١١: عتياً

3.8K 390 36
                                    

"كيف يتلاشى الحزن معك كأنه لم يكن ؟! كيف تكتسب اللحظات معانيها فقط في حضورك ؟!".

******

مضى الوقت بينما كنت عالقةً بين ذراعيه ، لم أحب أن أبتعد ، لسببٍ ما وجدتُ أني أردت التمسك به و لو لسويعات ، مع أني بكيتُ في وقتٍ سابق إلا أن كل ما كان يخرج من جوفي هو تنهـدات الدموع ، يديه كانتا تنساب بين خصلات شعري بينما رأسي وجدت مستقرهـا على صدره حيث قلبه ، خفقاته كانت غريبة ، تارةً تبطئ حتى لا يكاد يكون لهـا أثراً و تارة تتعالى حتى أشعر بخفقات قلبي تتزايد معه ، ربما يجدر بي الابتعاد !

ابتعدنا أخيراً عن بعضنا فشعرتُ بالخواء فور أن ابتعد جسدانا عن بعضيهـما ، نظرتُ إليه مترددة قائلةً بارتباك : أنا أعتذر .. احتجتُ هـذا لأُهـدأ .. من روعي !

كانت ملامحه جامدة ثم لم يلبث إلا و هو يعطيني إحدى ابتساماته الواسعة القاتلة التي تشيع البهجة في صدري و فرد ذراعيه و هو يقول : لا بأس أيتها اللؤلؤة ذراعاي جاهـزتان لاحتضانكِ في أي وقت شئتِ .

ابتسمتُ بخجل و استرسلتُ في الحديث بمرح

- أما زلت تتذكر هـذا ؟

- و كيف أنسى أي شئٍ يخصكِ ؟

للحظات بدا كلامه جدياً فعادت الدماء تضجر وجنتاي رددت بتوتر

- في الحقيقة ذراعاكَ هاتان معطاءةُ جداً !

بابتسامة عابثة و بحاجبين مرفوعين هـمس : و ماذا عن صاحب هاتان الذراعان ؟

- صاحب هـاتان الذراعين غريبُ عليّ و لم أعتاده بعد بهـذا الصوت العميق و هـذه العضلات المفتولة .. و لكن صدقاً عندما سمعت صوتك في المطار ظننتُ أنكَ تدخن علبة سجائر كل يوم !

ضحك ملئ شدقيه و قال : رويداً يا سايجين إن الصوت العميق إحدى جينات العائلة فقط .

- و أيضاً منذ متى كنت تذهـب لرفع الأثقال ؟

- منذ أن كنت بالثامنة عشر .. في الحقيقة والدكِ هو من أجبرني على الذهاب كي أستثمر وقتي ، بعدها تعلمتُ الملاكمة ، التايكواندو و الكاراتيه و ..

كان سيعدد أكثر فرفعت يداي

- رويداً رويداً يا بروسلي !

ضحكَ بخفة ثم تلوى من سترته قائلاً مؤنباً لنفسه : يالغبائي أنتِ ترتجفين من البرد !

تقدم مني بتردد و هو يضع سترته علي فقلت : ماذا عنكَ ؟

- لا تشغلي بالكَ بي .

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن