١٨: المرأة التي أُحب

3.6K 345 126
                                    

أرجو إنكم تكتبون تعليقات مجزئة ❤️❤️

قراءة ممتعة 🌌 💙

******

" أشعر بالحزن على كل من حاول للمرة الأخيرة اختبار شعوره تجاه شخص ما ، على أمل أن يكون شيئاً آخر فكان حباً "


مرت دقائق صمت على ما تلفظ به للتو ، لم تكن غبية لكي لا تفهم ما يرمي إليه بكلماته ، و لكنهـا تظاهرت بالغباء رغبةً في أن تكون مخطئة في تفسيرهـا لحديثه ، قالت بنبرة متذبذبة : ما الذي تعنيه يا تشانيول ؟

- أقصد كاختيارك كالمرأة التي أُحب !

لقد كان تشانيول مندفعاً في حديثه واثقاً مما يقول عكسهـا هـي التي حدقت به كما لو أن عيناً ثالثة نمت له ، و انتفضت من مكانها واقفة كأنما لدغتها عقرب ، لقد كان هناك بعض الخوف الذي بدأ يترسب في قلبهـا ، لقد كانت تعي المخاطر جيداً ، و أولهـا انهيارهـا هي و حياتهـا في قارب واحد ..

خلع خاتم زواجه من إصبعه ، و ألقاه بإهمالٍ خارج النافذة التي كانا يتطلعان على السماء منهـا منذ قليل ، و أخذ يحدق فيها هنيهة و تغيرت ملامحه المتأثرة لأخرى باردة و قاسية ، ليقول بلهجة قوية : أنا لم أردهـا يوماً ، لقد أردتكِ دوماً !

شعرت بغصة بكاء في حلقهـا كأنها شربت للتو ماءً مغلياً

- هـ .. هـل جُننت ؟

- الشئ الوحيد الذي يجعلني مجنوناً هـو كونك بعيدةً عني ، كوني أحلم بكِ كل ليلة ثم أفتح عيناي لأجد أن كل ما أحسسته كان وهماً

تراجعت خطوتين عنه بصدمة ، و جل ما كان يدور في عقلهـا أنه حتماً قد فقد عقله !

أسرعت تبتعد عنه لتنزل من العرزال بدموع جارية فتبعهـا دون أن يتحدث ، حين استقرت على الأرض أخذت تبحث عن خاتمه بحركات ضائعة أقرب للهستيريا دون أدنى اهتمام بفستانها الأبيض الذي اتسخ من الأتربة ، هتف فاقداً لصبره : سايجين توقفي !

قالت بنبرة مرتعشة : لا .. لا سـ..أبحث عنه ..

- و ما الذي ستستفدينه ؟

توقفت حركة يديها و نكست وجهها أرضاً و تدفقت دموعهـا بعجز و قالت بشجن : سأنسى .. ما حصل الليلة .. و أرجو أن تنساه أيضاً .. سنعاود عيش حياتنا كما كنا .. و لن نذكر ذلك لمخلوق !

طوى يديه لصدره و قال بنبرة جامدة : و إن لم أرد أن أنسى ؟

صرخت به و قد استبد بها الغضب فأخذت تتعثر في كلامهـا لشدة ما هـي فيه : يجب أن تنسى .. يجب أن .. تنسى ..!

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن