٢١: الخراب

3.7K 338 147
                                    

تعليقات و فوت بقا و الذي منه 😂❤️
قراءة ممتعة 🌌❤️.

*****

" أحبك و أعرف أن الحب مجرد صرخة في الفراغ و أن النسيان حتمي و أننا محكومون جميعاً بأن يأتي يوم يتحول فيه عملنا كله إلى غبار "



ارتجفت يد سايجين الممسكة بمقبض الباب بقلق ، اليوم حين أخبرهـا والدهـا أنه يريد محادثتهـا في أمرٍ هـام اعتقدت الأسوء و هـي تتساءل عن السبب ، بالأمس حين أوصلهـا تشانيول للمنزل تاركاً إياهـا لأجل عمله مانحاً إياهـا الوقت لتفكر ، كل ما فكرت به أن فكرة حبه لهـا تؤرقهـا و تهدم القوقعة التي كانت داخلهـا لسنوات من بعد موت هانسول ، تشانيول بحبه يطلب منهـا أن تحطم سكونهـا ، أن تسير في طريقٍ شائك دون أن تحسب عواقب فعلتهـا هـذه ، أن تجهـل القادم لهـو أمرٌ مخيف و هـي لطالما أخافهـا المجهـول ..

إنهـا تعرف أن تشانيول يطلب منهـا السماح على السنوات التي مضت ، على زلته و ضعفه الذي ضيع عليهـما أشياءً كثيرة ، و لكنهـا رغم الحب الذي ينبض له من قلبهـا فإنهـا لا تستطيع مسامحته ، و الصفح عنه يعني أن ترضخ لحبه لهـا و هو الشئ الذي لا تتقبله الآن ، ربما هـي ضعفت تلك الليلة التي استسلمت فيه لقبلته ، لحبه و عاطفته ، لدفئه و حنان كلماته و لمساته ، لتخيلهـا في هـذه اللحظة التي جمعتهما عن الحياة التي كانا سيعيشان فيهـا ، للتفاهم الذي سيكون بينهما بحكم صداقتهما القديمة ، للدفء في علاقاتهما ، و هو الشئ الذي لا يمكنهـا أن تسامحه لأجله بسبب خيبتهـا هـذه ..

اغرورقت عيناها بالدموع و لسان حالهـا يقول : توقفي عن العيش في هـذا الحلم ! تشانيول ليس ملكاً لكِ !

تنهـدت بقوة و هـي تفتح باب مكتب أبيهـا ، ابتسمت بشحوب حين رأته يجلس وراء مكتبه ، مرتدياً نظارته الطبية التي يستخدمها للقراءة ، يفحص بعض الأوراق و تحيطه تلك الهالة من الرهبة و الهيبة ، تذكُر أنهـا حين كانت في السادسة حصل ظرف اضطر والدهـا على أثره اصطحابهـا معه إلى مكتبه ، تذكر جيداً ارتجافة موظفيه خوفاً من أبيهـا ، و مطالعتهـا لهم بدهشة لتصرفهم الغريب ، إذ شاهدت بعدهـا تصرفاته العملية مع موظفيه رغم ذلك حين أغلق باب مكتبه أخذهـا على حجره يداعبهـا و يضاحكهـا ..

أبيهـا كان أحن الناس عليها من بعد أمهـا و هي ممتنة له كثيراً لما فعله في سبيل أن تكون ما هي عليه الآن أما عن الخراب داخلها فذلك كان بيديها هي فقط و لم يكن لأبيها أن يتدخل في معركتها الخاصة مع نفسها.

جلست دون إصدار صوت بالكرسي أمامه تنتظره لينهـي تفحص الورقة الأخيرة ، حين انتهـى أخيراً مانحاً إياها ابتسامة دبلوماسية عرفت أن الأمر الذي يريده منهـا كان توبيخهـا ، الفكرة في حد ذاتهـا جعلتهـا ترتجف إذ أنهـا تعرف طريقة توبيخ والدهـا ، هو لا يصرخ ، لا يفقد أعصابه هو فقط يعذب بالطريقة الحادة الهادئة التي يتحدث بهـا و بنظراته ، قال : أظنكِ تعرفين السبب الذي استدعيتكِ له ..

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن