٣: صغيرة قتلهـا الغياب

4.5K 469 116
                                    


أرجو أنكم لا تحرموني من معرفة آرائكم ، و الفوتز ❤️

**********

" قد تحب الحديقة كلهـا لتنسى وردة ، لكنك لن تفلح ! "


كانت تعرف سايجين أن شيئاً ما منعها من النوم تلك الليلة ، كان هو لا غيره ؛ لأنها تعلم أنها لا يمكنها التهرب دائماً ، هي لن تحتمل وداعاً آخر ، لقد قاسيت الكثير في الثمان سنوات المنقضية ، لم تكن تنعم بالنوم في ليالٍ كثيرة لذلك الأمر أصبح يحدث كثيراً و لم يعد يشكل ذلك فارقاً الآن ، لقد اعتادت على الأرق و التعب المتواصل.

زفرت الهواء بثقلٍ من رئتيها و استقامت واقفة متوجهةً للأسفل حيث كان الجميع جالساً هناك ، والداها و الزوجين ، قبل أن تهم بالجلوس حيت الجميع ، و جلست بجانب توأمها ، التفتت يوجين إليها لتهمس : يجب عليكِ الزواج إنه رائع !

حدقت سايجين بهـا شزراً و همست في المقابل

- لقد مضى على زواجك يومٌ واحد و ثملتِ في الأمس ، يجب عليكِ أن تصمتي فقط !

حينها استرعت والدتهم السيدة مين سو انتباههم بمناداة سايجين ، فاستجابت لها ، ووضعت كوب القهوة الذي كان مستقره بين أناملها و قالت مستفسرة : متى ستسافرين يا عزيزتي ؟

أجابتها مبتسمة : لم أحظى بالإجازات منذ وقتٍ طويل ، فأعطاني رب عملي إجازة ستمتد لشهرين على الأقل و قد أسافر قبلها على أيةٍ حال .

ظهرت أمارات الحزن على وجه السيدة مين سو ، و شابكت أناملها ببعضها

- و أنا من كان يعتقد أنكِ ستظلين هنا معي

افترشت أنظار سايجين الأرض بندم ، و نظرت إلى والدتها بعد دقائق فرأتها تدير رأسها و تمسح جفناها ، تنهدت سايجين بأسى و هي تحث خطاها إليها ، فجلست على ركبتيها أمامها و أمسكت بيديها و ضمتهما بين يديها و قالت بهدوء : أعلم يا أمي بما تشعرين ، و يؤرقني حزنكِ ، و لكن لدي حياة هناك ، لدي أصدقاء و عمل و لا أستطيع ترك نيويورك  ، لا يمكنني ترك كل شئ هناك بسهولة !

كانت سايجين تنظر لها برجاء لأنها كانت تشيح بأنظارها عنها ، فضغطت على يدها برفق ، و قالت بصوتٍ خفيض : أمي ؟ ألن تردي عليّ ؟ إذاً هل أرحل الآن ؟

- أتعلمين ماذا يا ابنتي ؟ أنتِ حقاً حمقاء لأنكِ تظنيني غاضبةٌ عليكِ .

ابتسمت السيدة مين سو بإنكسار و هي تحرر إحدى يداها و تمسد على شعرها الأسود فابتسمت سايجين  بوداعة لذلك الشعور المفاجئ بالحنان ، و قالت السيدة مين سو بقلق : لا تطيلي غيبتكِ هذه المرة ! قد أموت في بعدكِ يا حبيبتي !

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن