رحيل

99 7 0
                                    

فقال الفأر
سيدتى ولكن طفلك ألا يحتاج إلى الحياة أيضا
فوضعت يدها على بطنها وقالت
أعلم هذا ... ولكنك لن تستطيع أن تشعر بما فى داخلى أيها الفأر. . وماذا سيحدث لى هناك أن عدت من غيره .. سأموت أيضا اذا دعنى اموت معه
فقال
سيدتى
فقالت
انت لن تناقشنى فى هذا الأمر مرة أخرى وهذا أمر
فنظر إليها

وفى الليل كان جون واقفا فى المطبخ يعد كوب من القهوة .. واعدها وتوقف لحظة ثم قال
أين ذاك الأرنب المتكلم انا لم أره منذ الصباح ارجوا إلا يكون قد فعل كارثة واختبء منى

وخرج من المطبخ وهو يقول
هاى .. أيها الأرنب أين أنت؟
وأخذ يبحث عنه فى المكان ولم يجده
فقال
لا بأس لابد انه وجد ارنبة وخرج معها
وأبتسم ثم قال
فكرة رائعة لما لا ازوجه واتخلص منه سأفكر فى الامر 

ودخل غرفته ووضع القهوة جانبه وجلس على السرير
وقال
وعلى أيضا أن أفكر بأمر بربتا أنها
وفجأة سمع صوت بجانب السرير
فقال
ما هذا .. وذهب إلى الجانب الآخر من السرير فوجد الأرنب جالسا
فقال
ها أنت أيها الشقى .. تعالى إلى هنا وحمله ووضعه امامه على السرير
وقال
ما بك ليست عادتك أن تبقى صامتا
لم ينظر إليه الأرنب
فضحك جون ثم قال
حقا .. جيد انك لا تتحدث لقد كنت مزعج جدا 
وفجأة سقطت دمعه من عين الأرنب
فنظر إليه جون وقد خفق قلبه خوفا وقال
ما .... ماذا حدث هل أنت تبكى الآن
لم يجبه
فقال جون
لا لا من فضلك لا تصمت هكذا لما تبكى الآن؟
فقال الأرنب
أنها سيدتى ... سأخبرك بكل شئ

وهناك كانت بريتا جالسة على السرير وتشرب الماء حين سقط الكوب من يدها  وتحطم أرضا. . فركض إليها الفأر مسرعا وقال
سيدتى
فقالت
انا بخير. .. فصعد إلى السرير وقال
سيدتى ارجوكى عودى إلى هناك
فقالت
عد إلى مكانك بسرعة ربما أتى أكسل فى أى لحظة
فنظر إليها وركض إلى مكانه وفجأة دخل أكسل المنزل وقال
بريتا
فقالت
انا هنا عزيزى
فذهب ودخل غرفته فأبتسمت
فجلس بجانبها وقال
ماذا حدث ذاك الزجاج ؟
فقالت
لقد سقط الكوب من يدى آسفة جدا .. سوف ازيله فى الحال
فقال
لا بأس أبقى انتى سأزيله انا
ونزل أرضا وبدأ بأذالته .. فنظرت إليه ووضعت يدها على شعره
وقالت
كيف كان يومك؟
فقال
لا بأس به
فقالت
انت سعيد فى عملك أليس كذلك
فقال
انا احب عملى كثيرا
فقالت
جيد أن اطمئن عليك. . فوضع الزجاج فى السلة وجلس عند قدميها
فقال
بريتا .. كنت أريد أن أعرف ما هو جون بالنسبة لكى
فقالت
ولما تسأل ؟ 
فقال
اجيبينى ارجوكى
قالت
إنه صديق عزيز جدا
قال
هذا فقط
قالت
بالطبع ولكن ماذا حدث؟
فنام على قدمها وقال
انتى تحبيننى كثيرا. . ولن تتركينى صحيح
قالت
بالطبع لن أفعل. . ولما سأتركك .. انا أعيش من اجلك أكسل
قال
أنا أحبك كثيرا. . ولا أستطيع العيش من غيرك

وفجأة طرق الباب بقوة .. ففزعت مكانها فنظر أكسل إلى الباب وقال
دعينى أرى
وذهب وفتح الباب فوجد جون
فقال جون
أين هى بريتا؟
فقال أكسل
ماذا تريد منها ؟
قال جون
ابتعد من امامى واطاح به ودخل وقال
بريتا. . أين انتى ؟
فأمسك به أكسل وقال
أخرج من هنا الآن
قال
لن أخرج بدونها هل تفهم
قال أكسل
لا تحلم بهذا حتى   
قال جون
سأخذها معى مهما كلف الأمر
فخرجت بريتا وقالت
يكفى أنتما الاثنان ... ما بكما هل جننتم
قال جون
ستأتي معى الآن
قال أكسل
هذا مستحيل بربتا. . وذهب اليها
وقال
انتى لن تفعلى هذا
فقالت
اهدأ اكسل دعنى أفهم ما الأمر
قال
إنه يريد ان يأخذك منى
فنظرت إلى جون فنظر إليها
وقال
تعالى معى بريتا

