٣٨: وصمة عار

3.9K 331 772
                                    






ضعي يدكِ هنا، فوق قلبي يا أمى ..
القلب يدق لكنّه لاينبُض !
لقد قتلوني ثم تركوا الجسد


يمسك بها جيداً يحتضنها إليه ، بينما هي تصرخ و تبكي ، يحاول أن يهدئها : سايجين بالله عليكِ اهدئي !

يبعد عنها المضيفة ، يزجرها : اتركيها هي فقط تخاف الطيران ..

تحاول سايجين أن تدفع نفسها بعيداً عنه ، تلتفت حولها و قد فقدت أعصابها ، باتت الآن تعلم بأن هروعها للاتصال بسونغ هيون توقظه بعد الذي حدث بينها و بين تشانيول كان خطئاً ، توسلته بأن يسافرا حالاً و هي تخبره بأن لا قدرة لها على التحمل ، لو بقيت أكثر لن تتحمل أن ترحل عنه ، لن تتحمل أن تغادره أبداً ..

نشجت باكية و هي تشدد من إمسكاها بتلابيبه لتقول بقوة : أريد الرجوع أرجوك ! لا أهتم بما سيحصل من مصائب ، لا أهتم إن نفاني أبي بعيداً عنه ، لا أهتم لو كرهني الجميع أو حكموا علي ! أرجوك أعدني له ، لا تمنعني أرجوك !

شدد ذراعيه حولها و هو يهمس بصوتٍ حاد كنصل السكين : سايجين لقد قطعت شوطاً طويلاً ، أخبرتيني أن أمنعكِ لو جننتِ و فكرتِ بالرجوع .. و أنا لن أدعكِ الآن ، سايجين لا تفقدي صوابكِ الآن .. هل تفهمين ؟!

انتفض جسدها ببكائها الحارق ، عيناها الذهبيتين غارقتين في الدموع ، قلبها موجوع ، و جرحها الذي لم يشفى بعد يكاد يقسم رأسها شطرين و هي تتذكر لقائها الأخير به ، تتذكر وجهه الذي افتقدته منذ الآن ، تتذكر كلماته و جرحه العميق و عتابه الذي كان يصلها حتى من خلال قبلاته .. يا إلهي ما الذي تفعله ؟! ما هذا الضعف الذي شل جسدها الآن ؟!

- لا أستطيع الرحيل يا سونغ هيون .. أر .. أرجوك لا أريد .. أموت .. و لا أرحل !

يلقي نظرة على المسافرين الذين ينظرون إليهما بفضول ، و إلى المضيفات اللاتي ينظرن لهما بتوجس ، و قلق

ثم يحول نظراته لسايجين التي تندس في أحضانه رافعة وجهها المحتقن بالدموع له ، لنظراتها الكسيرة ، لجسدها المنتفض ، لصوت بكائها الذي لم يخف قيد أنملة ، بل ارتفع و ارتفع حتى بات كعويل ، أو صرخة حيوان جريح لا حول له و لا قوة ..

تبكي و هي تردد بهذيان و انهيار كطفلةٍ صغيرة : أرجوك .. أرجوك يا سونغ هيون .. اعدني إليه .. اعدني إليه .. أعدك بأن لا أتذمر هذه المرة .. أعدك بأن لا أتركه هذه المرة .. أعدك بأن لا .. أن لا ..

- سايجين !!

تملكه الفزع حين تهاوت رأسها للخلف ، جسدها بارد ، و الدموع ما زالت تتدفق أسفل وجنتيها الشاحبتين فاقدتين لاحمرارهما المعتاد ، ارتاعت المضيفة و هي تراها في تلك الحالة ، فحاولت أن تمد يدها لمساعدتها ، فأبعدها و هو يقول من بين أسنانه المطبقة : رجاءاً أكررها توقفي عن مساعدتها ، أنا سأفعل !

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن