أمليكا

(16)

جييرو كان في صدمة كبيرة ولوهلة شعر انه يريد البكاء وسرعان ماذهب إلى غرفته لأنه يكره أن يراه أحد وهو يبكي دخل الغرفة ونظر إلى نفسه في المرأة قائلا : يالغبائي !!
كيف صدقت ذلك المحتال روميو ..
كنت اعتقد انه صديقي..
يالهول ماهذا الذي يخرج من عينياي!
انه سائل .. أعني دموع !!
هذه أول مرة أبكي فيها منذ زمن ..
لكن لما أبكي ؟!!
أبكي على هذا الحقير روميو !؟
ام أبكي على موت والدتي التي حلمت أن أراها ؟؟!
إن البكاء للضعفاء وأنا لست ضعيف !
لكني لا أستطيع أن أوقف هذه
الدموع اللعينه !
ماذا يجري لي...?!
لوهلة اردت الصراخ !
عرفت الأن كم هو مؤلم خيانةالأصدقاء..
روميو ...
قد رأيت الوجه الجيد مني.. لكن لا تنسى أن هناك الوجه السئ ايضا ..
سأريك...
وسأنتقم لوالدتي..
لا تدري الأن كم هي كمية الكره التي دخلت إلى قلبي تجاهك!!

وفي تلك الأثناء ..
كان روميو خارج منزله يبحث عن هدية مناسبة ليعطيها لصديقه المفضل جييرو
ليعبر له عن صداقته الوفيه
وقام بشراء ساعة يد سوداء فخمه
غالية الثمن
بكل ما يملك من مال في جيبه
وغلفها تغليف محترف وها هي الهدية جاهزة
فقال بحماس : لا أستطيع الأنتظار لأرى رد فعل جييرو ..اتمنى ان تعجبه الهدية
سأذهب لأعطيها إياه الأن ..

وسار روميو مسافة طويييلة إلى منزل جييرو فوجد الباب الخارجي للقصر مغلق
فقال حارس القصر : من أنت ؟
روميو : انا صديق جييرو
الحارس : سيدي جييرو ليس لديه أصدقاء..
روميو : فقط اذهب وأخبره ان روميو بالخارج
ذهب الحارس وقال لجييرو : هناك شخص بالخارج يدعي انه صديقك واسمه روميو هل ادعه يدخل ؟

جييرو : من روميو لا اعرف احد بهذا الأسم ؟

ذهب الحارس وقال لروميو : سيدي جييرو لا يعرف أحد بأسم روميو ؟

ابتسم روميو : اممم .. مزحة جيدة يا جييرو ... إذن سأعطيه الهدية غدا عندما أقابله في المدرسة لا بأس

وفي اليوم التالي ...

أنطلق روميو بكل حمااس للمدرسة وأوصل جيمي إلى مدرسته ..
دخل الفصل وكان جييرو موجود بالفصل
فذهب إليه روميو بكل حماس : أحضرت لك هدية يا صديقي^_^
نظر إليه جييرو من طرف عينه وقال : عذرا هل أعرفك ؟
روميو : هيا لا تكون خجولا لقد أحضرت هذه الهدية خصيصا لك

فتح جييرو الهدية ثم قال : يالها من هدية رخيصة من فتى رخيص .
ثم رماها على الأرض ..
وكسرت الهدية

انصدم روميو من تصرف جييرو : مابك ؟! هذا أنا روميو ..
جييرو : وماذا ؟
روميو : هل فعلت لك شئ ؟
جييرو : حقا !! ألا تدري ماذا فعلت؟
....عذرا ولكن وقتي اغلى من أن أضيعه معك ..

ثم ذهب جييرو وجلس في مقعده وارتفع غروره بأضعاف

شعر روميو حقا أن قلبه يؤلمه في هذه اللحظات ..وبدا حزينا للغاية..وهو لا يدري حقا ماذا فعل له ليعامله هكذا ؟
ولاحظ أيضا ان تصرفاته تغيرت فجأة ..

قال روميو : ماذا جرى له ؟ لا أعتقد ان هذا صديقي ...تغير فجأة
وكأن هناك شخص يسعى لتفرقتنا

وفي تلك الأثناء ..

كانت جوهرة في محل الزهور
كالعادة تسقيها وتعتني بها وتبيعها بالنهاية ..
وكانت حنين فرحة للغاية بوجود أمها معها في المنزل ..

و كان دانو مع إياد وكيرو
كانو يقفون في الشرفة
يشاهدون المنظر الجميل الذي أمامهم فدار بينهم الحوار التالي :-
كيرو : يا له من منظر جميل يشعرني بالراحة !
دانو : يالك من كاذب كبير ..
إنها قمامة يا أبله... يأتون الناس ويرمو قمامتهم أمام منزلنا بالتحديد... فابالتأكيد ستشعر بالراحة فأنت مثلها تماما..
كيرو : ها أنا مثلها ؟؟أسحب كلامك !!
ولكن... معك حق إنها فعلا قمامة
لكن دعنا من الواقع فلنتخيل منظر جميل..أممم .. أشجار و أنهار وفتيات**
دانو : يالك من منحرف ألم تتعلم الدرس هل تريد كف أخر ؟
إياد : هدأو من روعكم يا رفاق ..
ما هذه الرائحة ؟
إنها رائحة قمامة بالفعل ..لما كذبت علي يا كيرو وقلت أن أمام شرفتنا مناظر طبيعية جميلة
لو لم اكن كفيف لأستطعت ان اعرف بنفسي

كيرو : يا رفاق ..هل تسألتم يوما لما يرمو قمامتهم أمام منزلنا بالتحديد ؟
فأنا لا أستطيع تحمل هذه الرائحة تبدو كرائحة حفاظات الاطفال رائحة نتنه للغاية
دانو : سبحان الله يعرف رائحته جيدا
كيرو : ها ؟!!ماذا قولت !؟كررها مرة اخرى !ثم أن رائحتي جميلة للغاية أجمل من رائحة العود وجميع انواع العطور
دانو : يالك من كاذب كبير!
عليك قول الحقيقة !
فأنا وإياد لا نستطيع النوم في الغرفة بسبب رائحة جواربك النتنه ..
حرام عليك أنت لا تغسلها أبدا..حتى انك لا تخلعها ..في الحقيقة بدأت أشفق عليها ..

كيرو : بدأت تغضبني ها ؟!!
دانو وهو ينظر إلى الشارع : لحظه واحدة أليس هذا روميو ؟
كيرو : أجل .. لكنه يبدو حزينا للغاية
دانو : إنه برفقة طفل صغير ترى من هو؟
كيرو : ربما أخوه
دانو : ربما ..
كيرو : دعك من الطفل أنظر إلى الكيس الذي بيده يبدو كأنه طعام
دانو : كالعادة لا تفكر إلا في معدتك
كيرو : يبدو الطعام لذيذ هل سيأكلوه كله ؟
دانو: دعهم وشأنهم حرام عليك عيناك كبيرة ستحسدهم ..

لم يكمل دانو كلامه إلا وقد وقع روميو والطعام وقع على الأرض

دانو : ألم اقل لك ..
سأذهب لأتكلم معه قليلا لأهون عليه حزنه فيبدو حقا كئيب ..

ذهب دانو إلى روميو ودخل إلى شقته ورحب به كثيرا
ثم قال دانو :ما أسم هذا الصغير اللطيف ؟
روميو : إنه يدعى جيمي
تفاجأ دانو : يدعى ماذا ؟!!