فقالت
أسمع عزيزى
قال أكسل
انا لن اسمع انتى لن تخرجى من هنا
فوضعت يدها على وجهه وقالت
عليك أن تهدأ انا معك
فقال
قولى له أن يخرج من هنا
فقالت
لا استطيع
قال
ماذا !
قالت
سأذهب معه الآن ولكننى سأعود إليك سريعا
فنظر إليها وقد امتلأت عيناه بالحزن الشديد وقال
عزيزتى
فقالت
لا تحزن هكذا هل تذكر انا ملك لك دائما ولكن هناك أمور لم تنتهى بعد مع جون علي انهاؤها جون لن يؤذينى
فقال
لن تتركينى بريتا
فقالت
بالطبع لن أفعل أيها الأحمق
وقبلته فى خده. فى هدوء وقالت
وداعا الآن. . وتركته وذهبت
فأمسك يدها وسحبها إليه وقال
عدينى بذلك
فقالت
اعدك .. لن ارحل من هنا
فذهب جون وامسك بيدها وسحبها من يده وذهبوا .. وأغلق ا لباب
وفى الخارج الصقها جون فى الحائط فى غضب وقال
تكذبين علي بريتا
فقالت
كان يجب أن أفعل هذا
فقال
تكذبين علي انا. . هل جننتى .. لقد علمت كل شئ
فقالت
أعلم
قال
وماذا الآن ماذا كنتى تنتظرين حتى تخبرينى
فتساقطت دموعها وقالت
لم أكن لاخبرك ... إلا تفهم انا لن أترك أكسل
فقال
انتى معتوها بريتا. .. وعندما تموتين الن تتركيه
قالت
انا لا أفكر بما سيحدث انا اريد البقاء معه فقط .. انا لن اتركه جون
فنظر إليها وقام بسحبها فى عناق شديد وقال
ولكن الأمور لا تكن هكذا بريتا. . أعلم انكى لا تريدين فقدانه ولكن ليس بهذه الطريقة كان عليكى اخبارى وسأجد الحل المناسب الم أفعل من قبل
فقالت
لقد كنت خائفة
قال
لا بأس.  سأحاول أن أجد حلا   
فقالت
حقا
قال
سأحاول ولكن سأفعل ما هو فى مصلحتك
فقالت
جون
قال
هيا دعينا نذهب من هنا .. وحملها
فقالت
ماذا تفعل؟
فقال
أعلم انكى تتظاهرين بريتا. . لقد انكشف أمرك
فنامت على كتفه
وذهب 

وفى اليوم التالى فى الووب كانت بريتا داخل إحدى الأجهزة الطبية وجون ومارك واقفين يراقبون شاشة كبيرة تظهر جسدها وما بداخله
قال مارك
هل ترى مؤشراتها الحيوية فى انخفاض جون
تلك الفتاة تحتضر
قال جون
يجب أن تعود إلى عالمها وفى أسرع وقت

وفى الليل وكانت بريتا نائمة فى سرير جون وهو  جالس بجانبها فى هدوء ويمسك يدها فبدأت تستيقظ ونظرت إليه
فأبتسم وقال
أخيرا
فقالت
جون
قال
لا بأس عليكى          
    قالت
أكسل
فقال
انه قادم إلى هنا
فقالت
ماذا حدث انت لا تبدوا بخير
فنظر إلى يدها وإلى ذاك الجهاز الرقمي المعلق بها الذى سوف يعيدها إلى الغابة .

فنظرت إلى يدها وقامت جالسة فى فزع وقالت
أبعد ذاك الشئ عنى الآن
قال
لن أفعل
قالت
جون أرجوك .. لا تفعل بى هذا انا لن أترك أكسل
فقال
بقاءك هنا يعنى موتك
فبدأت تبكى وقالت
انا المسؤلة عن هذا .. لا شأن لك بى
فقال
كيف أتركك تموتين
فقالت
انا بخير
فأقترب منها وقال
انتى تحتضرين بريتا
فنظرت إليه
فقال
تحتضرين عزيزتى
فتساقطت دموعها وقالت
انا لا استطيع العيش بدونه
فقال
أكسل يعانى من رهبة وخوف شديد من الماضى لن يستطيع الذهاب .. وما يحدث معه أمر طبيعي انه يخاف من مواجهة ماضيه
قالت
وماذا يمكننى أن أفعل من أجله؟
فقال
لا شيء. . هو من عليه أن يقرر
فقالت
لا جون دعنى أبقى معه
فقال فى انفعال
قلت لكى لن يحدث بريتا. . إن كان يحبك حقا سوف يتغلب على نفسه ويعود اليكى

فأخذت تبكى فسحبها إلى أحضانه
وفجأة تساقطت الدماء من فمها
فنظر إليها وقد المه المنظر .. وامسك بالمنشفة ومسح دماءها وقال

حان الوقت عزيزتى. . وداعا
فقالت
جون
فضغط على ذاك الجهاز فبدأت تختفى من أمامه فقال
كونى بخير
واختفت .. ودخل أكسل الغرفة مسرعا

قصة من الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن