١٢: الميت لا يرحل

3.8K 361 68
                                    


" زاد ضجيج هـذا العالم ، و لكني هنا وحدي أسمع صوتك يردد الأشياء ذاتهـا ، يتلو الصلوات الصغيرة و يطلق الضحكات ، أنتَ حقاً لا ترحل ، أنت تأتي كلما مشيتُ خطوة نحو النسيان ! "

*******

حلمت بهانسول اليوم ، كان حلماً جميلاً خفف عني تعاستي ، كنور بزخ من ركن معتم ، رغم ذلك عندما استيقظت و تحسستُ الوجنتين المبتلتين برؤية الحبيب بابتسامة تشق طريقهـا بين نهـر الدموع ، كنتُ فقط سعيدة ، سعيدة لأنه زار أحلامي دون أن يكون هـناك حزن أو غيره ..

استقمت و حثثتُ خطاي للنافذة أنظر للسماء و أسمع تغريد العصافير و أشعر بنسائم الصباح و أرى الشمس تولد من رحم الظلام ، أرجو أن تكون الليلة هادئة و جميلة فقط لتكتمل سعادتي اليوم ..

تململت يوجين في رقادهـا عندما كنت قد انتهيت من استحمامي و تغيير ملابسي ، ابتسمت بحنان لمرآهـا و هي تتمطى و تفتح عيناهـا ببطئ كقطة صغيرة

- صباح الخير

همهمت يوجين كإجابة ثم نظرت لهـا عبر المرآة و سألتهـا

- هل نمتِ جيداً ؟

أومأت بابتسامة ثم قالت : هـل لديكِ شئ لتفعليه اليوم ؟ لأني لن أذهب للعمل اليوم مبكراً .

ابتسمت بخفة و قلت : لا ، لا شئ لأفعله اليوم سوى أنني سأقضي الوقت مع أمي لقد اشتقتُ لهـا كثيراً .

- محظوظة ! أنا سأقضي وقتاً طويلاً مع تلك العجوز ، و صدقيني لن يكون وقتاً ممتعاً .

ضحكتُ بخفة ثم عصقتُ شعري في جديلة و قلت : هـيا لنتناول الفطور لأنهم ينتظروننا .

نهـضت من السرير مسرعة ثم هـتفت : انتظري لنتجه للأسفل معاً لأن أمي تعتقد أننا ما زلنا على خلاف و أنا لا أريد إحزانهـا .

حسناً هـذا الفطور كان جيداً و أجمل ما فيه هي ابتسامة والداي حينما شعروا بالسكينة بيني و بين يوجين ، تجمعت العائلة في الصالة ، الأخوان بارك يلعبان مع أبي الشطرنج رغم أن أبي قد قام بمهمة تعليم سونغ هيون كيف يقوم بلعبها ، يوجين ترسم بعض التصاميم و أمي تراقب بفخر ما تفعل بينما أنا أقوم بقراءة كتاب ما ، نظرتُ بغيرة ليوجين ثم قلتُ لأمي باقتضاب : أنا أصمم أجمل منها هـل أراكِ أبي تصاميم الأثاث التي أقوم بها ؟

ضحكتَ أمي ثم هتفت : إنكما الإثنتان تصممان تصاميماً جميلة ..

و أكملتُ عنها بخيبة : و لكن تعجبكِ خاصة يوجين أكثر !

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن