" تمتمت جيسيكا بخوف
بينما تتمسّك بملابسه بيديها الصغيرتين وعينيها تنظر للفراغ ..
" قطعة ثلج ؟ " أعاد كلامها باستغراب و غباء في الآن ذاته ..
" لا أستطيع الوقوف .. !! " همست بضعف و دموعها أبت
التوّقف عن الانهيار .. " لا بأس سأقوم بحملك .. !! " تمتمَ بهدوء
وحملها بين ذراعيه، وقد لفت المسكينة ذراعيها على رقبته ..
بدأ يسير نحو العيادة الطبيّة بالمدرسة، وبدأ الطلاب يبتعدون
عن طريقه واحدًا تلو الآخر .. بينما يسمع همساتهم و تساؤلاتهم
حول علاقتيهما .. ولكنّه لم يعر الأمر أي اهتمام منه ..
فقط، ظهرت ابتسامة جانبيّة على محياه، بينما يعد نفسه
بأنّه لن يترك جيسيكا وشأنها بعدَ الآن، وأنّه سيلّقن كل من
يقترب منها درسًا لم ينساه في حياته .. فقد علمَ أنّ
أولئك الفتاتان وراء هذا، لذلك توعّد بأنّه لن يمررها لهما أبدًا ..
كيف يجعلون فتاة ضريرة تعاني ؟ بينما هي تعاني في حدّ
ذاتها .. هذا كثير عليها .. هذا كل ما يشغل تفكير بطلنا كريس ..
بينما ينظر إلى وجه بطلتنا جيسيكا الملائكي ودموعها التي
لا تتوّقف عن الانهيار، تعكّر صفوَ جمال وجهها .. إنّها تملك
عينان جميلتان، كلؤلؤتين ذات لون أسود قاتم .. بينما شعرها
الذهبي الحريري منسدل حول كتفيها..
لم يستطع كريس تفسير وقفته بجانبها أبدًا، لم يستطع تفسير
هيامه في النظر إليها، فقد بقيَ يقنع فسه مرارًا بأنّها تبدو
جميلة جدًا .. وأي فتى يمكنه الوقوع لجمالها، بعيدًا عن
كونها ضريرة ..
.
وصلا إلى العيادة الطبيّة ..
لتأتي الممرضّة بسرعة و تساعده على وضعها فوق السرير
الأبيض .. " أين أنا ؟ " تساءلت بخوف " أنتِ في عيادة المدرسة
صغيرتي .. لا تقلقي ستكونين بخير .. !! " تكلمّت الممرضة ..
بينما تكشف عن جرح قدمها .. شعرت جيسيكا فجأة بابتعاد
كريس عنها فتمسكت بملابسه قبل أن يخرج " لا تتركني أرجوك"
توسلت بعيون تنظر للفراغ، ودموع تتناثر بشدّة، والخوف يعتريها ..
" سأعود إليك .. " تكلّم بهدوء و غادر المكان ..
" لا تبك صغيرتي .. لقد قال أنّه سيعود إليك " تكلمت الممرضة
اللطيفة مرّة أخرى .. شهقة صغيرة خرجت من بين شفتيها ..
لتهدأ من موجة بكائها بعد ذلك .. هي فتاة ضعيفة ..
كيف لا تكون كذلك، وهي لا حول لها ولا قوّة ..
.
" لا أعلم أي نوع من الأخوات أنت ؟ " تمتم كريس ببرود
بينما يضع يديه في جيب بنطاله وينظر للجهة الأخرى بسخرية ..
نظرت له مينا بغضب ثمّ نظرت للجهة الاخرى .. إنها لا تهتم
بما يقال لها على أيّة حال ..
" لقد شاهدتّك وأنتِ تراقبين شقيقتك عن بعد بينما تضحكين
على صديقاتك عليها .. هل تملكين قلبًا أسود ؟ " قالها بغضب
ثمّ مرّ من جانبها بوجه بارد ..
.
دخل فصله، ليتقّدم نحو تلكَ الفتاتان بسرعة ..
" أوووه .. كريس، هل من مشكلة عزيزي ؟ " قالت أحداهما
وهي تبتسم إليه " عزيزك .. يا ل السخرية، لا تناديني
بها مرّة أخرى أيتها المغرورة .. !! " تكلّم كريس بغضب
موجها خطابه نحوها لتتوسع عيني صديقتها، بينما هي
تنظر إليه بغضب " تلازم حدودك .. أنتَ لا تعرف مع من تتكلّم
يا هذا .. !! " قالتها بغرور " أووه، ومن تكونين يا هذه ؟ " سأل
باستنكار يحاول الوصول معها إلى نهاية ليحسم الأمر ويجعلها
تكتفي وتبتعد عن جيسيكا ..
"أوه، عزيزتي هل نسيتِ أنّه جديد في المدرسة ؟ " تمتمت صديقتها
" ألا تعرف بأنّ من أمامكَ هي وريثة مجموعة THT، أكبر
شركة انتاج السيارات في كوريا ؟ " تكلّمت صديقتها مرة أخرى وهي
تشير نحوها، لترفع الأخرى كتفيها بغرور و تضع رجلا فوقَ الأخرى ..
