_Chapter 21::
_ملكٌ لي
غيوم ثابتة مكان مُنار بأنوار الصباح من دون شمس، جزيرة تطفو في العدم، تربة بيضاء من دون أي نباتات وأعمدة داكنة متباينة الأحجام تطفو طولاً وعرضياً في السماء
هذا المكان بعيد عن الحياة والموت، بعيد عن المنطق والواقع، بين الخيال واللاوعي...
هو العالم الذي خلقه آياسي لنفسه حيث يستطيع فعل أي شيء من دون أن يعارضة أحد، لن يحتاج هنا للراحة أو النوم، لا يمكنه الشعور بأي شيء وتقريباً لا يسمع صوتاً ولا يرى سوى غيوم وأتربة بيضاء ناعمة، كان متمدداً وسط كل هذا بملابس خفيفة بيضاء وهالة راحة عظيمة تحيط بيه، تعابيره مرتخية شفتاه متباعدة يتنفس بأنتظام مغمض العينين لكن ليس نائماً
سمع أصوات تنفس منخفضة تصدر من كل مكان كالصدى، فتح عينيه ببطء شديد وتنهد بخفه ثم تمتم بصوت مبحوح خفيض خالي من الحياة
"[سيبدأ مجدداً... صُراخك]".
"أنا لم أتخلى عنه، تركتُه في مكانٍ سيسعد فيه أكثر من العيش معي"
لم يكن توكيزاني ينظر إلى المتحدثة بل كان يأخذ جوله بنظره في منزلها الصغير المتسخ، مختصر وصفه أن لا شيء فيه في مكانه وتحوم فيه هالة كآبة تضيق الأعصاب، لكن الأمر لم يكن غريباً على الرجل، سبق وأستجوب مئاتٍ من الناس وهي لم تمتلك هذا التميز الكبير عنهم، أستقام وتوجه لقطع الأثاث التي يغطيها التراب
"لماذا لا تقومين بتنظيف المنزل؟"
راقبته وهو يأخذ عيّنه بسبابته من أحد الرفوف ثم ينفخ عليه، كادت تقول 'هذا ليس من شأنك'، لكن حقيقة الأمر لم تكن تهمها لهذه الدرجة "لأنهم يدخلون هذا المكان ليُشبِعوا حيونتهم ثم يغادرون"
أخذ تحفية صغيرة زجاجية على شكل فيل أبيض وجلبها ليعاود الجلوس في مكانه وهو يعبث بها "هذه القطعة لا تبدو رخيصة الثمن، وليس هي وحسب"
وضعها على الطاولة الفارغة أمامه وخاطبها "أنتِ لستِ فقيرة، لا أعلم هل عملكِ هو ما يأتيكِ بكل هذه الأرباح أم-"
"أنه عملي"
تأمل تلك الثقة في عينيها الكئيبة، رغم الفوضى التي تحيط بها وخزي العمل الذي تقوم به، بدت المرأة محتفضة بكم كبير من الكبرياء والفخامة لتوكيزاني، وسبق وأنتبه لأنها تملك جمالاً مغرياً وتعابيراً باردة مثيرة للأهتمام مع هاتين العينين المرسومتين بحدة وشعر فحمي قصير جداً، بالأضافة لسنها الذي يبدو أنه لم يجاوز الخامسة والثلاثين
"ألا تريدين الأطمئنان عليه؟"
أكتئبت تلقائياً مطأطأة رأسها، أجابت "أبداً، لا أريد رؤيته مجدداً"
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Mistério / Suspenseلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...
