١٧: حيث يخبو البريق

3.6K 357 114
                                    

أسعدوني بآرائكم ❤️
قراءة ممتعة 🌌💙

*******

" أستشف الوجد في صوتك آهاتٍ دفينة ، يتوارى في أنفاسك كي لا أستبينه ، لست أدري أهو الحب الذي خفت شجونه ، أم تخوفت من اللوم فأثرت السَكينة".


أحاطت جسدهـا بذراعيهـا مرتجفة ، رؤيتهـا له تمزقهـا و هـي تراه واقفاً بعيداً عنهـا إنما تشعر به كأنه قريب ، يتلمسهـا ..

شعرت بالغضب يستبد بهـا ، لا هـي غاضبة جداً منه و لن تسمح لمشاعرهـا بحيادتهـا عن ما تشعر به حالياً .. نعم الغضب هـي غاضبة و تريد سحقه بيديهـا

- أنا آسف !

اعتذاره أسقط أدرعتهـا على حين غرة ، إذ لم تتوقع منه أن يعتذر بعد جملته قبل قليل ، بحق الله ما الذي يعنيه ؟ هـل كان يسخر منهـا ؟ أم عنى بكلامه الغفران ؟

لا تعلم حقاً إلا أنهـا ناظرته بغضب لثوانٍ و قالت بصوتٍ جامد و هـي تشيح بوجهها عنه : ما قلته لا يمكنني مسامحتكَ عليه .. لقد تجاوزت حدودكِ بشكلٍ غير لائق أبداً ! إن حياتي العاطفية لا تخصك بشئ ، نزعة حماية أو غيره ، لا تمنحكَ الصلاحية أبداً لإهانتي بتلك الطريقة !

- أنا أعرف أنكِ غاضبة مني و لكن ..

صمتّ حين أطلقت صرخة قصيرة تُعبر عن استيائها ، كما لم يعرف أنهـا كانت تُعبر عن حبها اليائس له بكل ذرة ضعف داخلهـا ، صاحت بنفاذ صبر يداها تتحركان بعشوائية

- يا إلهـي كم أنا غاضبة ! .. غاضبة كما لم أكن يوماً ، أشعر بعقلي يكاد يحترق بسبب غضبي هـذا .. أنا غاضبة منك لدرجة أني أريد حرقك عن بكرة أبيكِ !!

ارتفع فمه بشبه ابتسامة لم يقدر على منعهـا ، لم يقدر على إخبارهـا أنهـا بدت كطفلة صغيرة للغاية ، هشة و ضعيفة إنما تنبع من عيناهـا الشبيهتين بقطوف العسل قوة لا يستهان بها ..

قال بهدوء : هـل ستظلين غاضبة مني طويلاً ؟ إذ أني لا أحتمل تجاهـلكِ إياي

أشاحت بوجهها عنه و أحاطت جسدهـا بذراعيهـا بينما أنفاسهـا تتردد داخل صدرها عنيفة حارقة ، ابتسم بحنين لطالما فعلت تلك الحركة حين تغضب ، بالتأكيد هي تزم شفتيها الآن و تعقد حاجبيها بتلك الطريقة التي تبين براءة ملامحها حتى و هي - على حد قولها -غاضبةٌ جداً

قال : هـل تمنحينني الفرصة لأكفر عن خطاياي إذاً ؟ إذ أني كنت أجهز هدية لكِ، بالتأكيد هـي ستنال إعجابك .

سقطت ذراعيها و تململت في وقفتها ، قال بلطف محاصراً إياهـا بطريقته الخاصة : سايجين أعرف أنكِ تُحبين الهدايا و خصيصاً إن كانت حميمية كذكرى نتقاسمها معاً .

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن