٣٩: حق منهوب

3.5K 299 506
                                    


أهو حنين إلى شئُ ما ،
أم ارتباك في المشاعر ؟ تجاه أي وطن مبهم ؟
أي ساحل ؟ أي سفينة ؟ و أي رصيف ؟
يمرض فينا التفكير
فلا يبقى سوى فراغٍ هائل في دخيلتنا ،
مع قلق غامض كان سيكون حجراً أو ألماً
لو عرف كيف يكونه ..

*********

القلق و الخوف أشبه بمخالب تمسد قلبك ، تفترس أي ذرة طمأنينة تلوح في صدرك ، تجعل الشخص كأنه يقف على الحافة .. من فقدان شخصٍ قريب

- هناك شئ خاطئ ، أنا أعلم بذلك .. آه .. اتصل بهما فقط ، أريد أن أتأكد بأن كل شئ بخير معها

تفترش يدها صدرها تمسده لتهدئ قلبها الملتاع على فلذة كبدها ، حيث أن الأمر ابتدئ منذ ربع ساعة حين غفت قليلاً لتحلم حلماً سيئاً عن سايجين ، سيئاً لدرجة استيقاظها من نومها باكية ، و إيقاظها زوجها و هي تأمره منهارة أن يتصل بها

في حين كان سو هونغ يحاول تهدئتها و هو يضمها برفق : مين سو ، سايجين بخير ! لا تقلقي يا عزيزتي

حركتها كانت شبه هستيرية و هي تصرخ بصوتٍ عالٍ : اتصل عليها الآن ! هناك شئ خاطئ يحدث معها أنا متأكدة من ذلك ، قلبي يؤلمني عليها بشدة يا سو هونغ !

صدرها ارتفع و انخفض في شهقات منهارة و الدموع تطفر من عينيها بلا توقف ، لتصرخ به مجدداً و هي ترى زوجها الذي يحاول تهدئتها : هل ستتصل بها أم .. أو أقول لك أعطني هذا الهاتف الغبي !

التقطت منه الهاتف و هي تضغط على أزراره ، ثم وضعته على أذنها و هي تتصل بها ، ليرن الهاتف دون مجيب ، حينها ارتفعت هستيريتها ، و هي تقول بانهيار : كنت أعرف أنها ليست بخير ، لمَ هاتفها مغلق ؟ إنها شابة في الرابعة و العشرون من عمرها لمَ تترك هاتفها يرن دون أن تجيب ؟!

قال سو هونغ باستنكار بينما يلتقط الهاتف منها ليتصل على سونغ هيون : ربما تكون نائمة مثلاً بعد يومٍ طويل في العمل ، مين سو يجب أن تعرفي بأنهم الآن في الليل يا امرأة !

ثم تابع و هو يحادث سونغ هيون : مرحباً .. كنت أريد الاطمئنان على سايجين .. نعم أعرف بأن التوقيت يختلف قل ذلك لحماتك ! .. إنها نائمة .. حسناً حسناً .. اعتني بلؤلؤتي الصغيرة .. إلى اللقاء .

وضع سو هونغ الهاتف على الطاولة لتقول له بقلق أمومي : لمَ لم تقل له أن يرى إن كانت بخير ؟ ربما تختنق أثناء نومها ، أو ربما تحلم بكابوس يقلق نومها ، أو ..

ضمها سو هونغ قليلاً لصدره و هو يهمس يلمس ذراعها بخفة : لا بأس .. هي بخيرٍ الآن و نائمة ، حين تستيقظ ستحادثك و تطمئنين بنفسك .. الآن من يأتي بالنوم مجدداً لي ، أنا متعب حقاً ..

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن