_Chapter 33::_
_أعطِني يدك_"ها أنتَ ذا"
ألتفت آياسي لمناديه ببرود فتصنم ميساكي في مكانه بعد أن كان يقترب، حدق بتلك الدماء التي تملأ يدي الفتى وتتقطر منهما لجوف المغسلة
تراجع ميساكي بهدوء "حين تنتهي من هذا، تعال للمطبخ"
أغلق الباب فعاود آياسي النظر لأيديه التي جرحها بأسنانه وقراضة الأضافر مزيداً تشوهها، وجهه متقلص بالألم لكن يشعر بالأرتياح، كأنه بلغ ما كان يجري ورائه
غسلهما متآوهاً بألم ثم جففهما، نظف المغسلة وبعدها أرتدى قفازاته، تأمل وجهه في المرآة وأنتابته رغبة بتثقيبه بسكين حادة، فجأة عاد لرشده وغادر الحمام، أرتاب لهدوء المكان والأنوار المنطفئة رغم أن الساعة لم تتجاوز الثامنة، تقدم بخطىً مترددة للمطبخ حتى دلفه
"مفاجأة!!"
ففتح عينيه متعجباً من تلك الزينة التي أنفجرت في وجهه والصيحة بصوت الواحد من ميساكي وشقيقته ووالده جعلوه متسمراً في مكانه، رفع يده مغلقاً فمه كابتاً نحيبه وبسرعة مسح دموعه التي زحفت من عينيه ثم هرب من لغرفته المشتركة من ميساكي
كادت كاناي تلحق إليه لكن ميساكي سبقها "أنا سأذهب"
طرق باب الغرفة ثم دخل باحثاً عنه ببصره حتى شاهده يلملم أطرافه أسفل اللحاف ملصقاً ظهره بالجدار، فمد ميساكي يده ليشغل الأنوار المنطفأة ثم أقترب منه
"هذا كثير جداً... كثيراً جداً لمسخ مثلي"
جلس ميساكي أمامه في منصف السرير ثم مد يديه ليدفع اللحاف عن رأسه ويقول مبتسماً "أنتَ لستَ مسخاً، أنتَ فردٌ من هذه العائلة"
نهض وسحب معصمه "هيا هيا لدينا أحتفل لنقوم به وهدايا لنقدمها وكعكة لنتناولها!"
كالمقطورات القطار، أعتاد آياسي اللحاق بميساكي والسير خلف خطاه، رغم كل شيء، رغم كل المساوئ التي أجتمعت في هذا الفتى، لم يكن أكثر من أنسان بحاجة للمساعدة بالنسبة لميساكي وعائلته.
كان يعلم، أني أُكِنّ مشاعراً ممنوعة لشقيقته، أني أخاف الأخلاء بنفسي، أني أؤذي تلك النفس بشكل مستمر، أني متوحش عذب وقتل الكثير من الكائنات الضعيفة، ميساكي كان يعلم كل شيء
لقد رآني مرات عديدة ألطخ يداي بالدماء، لي ولكائنات غيري، هاتان اليدان ملوثتان، لكنه لم يقل كلمة عتاب ولم يحدثني في الموضوع حتى
بسبب السيد كارينو، بفضل الرجل الذي تبناني، أنا لم أعد أنساناً عاقلاً، لم أتمكن من التخلص من عاداتي السيئة التي زرعها فيَّ، كما لم يستطِع ميساكي تخليصي من تلك العادات، تسائلتُ كثيراً لماذا لم أستطِع عكس مساوئ تلك العادات على مسببها، لماذا لم أكن قادراً على قتله قبل ظهور ميساكي في حياتي، ليس وكأني تغيرتُ بعد لقائي به، لا فرق بيني قبل معرفته وبعدها، لطالما كنتُ وحشاً
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Mystery / Thrillerلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...