٢٧: ضُعف

3.4K 315 120
                                    


أرجو إن أيامكم بخير ❤️

قراءة ممتعة 🌌💙

******

" جميعهم كانوا مجرد تنهيدات ، وحدك كنت الغصة "



كانت الساعة الثالثة فجراً حين دخل تشانيول من باب البيت الغارق تماماً في الظلام ، يده تلتف حول خصر سايجين يسندها و قد داهمها التعب بعد الألم و الضغط الذي تعرضت له ، كانت مرتمية عليه دون أن تشعر و قد تراخت رجليها تماماً ، روحها تنزف ببطئ غير واعية بما يحدث حولها جيداً ، كانت تضم يده طوال الطريق في حضنها ، فيقشعر جسده حين يشعر برطوبة دموعها تسري على يده ..

حين وصل للدور العلوي سمع صوت نشيج خافت يأتي من غرفة يوجين المفتوحة ، كان سيتجاهلها لأنه يعرف بأن آخر شخص تريد سايجين رؤيته الآن سيكون هي ، ولكن الأمر لم يكن في صالحهما فما إن سمعت يوجين وقع أقدامه الثقيلة و أخرى بالكاد تكون معدومة ، هتفت بسرعة ذاهلة و هي تخرج من غرفتها

- سايجين !

للحظة صمتت الأختان تناظران بعضهما بنظرة طويلة ، حتى امتلأت عينا يوجين بالدموع و هي تلحظ ذلك الفراغ الذي يقابلها في نظرات سايجين ، كانت تنظر لكل جزء منها بلهفة و هي تتأكد بأنها لم تقم بإيذاء نفسها بأي شكل من الأشكال حين وجدت تشانيول يدعمها بجسده .. قالت بتوسل : سايجين أريد الحديث معك ! على الأقل اسمعيني و احكمي في نهاية المطاف و لا تدعي الأمر يسوء بيننا .


أشاحت الأخرى وجهها عنها برفض و هي تهمس لتشانيول بخفوت : أدخلني لغرفتي .


حينها نفذ تشانيول أمرها و حين كاد يدخل الغرفة حتى اختل توازنه للحظة و قبضة يوجين تدفعه للوراء هاتفة : أنت ! إلى أين تظن نفسك ذاهباً ؟ اتركها لوحدها ! هل تفهم اترك أختي في حالها ! ألم يكفي ما فعله أخاك بي ؟ الآن تريد تحطيمها هي أيضاً !


أظلمت نظرات تشانيول للحظة و كاد يوبخها بشدة على ما قالته إلا أن سايجين استدارت لها و هتفت كأنها تبصق الكلمات تقززاً : اخرسي ! اخرسي يا يوجين ، تشانيول على الأقل لم يكذب علي في شئ ، جاءني و هو يلقي بأوراقه كلها أمامي معترفاً بذنبه أما أنتِ كنت ترينني أموت كل يوم دون أدنى إحساس .



كان تشانيول صامتاً مطرق الوجه ، ينتفس بحدة لكل الألم الذي كان يغلف أحرفها مهما حاولت جعلها لامبالية و قاسية ، ألمها كان يقتله ببطئ.

هزت يوجين رأسها بغير تصديق قبل أن تقول : هذا لأني لم أكن أعرف ! ظننت بأن السنوات كانت كفيلة لتداوي جراحك ، لتنسيكِ بأن حب تشانيول ما كان إلا نزوة مراهقة حمقاء .


مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن