_Chapter 2::
_الحقيبة_2012/12/6_
_01:12 AM_غرفة باردة شديدة الصمت، مظلمة لا تحتوي سوى على مصباح واحد معلق في سقفها يناضل بنوره الضعيف للصمود قبل أن يسود ظلام حقير الغرفة، الرائحة العفنة تملئ جوها القاتم، جدرانها أسمنتيه قاسية وبابها الحديدي محكم الإغلاق
القبو...
مسقلي على الأرض بلا حراك كالدمية أنتهت طفلة من اللعب بها، نفَسه المتثاقل يضعف بالتدريج، إحساسه بغيب شيئاً فشيئاً، نظرته فارغة موجه الى السقف، ملامحه مهشمة لا أثر لذرة حياة فيها، دمائه متناثرة في كل مكان، جسده البارد الشبه عاري مطروح أرضاً تشوهه والجروح العميقة والخدوش السطحية وآثار حروق
روحة المعلقة بالسقف متمسكة بآخر خيوط جسده تحاول الأفلات منه
الصمت يعم المكان بالكامل كليلة في الغابة لكن صوت وقع أقدام متثاقل أخذ يقترب من تلك الغرفة قام بإنهاءه، بدأ ذلك الجسد الصغير الممدد بالأرتعاش من تلقاء نفسه، يفتح فمه بصعوبة محاولاً الصراخ لكن كما لو أن صوته قد نفذ فيبدأ بأصدار أنين متألم محارب ورفض لما هو قادم نحوه، لن يأتي أحدٌ لأنقاذه على أي حال
فُتِح الباب الحديدي على مهل...
أبتسامة مرعبة يزداد وسعها على ذلك الوجه الرجولي المخيف أخترقت قلب ذلك الجسد الصغير وتركت الرعب والخوف يجففان كل قطرة دم تجري في عروقه
أقترب الرجل منه بخطوات ثابتة ثم جلس على ركبتيه ونطق من خلف تلك الابتسامة المرعبة "كيف حالك؟، هل ما يزال جسدك يؤلمك؟، آسف جعلتُك تنتظرني لوقت طويل هذه المرة"
حمله بين ذراعيه، خفيف الوزن بشكل لا يُصدق، أنتصب الرجل على ساقيه فباعد الفتى بين شفاهه المتيبسة في محاولة يائسة للنطق
"لا...، أ... أر... جوك"
تجاهل الرجل توسله الضعيف وأخذ به خارج القبو، لم يبدي الفتى أي مقاومة بالكاد يستطيع أبقاء عينيه مفتوحة ويحرك فمه المتشقق لشهقاته اليائسة
"لا داعي للقلق، سأكون حريصاً هذه المرة"
أخذه الى غرفة عادية وترك جسده الجريح يستريح فوق سريرها فلوثت القليل دمائه غطاء السرير الأبيض، أغمض الفتى عينيه بيأس وتقبل لما ينتظره، جلس الرجل الى جانبه ثم أنحنى إليه وهمس في أذنه بنبرة أمر وهو يلعب بخصلات شعره المتسخة بالدماء
"أسمِعني"
أرتعش الفتى في مكانه ففتح فمه بصعوبة وحاول النطق "أ... نا آسـ... ـف"
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Misteri / Thrillerلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...