٣٥: أوردة بلا دم

4.9K 315 514
                                    


Long time no see 😍💓
إن شاء الله الفصل يعجبكم
قراءة ممتعة 🌌🌌

*******

" كنت تقف في قلبي كقطعة من الزجاج ، رغم معرفتي بأنك تؤلم روحي إلا أني خبئتك هناك و لكن لم أتوقع أن أكون على قلبكِ بهذا الثقل الذي يجعلك تشعر برغبة في الهروب مني ! "



كان جسدها يرتجف بوضوح ، الرياح الباردة لم تمهلها فرصة لتتعافى من قشعريرة الأحداث الماضية ، عيناها تحدق في العدم حتى أنها غير قادرة على تحريك عينيها و النظر إليه و هو في تلك الحالة المزرية ، خوفاً على قلبها الجريح ، كانت تعلم بأن الدماء التي كانت تنزف من وجهه قد تجمدت ، و ثيابه النظيفة قد اتسخت من عراكه السابق مع ويليام و من جلوسه بضياع على الأرض الباردة كطفلٍ ضاع في وسط الزحام من أمه ..

شعرت به و هو يمسح بكفه آثار دموعه كأنه بتلك الحركة يبدد انهياره المثير للشفقة ، حين وقف التقطت عيناها ترنحه و هو يحاول الوقوف بثبات ، ثم مر من أمامها ليلتف حول السيارة فاتحاً بابه ليجلس بهدوء ففعلت المثل ، مرت دقائق دون أن ينطلق ، لتجده يقطع الصمت قائلاً : أنا لا أهتم إن حصل عليكِ ويليام ، لا أهتم إن سلمته جسدك ، إن كان أول رجل قد فعل ذلك .

استدارت له تحاول أن تقول شيئاً استنكاراً بسبب انهياره السابق ، فأشار لها أن تكف عن الكلام لكي تسمعه ، ليقول بهدوء : أنا لست غاضباً منكِ ، بل أعرف بأنكِ فعلت ذلك لهدف أفهمه جيداً ، بل أعرف تماماً بأن ذلك الرجل لا يعني لكِ شيئاً ، لذلك أجدني بعد تفكير قصير بأني لم أكن غاضباً منكِ قدر لوعتي عليكِ ، كما أني لست خائناً أو أنانياً يا سايجين ، و لن أكون .. بي رغبة أن أقول لكِ أن ترحلي و أن تبني نفسكِ بعيداً عني ، ابني لكِ كيانك الخاص حتى لا يقدر أي شخص حتى لو كان أنا أن يكسركِ ..

صمت قليلاً مبتلعاً غصته رافعاً عيناه المحمرتين إليها ليقول : و لكني أخاف أن ترحلي حقاً .. وقتها ! .. وقتها !

ارتسم الضياع على ملامحه بينما احتشدت الدموع في عينيه ليهمس بصدمة : وقتها ماذا .. ماذا أستطيع أن أفعل ؟ .. أخبريني .. ماذا أستطيع أن أفعل لو أيقنت بأني قد استغنيت عن سببي الوحيد الذي يجعلني اعيش !

تظاهرت بالقوة و لكن قلبها كان يترنح ذبيحاً بين أضلعها ، لذلك أشاحت بوجهها عنه لكي لا يلمح الوجع في عينيها لتقول ببرود : وقتها تستطيع أن تجد أكثر من سبب يجعلك تعيش ، مثلاً ابنك القادم بالتأكيد هذا سبب كافٍ يجعلك تعيش لأجله !

يا إلهي كم تطلب منها الكثير من الشجاعة و القوة لتقول هذه الكلمات ، التي كانت تعمق الجرح الغائر في قلبها أكثر فيصرخ كل ما فيها متوجعاً ، أن تنفي أهميتها في حياته كان كحكم الموت عليها ، لا تدري من أين جاءتها القوة لتبقى بهذا البرود ، ربما من عقلها الذي كان يصرخ مهللاً منتصراً ،  بينما قلبها يصرخ متوجعاً مشتاقاً !

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن