_Chapter 30::_
_رصاصة الرحمة_تمسك ريفن بالأشجار وقد تعثر مرات عديدة بسبب الحشائش التي تملأ الأرض الطينية، قاوم البرد ومياه المطر التي غسلته وظلَّ موجهاً مصباحه للأمام يتقدم بأصرار من دون أن يسمح للخوف أن يغزو قلبه الآن
"سأجدها"
متمتماً ومشجعاً نفسه بالكلمة ذاتها توقف عن السير وأمسكَ السلك الذي قيده حول معصمه وشده كي يمسدها، لو نجح وتمكن من إيجاد أبنته فسيستحيل عليه العودة من دون أن يضيع مرة أخرى
لذا جلب معه الكثير من الأسلاك الرفيعة السميكة وأخذ يربطها ببعض وبالأشجار كل خمسة أمتار كي يحفظ الطريق الذي جاء منه ويتتبعها عند عودته، حقيبة ظهره التي يحملها حشاها بكمية من الطعام والماء ستكفيه لعشرة أيام وربما أكثر لو أقتصد بها، جلب أيضاً مصباح كهربائي آخر للأحتياط وعدد من البطاريات للمصباح، لم يأتي هنا ليتنزه، بل ليجد أبنته وسيفعل كما وعد نفسه
بدأ نور المصباح ينخفض كما بدأ الأعياء يقضي على كل جزيئة طاقة في جسده، زفر بتعب وقيد السلك بشجرة قصيرة تستطيع الأحتفاظ به ثم تراجع ليلقي نفسه أسفل صخرة كبيرة قليلاً منعت المطر عنه بعض الشيء
نزع الحذاء شاتماً إياه ومد رجليه للأمام كي تبلل مياه المطر قدميه المتورمتين، تنفس بقوة وقاوم الجوع أقسم أنه لن يأكل شيئاً حتى يكاد يُفنى، وجَّه المصباح الضعيف نحو معصمه ليتفقد ساعة يده التي أشارت أميالها للواحدة صباحاً والنصف
زفر بأرهاق وأغمض عينيه قرر النوم لبضع الساعات حتى تشرق الشمس وتتوقف هذه الأمطار اللعينة، هذا يومه الأول هنا ولم يجد شيئاً غير الجثث
الجثث المتعفنة منتشرة في هذا المكان ومن الرائحة العفنة التي تزعجه أيقن أن هناك أحدها قريبة منه، لكنها لو نهضت وهجمت عليه الآن لما يتحرك من مكانه
- كأن كتلة عفن ستُخيفني
ماهي إلا ثواني معدودة حتى يغط في النوم ولن ييقضه شيء إلا بعد أربع أو خمس ساعات، وكفي نهاية كل ليلة، يتغلب ضوء الشمس على القمر والنجوم بصعودها يختفي أثرها تماماً، حل صباح جديد، صباح ثالث على أختفاء آياسي، صباح ثالث لا يقبِّل فيه ريفن خد أبنته ويجلس لتناول الفطور معها
أفاق على صفير الحشرات وصوت الرياح العابث بالحشائش والأعشاب، ربما حتى العصافير تخاف دخول غابة الموت، فرك عينيه وأخرج من حقيبته قارورة ماء شرب منها جرعتين ثم لبس حذائه وأستواى وتقفاً، تفقد ساعته التي أشارت للسادسة صباحاً
"جيد جداً"
شد السلك خلفه وقيده في إحدى الأشجار ثم ترك حقيبته وباقي الأسلاك عندها، تسلق الصخرة التي قضى ليلته أسفلها ثم أعلى والأقرب وأكثر الأشجار سمكاً، بحثت عينيه عن أي بقعة مثيرة للريبة لم يكن يعلم عمّا يبحث لم يدري من قبل ما نوع المكان الذي يمارس فيه كارينو طقوسه
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Misterio / Suspensoلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...