" لا يهمني إن كنتِ وريثة شركة القمامة هذه، فثراءك
لا يعني شيئًا إذا كنتِ ستحتقرين الناس بهذه الطريقة .." تكلّم بغضب
لتتوّسع عيني كليهما، ثمّ اقترب نحو أذن المغرورة الشمطاء
" أيتها المتعجرفة، إن اقتربتِ من جيسيكا ثانية، فأعلمي أنّك
قد حفرتِ قبرك بنفسك، ومن يحدّثكِ هو وريث أكبر شركات
الأعمال في كوريا UKI.. وو ييفان !! وبالنسبة لكريس، فهو
لقب ينادوني به الأشخاص الأكثر قربًا مني .. !! " تكلّم وعلى وجهه ابتسامة جانبيّة
ثمّ ابتعدَ عنها، ليرى شدّة صدمتها من الخبر المفاجئ ..
( وو ييفان : خبرتكم اسم كريس الحقيقي ، بس اسمه
المشهور هو كريس .. والكل ينادوه بكريس، وما يعرفوا
انه وريث أكبر شركة أعمال بكوريا، لأنّه يكره العمل مع أبوه
والسبب قلته عديد المرات بالرواية .. )
غادر كريس الفصل بعد أن علمَ بأنّ أستاذ العلوم قد تغيب
هذا الصباح .. وعادَ إلى العيادة ..إلى جيسيكا ..
" كيف تشعرين ؟ " تخلل صوته الرجولي مسمعها ..
ليرتجف جسدها بخوف " أ أنا .. أنا بخير .. !! ش شكرا
لك .. أتعبتكَ معي " تكلمت بخوف ليربّط كريس على
كتفها بحنان " إذن، ما قصّة قطعة الثلج هذه ؟" تساءل
بهدوء، ليحمّر وجهها فجأة، طأطأت رأسها نحو الأسفل ..
ليتناثر شعرها أمام عينيها، وتبعده بيديها واضعه إياه
خلف أذنيها بهدوء ..
وهذا كلّه فتن كريس بشدّة، ولكنّ بروده يتجاوز برود الجحيم ..
" في الحقيقة، أنا لا أعرف اسمك، لذلك كان عليّ أن أضع
لك لقب يليق بك .. عذرًا ولكن، أنا متأكدّة أنّك نفس الشخص
الذي أسقطني صباحَ أمس، والذي ساعدني تحت المطر ..
أنتَ نفسه .. أليسَ ذلك صحيحًا ؟ " تكلمت بصوتها الأنثوي
الرائع، ليبتسم كريس لا إراديا .. " كيف عرفتِ أنّه أنا ..؟"
قاطعته بسرعة " صوتك " تمتمت وهي تشير نحو شفتيها ..
" هممم .. حسنًا، أدعى ..وو .. أقصد كريس" تكلّم كريس بلطف ..(كان رح يقول اسمه الحقيقي .. هو ما بده حد يعرف انه ووييفان وريث السيد وو )
" شكرًا لك .. كريس-شي " تكلمت باحترام وهي
تضع على وجهها ابتسامة فاتنة ..
" مهلًا .. لاداعيَ للرسميات جيسيكا، يمكنك مناداتي بكريس فقط
كالبقيّة، فأنا أكره الرسميات على أيّة حال.. !! " تمتم بهدوء
وابتسامة غير متحكّمة فيها تشق شفتيه ..
" لا أصدّق " صوتٌ ما تكلّم خلفهما ليستدير كريس فورًا ..
" ما الذي تفعله أنتَ هنا ؟؟" سأل كريس وعينيه قد توسّعت
من شدّة تفاجئه " واااو .. كريس هيونغ يتحدّث مع فتاة .."
وقبل أن ينهي كلامه وضع كريس يده على فمه وأخرجه بسرعة ..
من العيادة ليقفا بعيدًا .. وما ان نزع يده حتى انهى الآخر كلامه
من دون اهتمام ....
" من دون رسميّة، و يتكلّم معها ببرود، و أيضًا يبتسم ..
يال العجب .. لم أكن أعلم بأنّك ستتغيّر فجاة، لحظة، لماذا
تجعلني أناديك برسميّة إذا كنتَ لا تحبّ الرسميات أيتها الزرافة هااا؟"
أكمل لوهان كلامه وعقد حاجبيه و يديه وعبس ..
" شششش .. أصمتْ أيها الثرثار .. إنّها فتاة من نوع آخر ..
أقصد .. إنّها ليست كأي فتاة .. " تكلم كريس ليقاطعه
الآخر " إنّها فتاة على أية حال " قالها لوهان ونظر للجهة
الأخرى بغرور متصنّع " لوهاااان، بحق الإله، إنّها فتاة ضريرة
وهي بحاجة لمن يقف بجانبها، فالجميع يؤذيها هنا .. !! " قالها
كريس بنبرة شبه صارخة ..
" حسنًا حسنًا .. أنا آسف .. اهدأ " تمتم لوهان بهدوء " آسف لأني
صرخت عليك .. فلقد كنت مزعجًا للغاية .. مهلًا .. ماذا
تفعل في مدرستي ؟؟؟ " سأل كريس وهو يدقق النظر لوجه
الآخر .. ليبتسم لوهان برقّة " لقد انتقلتُ لمدرستك عزيزي "
نطقها بصوته الرجولي، ثمّ غمزه .. ليتنهّد كريس ..
...........يتبع الجزء الرابع ........
رايكم بالبارت و الشخصيات ؟
أنت تقرأ
لَا أستَطَيعُ رُؤيَتَكَ || Kris
عاطفيةKris and jessica story ❤ ماذا سيحصل لو اختفى من حياتك اهم شخص حصلت عليه شخص لا يمكن للحياة تعويضه لك وماذا سيحصل لو التقيتَ هذا الشخص بعد سنوات ولكنك لم تتذكره.. فلقد كنتَ لا تستطيع رؤيته...!! 2022 1st in : kris (Top 746 stories) Co...