(البارت الاخير) الجزء الأول

92 7 141
                                    

توقف شيروس لوهلة ثم دار بجذعه للخلف ووجّه نظره لشخص من الواقفين ، ثم تحدث بجدية ووجهه خالي من التعبيرات : إنه هو الخائن ....

ثم أشار بسبابته على شخص منهم .

أندهش الجميع وذُهلوا للغاية بل بعضهم لا يكاد يستوعب ما يحدث ..

بدأ الشخص المُتهم بالتعرق بل تغير لون وجهه ، وظهر التوتر على وجهه بشكل واضح بل إنه ارتبك كثيراً ، وتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه بسبب نظرات رفاقه له ، التي تكاد تأكله .

تدخل بين بعفوية : شيروس بماذا تتفوه أنت ؟ عيب أن تتهم رفاقك بالخيان**

قاطعه شيروس بحدة وملامح وجهه مثل الحديد : لا يقاطعني أحد عندما أتحدث !

-ودعوه يوضح الأمر وإلا سأطلق على رأسه وأنا لا أمزح في تلك الأمور ..

ميروم يهمس لبين : اللعنه ملامحه جادة للغاية إنه لا يمزح بالفعل ..

أنتاب بعضهم الشك ،فصديقهم المُتهم لم يتحدث بحرف حتى وتأخر في الرد ، لا يبرر موقفه ولم ينبت بأي كلمة ..

ثوفت بهدوء وجّه نظره إلى الخائن وتحدث بنبرة عميقة : هل ما يقوله شيروس صحيح ؟ هل قمت بخيانتنا ؟!

قام الشخص بإنزال رأسه للأسفل لأول مرة في حياته ، يخشى رفع نظره من الأرض بسبب الخزي الذي سببه لهم ثم شدّ على قبضة يديه بقوة وكأنه يحاول كبح دموعه .

تحدث ميروم بطبيعته الوقحة العشوائية : لا أعلم كيف وثقنا بمتشرد كان يعيش في الشوراع على بقايا طعام الناس*

هنا قاطعه ياسل بحده
: ميروم أخرس ! لا تتحدث عنه هكذا ، كما أنه لم يتحدث بعد عما حدث !
ربما سوء تفاهم لا أكثر ، إنه صديقنا وشريك في مهمة عظيمة ، هل نسيتوا تلك الذكريات التي صنعناها سوياً ؟ إن قلبه طيب للغاية ، بالتأكيد لن يخونن**

قاطعه ميروم بصوته الشرس : فقط أنت تقول هذا لأنه صديقك المقرب !

لا تدع طبيعتك الرقيقه تغلب على الواقع ، لا تفرط ثقتك بأي مخلوق ... وإلا في المستقبل سيدهسك الناس بلا رحمة ...

ثم تابع بنبرة أعمق :

توقع الخذلان من الكل ، لا تستثني أحد ..

بعض الأمور يعجز قلبنا عن تقبّلها ، ولكننا نرغم عقلنا ليستوعبها ندعها جانباً وندفن مشاعرنا وهي حية فنمضي ونتخطاها ، هكذا هي الحياة ..

ياسل : ماذا ؟ هل هذا يعني أنكم جميعاً تصدقون أنه خاننا حقاً ؟ يستحيل أن يفعل هذا**

قاطعه ( مالك ) بنبرة مبحوحة مكسورة بصوت عالي : كفى ! لقد فعلت هذا حقاً ، لقد قمت بخيانتكم ! خنت أصدقائي الوحيدين ! ...
لقد خٌنت الأشخاص الوحيدين الذين وثقوا بي !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 14, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أمليكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن