"كيف يتلاشى الحزن معك كأنه لم يكن ؟! كيف تكتسب اللحظات معانيها فقط في حضورك ؟!".
******
مضى الوقت بينما كنت عالقةً بين ذراعيه ، لم أحب أن أبتعد ، لسببٍ ما وجدتُ أني أردت التمسك به و لو لسويعات ، مع أني بكيتُ في وقتٍ سابق إلا أن كل ما كان يخرج من جوفي هو تنهـدات الدموع ، يديه كانتا تنساب بين خصلات شعري بينما رأسي وجدت مستقرهـا على صدره حيث قلبه ، خفقاته كانت غريبة ، تارةً تبطئ حتى لا يكاد يكون لهـا أثراً و تارة تتعالى حتى أشعر بخفقات قلبي تتزايد معه ، ربما يجدر بي الابتعاد !
ابتعدنا أخيراً عن بعضنا فشعرتُ بالخواء فور أن ابتعد جسدانا عن بعضيهـما ، نظرتُ إليه مترددة قائلةً بارتباك : أنا أعتذر .. احتجتُ هـذا لأُهـدأ .. من روعي !
كانت ملامحه جامدة ثم لم يلبث إلا و هو يعطيني إحدى ابتساماته الواسعة القاتلة التي تشيع البهجة في صدري و فرد ذراعيه و هو يقول : لا بأس أيتها اللؤلؤة ذراعاي جاهـزتان لاحتضانكِ في أي وقت شئتِ .
ابتسمتُ بخجل و استرسلتُ في الحديث بمرح
- أما زلت تتذكر هـذا ؟
- و كيف أنسى أي شئٍ يخصكِ ؟
للحظات بدا كلامه جدياً فعادت الدماء تضجر وجنتاي رددت بتوتر
- في الحقيقة ذراعاكَ هاتان معطاءةُ جداً !
بابتسامة عابثة و بحاجبين مرفوعين هـمس : و ماذا عن صاحب هاتان الذراعان ؟
- صاحب هـاتان الذراعين غريبُ عليّ و لم أعتاده بعد بهـذا الصوت العميق و هـذه العضلات المفتولة .. و لكن صدقاً عندما سمعت صوتك في المطار ظننتُ أنكَ تدخن علبة سجائر كل يوم !
ضحك ملئ شدقيه و قال : رويداً يا سايجين إن الصوت العميق إحدى جينات العائلة فقط .
- و أيضاً منذ متى كنت تذهـب لرفع الأثقال ؟
- منذ أن كنت بالثامنة عشر .. في الحقيقة والدكِ هو من أجبرني على الذهاب كي أستثمر وقتي ، بعدها تعلمتُ الملاكمة ، التايكواندو و الكاراتيه و ..
كان سيعدد أكثر فرفعت يداي
- رويداً رويداً يا بروسلي !
ضحكَ بخفة ثم تلوى من سترته قائلاً مؤنباً لنفسه : يالغبائي أنتِ ترتجفين من البرد !
تقدم مني بتردد و هو يضع سترته علي فقلت : ماذا عنكَ ؟
- لا تشغلي بالكَ بي .
أنت تقرأ
مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )
Fanficإنني خائفة من نفسي أن أنجرف وراء الخطأ و أتبعه دون الشعور بالعواقب التي تنتظرني على الجهـة الأخرى إنني مرتعدة من أن ألثم عقلي بقطعة من الجهـل لبعض الوقت للشعور بالحب و الحنان ، لأنني أحتاجه ، أحتاجه ليضمد الجروح التي تركهـا سابقاً ، لأنني أيضاً أش...