_Chapter 10::
_أراكَ غداً
أنوار تلك النجوم التي تقبع في بحر الفضاء، تساعد أنوار الشارع في أضاءة طرق المدينة الخاوية بعد منتصف الليل، أقترابا من ذلك المنزل الهادئ كجيرانه، لن تشك أبداً أن هناك جريمة تُرتَكب فيه الآن، فحتى لو أنصتْ... فلن تسمعه، لأنه محبوس في غرفة تمنع ضجيجه من مغادرتها ولا هروب لصرخات التوسل والأستنجاد
في البداية كانت مجرد ضربات خفيفة غفرها لضاربه، ثم صارت ضربات وركلات ليست بخفيفة غفرها كذلك معتقداً أنه قد يكون متعب أو مزاجه متعكر، ثم ضرب مبرح يجعل جسده يتلون بعدة اللوان بقي صامتاً عنه خائفاً أن يخبر أي أحد بشأنه خشية أن يزداد ألماً وقسوة، ثم تعذيب يفقده صوابة ووعيه لأسباب لا تكاد تكون مقتعة
ثم بلا أسباب...
أستهدفت الطعنة الأخيرة قدمه لتمنعه من السير لفترة، لم يعد الفتى يصرخ... فقد نفذ حسه... وغاب وعية بعيون مفتوحه
لأعتقدتَ أنه ميت لولا تنفسه الغير منتظم وأرتعاش جسده كما لو كان في بركة مياه وسط الجيلد وبرد الشتاء القارص، لم تعد لديه قوة حتى للكلام، لم يعتقد أن الرجل سيفعل به كل هذا ولم يعتقد أنه سيوصله لهذه المرحلة
كان خائفاً، مرتعباً، غير مصدقاً ما يمر به، يراقب حركات الرجل بأعياء وهو ينظف أدواته والمكان من الدماء التي جف بعضها وتخثر، أقترب منه يحمل دلو ماء تمكن بصعوبة من ملاحظة الأبخرة التي تتصاعد منه، أتراه سيسكبه عليه؟
دس الرجل يديه في الدلو بعد أن جثى أمامه بملامح يخفيها الظلام، أخرج من الدلو شيئاً قام بعصره ثم قربه لصدر آياسي المتخذ من الجدار متكئاً لظهره، لم يستطِع المقاومة فأغمض عينيه بخوف ولوح بيديه بضعف أمام الرجل محاولا منعه، لكنه لم يؤذه بل كانت نيته تنظيف جسد الفتى كأدواته، ربما يراه أحدى أدواته للتسلية
أنصت لأنينه الذي يصدره مع كل دفع قوي لأحد جراحه وراقب يديه الضعيفة التي ترفض ما يفعله، أمسك أحدها "يـ-يكفي ، توقف عن المقاو-ومة"
جعله يستلقي على الأرض الباردة ومزق ما تبقى من ملابسه بيده العريتين فأن آياسي رافضاً خائفاً من تلقي المزيد من التعذيب، دفن الرجل قطه القماش في الدلو مجدداً وعصرها ثم نظف بها جراحه من الدماء اليابسه والفتى عاجز عن فعل أي شيء
"أ-أنا آسف.. آسـ-سف جداً.."
لم تكن صورة الرجل واضحة في عيني الفتى فكان ما رآه هو كيان يمسح عينيه ويشهق منظفاً أنفه من المخاط، وما هي إلا ثوانيٍ من غياب شعوره بعد ملامسته للماء الدافء الذي أعاد اليه القليل من الأمل وحرارة أنبعثت لصدره حتى فقد الوعي
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Misterio / Suspensoلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...