٨: دمعتي أغلى من رجال الكون

4.1K 401 99
                                    

"مأسآتي و مأساتك أنني أحبك بصورة أكبر من أن أخفيهـا ، و أعمق من أن تطمرها".

------

كان يشغل بالي ما أخبرني به كارلوس منذ أيامٍ مضت ، و سماع ما قال كان قد كسر قلبي ، لم أكن أتوقع طعنة في الظهر كهذه ! من هـذا الشخص تحديداً ! لا أنكر أن مصدر غضبي و سخطي الأول كان للخيانة التي تعرضت لهـا و لكن السبب الثاني لأني امتلكتُ شعوراً ناحية كارلوس ، لم يكن حباً و لكنه كان شعوراً أقرب للصداقة ، ربما كان فقط لأنه يشعرني بالأمان ، و لكني لا أعلم بما كنت أفكر عندما قاربت على الزواج من رجلٍ لا أكنُ له مشاعر الحب ، ربما فقط أحببت تواجده إلى جانبي ، لم أستطع تجاوز هـذه الأيام من بعد إنفعال يوجين على ما قلته و كان مقصدي استفزازهـا و ربما ستكون هـذه مهمتي الآن لأنهـا جرحتني و خانت ثقتي.

أسوء ما في الصباح أنني يجب أن أجر نفسي جراً خارج السرير ، و التفت إلى هذه الجدران الموحشة ، منذ أن انتقل والداي للعيش في بريطانيا أصبح كل شئ بالياً ، في العادة أقضي معظم الأيام في بيت خالتي ، أقود سيارتي لهـناك حتى لو كانت الثالثة فجراً ، عمي سو هونغ هو بمثابة أبي الثاني و كذلك خالتي فإنهـا تحلُ محل والدتي ، في بعض الأحيان إن اشتقت لهـا فقط أنظر إلى خالتي ، متشابهتين و تكاد بعض الملامح البسيطة تفرق بينهما ، الإثنتين سيدتان جميلتان و أنيقتان و أجمل ما يميزهـما حنانهما ، آهٍ يا أمي لو تعرفين كم اشتاقت لكِ ابنتكِ! .. وجدت صعوبة في التحضر للذهـاب للجامعة ، تبقت لي سنتين و أنتهي من هذا الجحيم و أحصل على الوظيفة التي تمنيتها ، لقد تأخرتُ دراسياً بسبب السنة التي فشلتُ في إحراز ما تمنيته من درجات ، و لكنني لستُ الوحيدة ؛ يوجين كذلك ، نحن الإثنتان رفيقتيّ سوء بمعنى الكلمة ، لم تكن دراجاتي في هذه السنة جيدة لذلك هي قررت أن تتخلى عن نجاحها لأجلي كنا نريد أن نكون معاً فقط ، لم يعلم أحدُ بهـذا السر أبداً ! .. تنهـدت بضيق و هـمست راجية

- ألفظيها خارج ذهـنك !

كانت جامعتي تبعد عني نصف ساعة لذا الوصول إليهـا لم يكن صعباً ، ركنت سيارتي و ترجلتُ منها ، ارتديت التعابير الباردة ، العين الحادة و الشفاه المزمومة ، إن رآني أحد بهـذه التعابير سيظن أنني مغرورة و لكني في الحقيقة لستُ كذلك ، الناس فقط يستمتعون بالحكم عليّ قبل معرفتي ، و لكني لا أدع أي شخص يعرف حقيقتي إلا المقربون أو الذين قد يطمئن لهم قلبي .. كنت متوجهة لمحاضرتي الأولى لهذا اليوم عندما أمسكني أحدهم من ذراعي يستوقفني ، كنت مستعدة للصراخ إلا عندما وقعت عيناي على كارلوس يحمل باقةً من الورد الأحمر ، رافعاً شفته في شبه ابتسامة ، تنهـدت بيأس ! ما الذي يريده الآن ؟

استرسل متحدثاً

- أعلم أنني أخطأت و لكنني أقسم بأني لم أنم في الليالي السابقة .

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن