٢٨: شئٌ من الماضي

3.6K 345 137
                                    

الفصل طويل و تطلب مجهود ، أرجو ألاقي كومنتات حلوة طويلة أو مجزئة تقديراً لذلك ❤️

قراءة ممتعة حبيباتي 💙🌌.

********

" مصاب بلعنة التعب ..
نامي على كتفي ، الله وحده يعلم ماذا يفعل رأسك بالمستحيل "






كفت جوليانا عن الحديث قبل أن تكمل جملتها حين انتفض سونغ هيون واقفاً بتحفز و هو يصرخ : ماذا ؟! أباكِ !


اتسعت عيناها بقلق و قد فقد هدوءه فجأة و بدا و كأنه شخص مجنون كلياً ، اتسعت عيناه هو الآخر و هو يجد في اتساع عينيها كل الجواب ، فسأل بتوجس : هل اعتدى عليكِ و أنتِ صغيرة ؟! كيف لم تخبري أحد ؟ كم كان عمرك وقتها ؟ إلى أي حد وصلت به القذارة لفعل ذلك بابنته ؟ ألم تكن أمك بالبيت ؟ كيف سمحت لهذا بالحدوث ؟!

بدت لها حالته هستيرية و الأسئلة تندفع من بين شفتيه دون توازن ، فقالت بهدوء : لم يحدث أي شئ مما يدور في رأسك الآن ، ليس بهذه الطريقة !

هز رأسه غير مستوعب فأمسكت بيده و هي تدفعه ليجلس إلى جانبها بالقوة

- ما الذي تقصدينه إذاً ؟

استلت نفساً عميقاً تهدئ به إحساسها المذعور بأنها تفتح على نفسها نفس الباب الذي أغلقته منذ زمن

- أبي لم يؤذني جسدياً كما فهمت ، لقد كنت صغيرة للغاية حين رأيته و هو ..

لم تقدر على المتابعة حين تحشرجت أنفاسها فانحنى رأسها للأسفل و انحنى كتفيها للأمام بتخاذل ، لم تكن تعرف بأن ذكر الأمر سيؤلمها بهذه الطريقة ، لقد اعتادت على دفن الماضي ورائها بكل سيئاته ، مهما كان بشعاً ، بغيضاً إلا أنها على أطلاله كانت تصبح أقوى و أشرس ، إذاً لمَ يجعل تواجد سونغ هيون من كل هذا ضعفاً كأن كل ما بنته في السنوات الماضية كان سراباً ؟!


كان شعرها يغطي ملامحها فلم يقدر على تبين مشاعرها ، فمد يديه يمسك برأسها المنخفض يرفعه إليه ، فنظرت إليه بمشاعر خاوية قبل أن تشيح بنظرها عنه ، فحرك يديه على وجنتيها و هو يديرها له هذه المرة بقوة هامساً بحدة لم يقصدها : لا .. لا ! انظري إلي و تابعي كلامك ، كوني قوية يا جوليانا ، مهما كان هذا الماضي بشعاً فأنا هنا و سأمحي بشاعته لكِ ، أردتِ البكاء فلا بأس صدري هنا فابكي كما شئت عليه ، اعتدتكِ قوية و لكن لا بأس إن احتجت أن تكوني ضعيفة أمامي ، أنا لن اشتكي و لن أحكم عليكِ .


رفعت عيناها إليه و في حلقها غصة مسننة ، بسبب حنانه هذا كأنها تعني له شيئاً ذو مكانة عالية ، يعاملها كأن لا وجود لأحد غيرهما هنا ، يخبرها أن تضعف و تبكي على صدره و هو لن يتذمر حتى !


مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن