استعداد

130 9 0
                                    

وبدأ القمر فى الظهور فنظر إليه اكسل
وقال
ها هو القمر  قد ظهر
ونظر إلى بريتا الذى لم تتحرك ولم تتأثر وفجأة خرجت جميع الحيوانات والتفت حولها
فقال أكسل
ما الأمر؟
فقال الاسد
دعنا نكمل الطقوس سيدى وقام واقفا
فركض القرد إلى أكسل وهو يحمل فى يده سكين صغير وتوقف أمامه أكسل ثم قال
تفضل سيدى فأمسك أكسل بالسكين وقال
لما هذه؟
فجاء قرد آخر وهو يحمل وعاء خشبى مصقول مليء ببعض الورود الحمراء وتوقف أمامه وقال
نريد القليل من دمك
فنظر إليه اكسل 
قال
حسنا .. وقطع جزء صغير من يده وقام بإعطاءه بعض الدماء فى الوعاء
فقال القرد
وسيدتى أيضا
فتنهدت أكسل وقال
حسنا .  وامسك يدها وجرح اصبعها ووضع القليل من الدماء فى الوعاء   
وأخذه القرد وذهب إلى منتصف المكان ورفع الوعاء إلى السماء وبدأ بقول بعض الكلمات وكأنها ترانيم جميلة فنظر إليه أكسل وبدأت بقية الحيوانات تقول معه تلك الترانيم فى صوت متناسق وجذاب .. فنظر أكسل إلى بريتا وعاد لينظر إليهم وهؤلاء لم يقفوا عن قول تلك الترانيم حتى اشاع ذاك الوعاء مع القرد وا اضاء باللون الأبيض الناصع. . وفجأة خرج ذلك الشعاع من الوعاء الخشبى على شكل سهم ابيض منير واتجه نحو بريتا ودخل في صدرها
فقال أكسل
بريتا
فتوقفت الحيوانات عن قول تلك الترانيم
وذهبت إلى بريتا
فقال أكسل
ماذا حدث الآن؟
فقال الاسد
لا تقلق سيدى أنها بخير
فوضع أكسل يده على وجهها وقال
هل أنت متأكد؟
فقال الاسد
بالطبع سيدي. . ولكنها لن تستيقظ إلا عند شروق الشمس
فنظر إليه اكسل وقال
حسنا .وكأن امامى خيار آخر
ومر عدة ساعات على هذا .. فأتى إحدى القرود وهو كوب من أوراق الشجر
وقال
سيدى .. اشرب هذا فأنت لم تأكل ولم تنم منذ ساعات  ومازال أمامنا الكثير
فقال أكسل
شكرا لك .. لا أريد

فقال القرد
سيدى من فضلك اشربها والا ستفقد وعيك بعد قليل
فقال أكسل
حسنا .. وامسك بها وبدأ بشربها 
ومن ثم أمسك بيد  بريتا وتفقد نبضها ثم قال   لقد بدأ جسدها يعود إلى حرارته الطبيعية

وعند شروق الشمس اقترب أكسل منها وقال
يارفاق لقد أشرقت الشمس ولم تستيقظ
فأقترب الاسد منه وقال
قليلا بعد سيدى

فبدأت تستيقظ. . ونظرت إليه
فقال
مرحبا  
فقالت
مرحبا
فأبتسم وقال
ها قد عدتى أخيرا  
فقالت
اشتقت الي
فقال
كثيرا. . ورفعها إليه وقام بعناقها
فقامت الحيوانات بالعواء والصراخ فرحا بعودتها
فنظرت إليهم وقالت
شكرا لكم يا رفاق
فقال أكسل 
والآن. . هل انتهت تلك المتاعب للأبد
فقالت
أظن ذلك .. لا تقلق
     فقال
هيا اذا إلى منزلنا

وفى اليوم التالى دخلت بريتا إلى غرفته وجدته نائما فأغلقت الباب فى هدوء
ومن ثم طرق باب منزلها فذهبت وفتحت فوجدت الأرنب واقف أرضا ويحمل وردة حمراء
فقالت مبتسمة
اه هذه لى شكرا لك
فقال
ولكننى لم أفعل شئ سيدتى
فقالت
لم تفعل
فظهر جون وقال
إنها هدية بسيطة منى
فقالت
جون
فقال
تهانى أيتها الملكة
فضحكت وقالت
شكرا لك جون

وخرجت إليه وقالت
انت صاحب الفضل علي جون ومهما فعلت لن أستطيع فوضع يده على فمها
وقال
يكفى اننى أقف أمامك الآن. . إنه لشرف كبير لى
فنظرت إليه بنظرات اعجاب وقالت
هل تعرف انك تملك قلب كبير جدا
فأبتسم وقال
دعكى منى الآن .. وامسك يدها
وقال دعينا ننهى هذا عزيزتى
فقالت
ماذا تقصد ؟
فقال
يجب أن تتزوجى غدا
فقالت
غدا
فقال
نعم .. لم يتبقى الكثير بريتا ولا أريد أن اضيع كل ما فعلناه هباء
فقالت
هل اقترب الهجوم كثيرا
قال
نعم .. انا سأخذك اليوم يجب أن اجهزك لهذا
فقالت
ماذا تعنى ؟
فقال
ستعرفين فقط تعالى معى
فنظرت إليه وقالت
واكسل
فقال
سيقابلك غدا فى حفل الزفاف سأعد كل شئ بحيث يكون جاهزا على إتمام الزواج

فقالت
حسنا .. اذهب وانا سأتى إليك فقط سأخبر أكسل
فقال
حسنا .. سأنتظرك ودعا
فقالت
وداعا .. ودخلت وذهبت إلى غرفة أكسل جلست بجانبه فى هدوء ثم قالت
روبن .. فأستيقظ ونظر إليها
فقالت
آسفة عزيزى
فقام جالسا وقال
هل حدث شئ ما ؟
فقالت
انا فقط ذاهبة
فقال
إلى أين؟
قالت
سنتزوج غدا
فقال
ماذا
فقالت
يجب أن نفعل ذلك غدا جون يقول هذا
فنظر أرضا يفكر
فقالت
هل هناك شئ ما ؟
فقال
لا لا .. كما تريدين غدا
فقالت
انت لا تبدوا بخير لما تغيرت ملامح وجهك هكذا 
فقال
إصرار جون هذا يدل على أن الهجوم اقترب كثيرا
فقالت
سنتخطى هذا
فقال
لا بأس. . إلى أين ستذهبين الآن؟
فقالت
إلى جون يقول إن على أن أنهى بعض الأشياء سأقابلك غدا ليلة الزفاف .. اتفقنا
فوضع يده على وجهها 
وقال
تعلمين أننى أحبك كثيرا  
  فقالت
أعلم هذا
فنظر إليها فى شوق وكأنه لن يراها مرة اخرة
فقالت
أكسل لا تنظر إلى هكذا
فقال
أشعر بالاشتياق إليكى
فقالت
انا مازلت معك
فقال
وهذا لا يكفينى
فقالت
انا ملك لك أكسل
فقال
كنت اتمنى حقا أن تكونى كذلك
فقالت
انت لن تدخل فى ذاك الهجوم. . دع الأمر لجون هو يعرف أكثر  .. انت قلت لى انك لن تفعل
فقال
أنها المرة الأولى التى لن أفى بوعدى لكى فيها
فنظرت إليه وقد تغيرت ملامح وجهها
فقال
انه ابى بريتا .. ولا أستطيع أن أفعل ما تريدين
فقالت فى غضب
ولكنك ستموت إلا تفهم ما فائدة ما ستفعله اذا
فقال
هناك شئ ما سيرتاح بداخلى. . كنت اتمنى حقا أن استمع اليكى .. ولكن دائما ما يكون هناك شئ أكبر منا
فقالت
أكسل انت .. فسحبها إليه وقبلها فى هدوء .. وتساقطت دموعه .. فأبتعد عنها وقال
اذهبى من هنا
فنظرت إليه
فقال
سنتقابل غدا .. هيا اذهبى
فقامت فى غضب وذهبت
فنظر إليها فى صمت ... ومن ثم تساقطت دموعه فى هدوء    

قصة من الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن