(12)

164 25 5
                                    

يستيقظ جييرو في الصباح وهو على سريره الواسع فينهض ويفرك عيناه التي غالبها النعاس .. فيسمع دق الباب فيقول : تفضل..
يدخل الخادم وهو رجل كبيرفي السن وهو المفضل لدى جييرو من بين جميع الخدم ..
فيقول الخادم : وأخيرا صحوت يا سيدي جييرو ألن تذهب إلى المدرسه؟
جييرو : بلا .. سأذهب ولكني ظللت أفكر في أمر ما بلأمس كان يشغلني
الخادم : لا تشغل بالك بأي شئ..
والأن من فضلك هيا تعالى تناول فطورك على مائدة الطعام فهو معد..

ذهب جييرو إلى مائدة الطعام الكبيرة والواسعه وعليها الكثير من الطعام بأصنافه وألوانه وأشكاله ..
ولم يكن هناك أحد عليها غيره فقال جييرو متسائلا وهو ينظر إلى الخادم : أين والدي..ألن يفطر معي ؟

الخادم : أسف يا بني والدك قد تناول فطوره قبل قليل ثم رحل

قال جييرو بنظرة خاليه من الملامح :
لا بأس ..وأنت هل تناولت فطورك؟

قال الخادم : أنا ..لا
جييرو : تعالى إذن وتناوله معي ..
الخادم : لكن..أنا مجرد خادم هنا ولا يجوز أن**

قاطعه جييرو بابتسامة :صدقني لن أضربك كف لو تناولت معي الطعام لابأس..

فجلس الخادم ليتناول الطعام معه فقال في سره : أنت عكس والدك تماما..لا تستحق ما يفعله بك وأنت لا تدري شيئا
..
بعد قليل ارتدى جييرو ملابسه الفخمه ليذهب إلى مدرسته ..
( ولونه المفضل هو الأسود )
فخرج خارج بيته الكبير للغايه فقاطعه السائق من بين السائقين المخصصين للعائلة :
هي...أين تذهب؟
جييرو : وما شأنك أنت ؟
فجييرو يكره حقا الناس الفضوليه
السائق : أسمع أيها ... الولد أباك قد أرسلني لأوصلك إلى المدرسة فأركب بسرعه..!
جييرو وبنظرة حادة ونبرة مرعبة : أسمي جييرو .. تذكره جيدا في المرة القادمة أيها السائق ...
ثم ذهب دون أن يتكلم ..
فقال السائق بحقد : لا أدري لما أقشعر جسدي عندما نظر لي تلك النظرة ..
لكنه مغرور ...ذلك الولد الغبي ..كم أود لو أن أعطيه لكمه..

وصل جييرو إلى مدرسته ودخل فصله ولم يأبه لكلام والده بشأن روميو

وكان روميو بالفصل يحكي معه مازن عن الموقف الذي حصل معه بالأمس وكيف جييرو انقذه من المتنمرين
قال روميو : حقا ؟جييرو فعل هذا ؟
أومأ مازن برأسه قائلا : أجل
أتسعت ابتسامة روميو عندما قال مازن ذلك ..
فقال روميو وهو متجها لجييرو بابتسامة كبيرة : صباح الخير يا ابن عمي..
كان جييرو مصدوم من روميو فكان يعتقد أن روميو يكرهه فقال جييرو : صباح النور ..

وهكذا بدأت صداقتهما الوفيه

وفي تلك الأثناء كان إياد يتكلم مع أحد في الهاتف ولكن بدا عليه الخوف
والقلق..
فقال كيرو : ما بالك ؟
لم يرد إياد وظل ثابتا وشرد ذهنه بضع ثوان..
كيرو : إيااااد
إياد : ما الأمر ؟
كيرو : السؤال موجها لك ماأمرك ياصاح
إياد : لا شئ صدقني ..
كان دانو يستمع لحوارهما فكان يشك بأن إياد يخفي شئ ما فأنتظرهم حتى خرجوا من الغرفه
ونظر في هاتف إياد ليرى بمن كان يتصل ..
إلا أنه فوجأ لأن المتصل كان فاروق !
فقال : ألم ننتهي منه بعد ؟!..ترى ماذا يريد من إياد ؟وهل عرف أين نسكن ؟
ودار في باله العديد من الأسئله..

وفي تلك الأثناء كانت تلك المسنه التي تحدثت معها حنين بالأمس تثير فضولها بشأن ابنتها التي لا تعرف عنها شئ
فحاولت أن تواسيها قائلاة : لا تقلقي سوف نجد ابنتك إن شاء الله ..
ابتسمت المسنه وفرحت للغايه لأنها مثل الأطفال عندما تقول لهم كلام بسيط يفرحون به..

وانتهت حنين من عملها وذهبت إلى منزلها مشتاقة لأبنها ألفين الصغير فلقد تركته حنين مع إحدى الفتيات في المنزل..
فدخلت إلى المنزل ومعها جوهرة أيضا
فقالت جوهرة : اسبقيني أنتي يا حنين
سأتي بعد قليل ..
خطر على بال جوهرة ان تزور العجوز
فطرقت جوهرة باب منزل العجوز التي تسكن بجوارهما..
فلم ترد العجوز وقتها شعرت جوهرة أن العجوز قد حدث لها أمرا ما لا تعرفه ..وسرعان ما قامت بكسر الباب إلا أنها وجدت العجوز جالسه على الكرسي تبدو بخير إلا أن وجهها لا يدل على ذلك وعيناها لمعت كأنها تريد البكاء..

فقالت جوهرة : سيدتي هل أنتي بخير؟
العجوز مترددة تنظر في الأرجاء وبنبرة تشبه الغضب : ما شأنك أنتي أيتها المتطفله؟ثم لما كسرتي الباب ها ؟!! هيا أخرجي من منزلي هيا !!
شعرت جوهرة بالأهانة والتعجب حينها وكانت مصدومة من تصرفها فقالت : لا أظن أن تلك هي العجوز التي أعرفها ..بالتأكيد هنالك أمر ما ..لكني لن أتدخل بأمورها بعد الأن فلقد طردتني من منزلها واهانتي ..
أشعر الأن بأني بدأت أكرهها !

بعد أن ذهبت جوهرة بخمس دقائق..
تظهر تلك المرأة الغريبة والخبيثة من خلف الباب فقد كانت مختبأة كي لا تراها جوهرة و كانت تهدد

العجوز بأنها ستقتل أي شخص يتدخل في أمورهما

فقالت تلك المرأة والخبث في عيناها يلمع: هههههه تعجبيني هكذا ..أحستني أقنعني تمثيلك ..لكن من تلك المتطفله التي تدخل في أمور لا تخصها ؟

العجوز : ما شأنك أنتي أيتها الفتاة الكريهه؟
المرأة : تؤ..تؤ..تؤ لا تعجبيني هكذا لا أحب اللسان السليط...
العجوز : لا أصدق أنكي**

فقاطعتها المرأة الخبيثة وبنبرة متغيرة : لا أحب الثرثرة أخبريني عن مكان المال الذي تركه حفيدك
وبسرعه لأن صبري بدأ ينفد ..

العجوز : ماذا !!هل هو على قيدالحياة؟

المرأة : اجل على قيد الحياة

العجوز : لكنك اخبرتيني انه مات ؟

المرأة : كانت كذبة لكي اقهركي..

فرحت للغايه العجوز وكأنها سترى شمعة أمل مضيئة في وسط الظلام الحالك

المرأة : لا تفرحي كثيرا فسأقتله قريبا بعدما انتهي منه .. والأن سأتصل به وأنتي اطلبي منه النجده

العجوز : لا تفعلي له شئ ..وسأنفذ ماتريدين .
اتصلت المرأة الخبيثه بحفيد العجوز
فقال: مرحبا ..
نظرت المراءة الخبيثه
إلى العجوز لتهددها وترغمها قائلاة : هيا اطلبي منه النجده ومثلي بالبكاء وألا سأقتلك .. (وكان بيدها سكينه )
فقالت العجوز بتمثيل : اشتقت إليك حفيدي ..لا يوجد لدي مال ..
ولا طعام ...وتلك المرأة تهددني كل يوم بقتلك**
قاطعها حفيدها : عفوا من المتصل ؟..
أنا لست روميو ...

أمليكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن