_Chapter 35::
_سعيد
صباح اليوم التالي لسقوط الثلج في هذا العام، الساعة الحادية عشر
كانت جالسة وحيدة في المقبرة تُعَرِض يديها للبرد القارص بتبليلها بالماء ومسح تلك الصخرة من الغبار والأتربة التي تملئها بقطعة قماش صغيرة بعد أن تركت باقة زهور جنب تلك الباقة الذابلة السابقة
الثلوج تهبط متراقصة في الهواء ككائنات ناعسة مُغطية، كانت منسجمة كثيراً فيما تفعله لكنها أحسن بأقتراب ذلك الأحد حين وقف خلف يمينها فألتفتت له
توسعت عينيها بصدمة ثم أشاحتهما بعيداً عنه، عن تلكما العينان الخضراوتان المزرقتان التي أورثتهما لطفلها الأول وطفلتها
"طاب يومُك، أيتها الآنسة الجميلة"
باشر بالحديث ثم قلب بصره للصخرة، تأمل الأسم المنقوش عليها بهدوء... 'ناغاتو كايو'، هي ذي كايو يا آياسي، أختك الصغيرة التي تسببت بكل فوضى حياتك من دون أن يعرف أحدكما الآخر
أقترب أكثر منها المرأة الضئيلة وأخذ قطعة القماش منها مبتسماً بروح مرحة "الأشغال الشاقة على الرجال"
باشر بتنظيف القبر من دون أن ترفع نظرها إليه، لم تكن تستطيع مواجهة عينيه النابضة بالحياة تلك، سمعت الكثير عنه من توكيزاني ومازالت ترغب بمعرفة المزيد لكنها لا تملك جرأةً لسؤاله
"شكراً لكِ"
توقعت أن تسمع منه أي شيء، إلا شكراً، لم تقاوم النظر إليه حيث ألتفت إليها مبتسماً متوقفاً عن المسح وأردف "على الأغراض التي كنتِ تأتيني بها في الملجأ، لقد كانت تلك الصناديق منكِ بعد كل شيء"
"هل أنتَ حاقد علي؟"
سأته بهدوء مُحبطة ليستغرب تماماً "لمَ قد أكون؟"
تحركت ملامحها لترسم حزناً واضحاً على ذلك الوجه الفاتن ثم سحبت يده وتتابع النظر في وجهه قائلة بقهر "أنا لا أستحقهم، ردة فعلك ولطفك الكبير وأبتسامتك الواسعة هذه، أنا لا أستحقهم"
لم يخطط أبداً لذرف الدموع، لكن حين رآى دموعها تتساقط من وجهه الذي أحنته أنقلبت ملامحه لحزن بدورة، من لم تكن له القدرة على كره معذبه كيف يجد الدرب لكره من وضعه في هذه الحياة؟
"لأكون صادقاً، لقد أقنعتُ نفسي لفترة أني أكرهكِ، لكن بطريقة ما، كنتُ دائماً أشعر بنفسي مراقباً من قِبلك، أمي دائماً ما كانت هنا"
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Misterio / Suspensoلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...