(1)

1.2K 63 40
                                    

صباح مشرق كأبتسامة الأحبة .. أشعات الشمس كخيوط الذهب تلامس القلوب وتداعب الوجوه ببراءة .

كذلك تنتشر نسمات الهواء الباردة في الأجواء ؛ مما يعطي رائحة جميلة للهواء ، لكن الطقس لا يزال معتدل ..

صوت زقزقة العصافير مثل السمفونية طاغي على المكان ، مع صوت قطرات المطر التي تضرب الأرض بخفة كلحن هادئ .

انتشار رائحة المطر المنعشة التي تتسلل إلى الأنوف بكل راحة ، كفيروس حب معدي من يستنشقه مرة لا يقلع عنه أبدا .

***************

لا يعني أن شيئ ما بجانب شيئ أخر أنهم قريبين للغاية من بعضهم ، وما أدراك ؟

بين الرموش وحدقة العين ملايين السنوات الضوئية كذلك بعض البشر ، يكادوا يلتزقوا ببعض ولكن قلوبهم بعيدة أشد البعد ، وكأنها تقاوم بقوة .

*************

في قرية صغيرة معزولة عن العالم بعاداتها الغريبة ، يعيش فيها أناس بسطاء تسود بينهم المحبة والترابط .

لديهم الكثير من العادات والتقاليد الغريبة
، ولكن الكثير منها خاطئة
المهم .. تغيرت حياة هؤلاء الناس البسطاء رأسا على عقب بسبب هذه المرأة الحامل
(في الشهر 9) ...
فكانت تتمشى بين الحقول والبساتين الجميلة ذات الألوان المبهجة ، لتسهل عملية الولادة مع ولدها الصغير ذو 4 اعوام .

" لكن دوماً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن "

فجأة ! ..

رأت جبل بركان كبير على وشك الثوران ، فهرعت مذعورة تركض في أنحاء القرية ، وتنبه الناس في كل مكان ، فلم ينتبه اليها احد ؛ لأنهم كان لديهم اعتقاد ان المرأة عندما تكون في اخر شهور حملها لا تكون في وعيها او ترى اشياء لا تحدث ، ولكن بالطبع هذا الاعتقاد خطأ

ثم أخذت تنبهم مرارا وتكرارا ، إلى أن فقدت الامل ، وقررت أن تذهب بمفردها مع ابنها الصغير (جيمي)

ومعها القليل من الناجين الذين صدقوها وذهبوا ورائها ومنهم ، ( جوهرة ) امرأة ذات شخصية قويه وقلب قوي للغاية ، عيناها الحادة ترهب الجميع

إنها المرأة الحديدية ذات شعر اسود وعينان رماديه وهي صديقة المرأة الحامل ...

ثم نظرت المرأة الحامل لقريتها لأخر مرة بنظرة يأس ممزوجه مع الحزن وهي تقول بصوت حزين : وداعاً يا قريتي ...
وداعا يا مأمني الوحيد !

ثم حاولت بأقصى سرعه لها الفرار والابتعاد عن القريه ، فقد اشتدت حرارة المكان والبركان بالفعل بدأ يصب ذلك الغضب الذي بداخله ..

قد فات الأوان فالبركان سينفجر بعد ثوان قليله ، والمرأة الحامل شعرت بألم شديد في بطنها وكأنها ستلد الان ...
وفي وسط هذه الاجواء المتوترة حصل شئ لم يتوقعه احد ، ولكنها فعلاً ستلد الأن وقالت (جوهرة) صديقة المرأة الحامل : ألم تجدي وقت آخر غير هذا يا حنين لكي تلدي فيه ؟ ما هذا ؟!

أمليكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن