_Chapter 27::_
_آوكيغاهارا_دس المفتاح في باب شقته بنظرات هائمة لا مبالية ثم دخلها، لم يخلع حذائه ولم يقل 'لقد عدتُ' ككل مرة ففكرة الأنتقال ناشبة حقاً في رأسه
تقدم ليصعد الدرج فسمع صوتاً "أين كنت؟"
أستدار للنبرة التب نوعاً كانت توبخه، رد ببرود "أتمشى، لماذا هل هذا ممنوع؟"
أستنكر توكيزاني لبرودة الفتى وقال وهو يلف الحاسوب نحو الفتى "هل يبدو هذا المكان مألوفاً لك؟"
راقب آياسي الفيديو المعروض، تلك المصطحات الخضراء والبنية تلك الشجيرات المنخفضة والحشائش التي تملأ المكان، جبل فوجي، غابة أوكيغاهارا، أنه مألوف جداً
"لا"
"تكذب"
"أنتَ لم تصدقني من قبل"
"لأنكَ لا تتفوه سوى بالأكاذيب، لهذا لا أصدقك"
تلك القسوة وشرارة الأتهام التي تنبعث من توكيزاني إليه كانت مألوفة أيضاً "إن كنتَ تعلم أني أكذب إذاً لماذا تسألني"
"لأني يجب أن أعرف، وظيفتي هي أمساكه وسأفعل، مهما حاولتَ منعي"
لم يبدو الحوار كما يكون بين فتىً ورجل، كان أشبه بحوار بين رجلين لا يرتاح أحدهما للآخر ولا يرغب بالحديث، أحدهما يخفي أشياءاً عن الآخر
"إن كنتُ أكذب فأعذرني لذلك، هذه ماهيتي، كذبة"
مال صوت آياسي للحزن والخيبة أخيراً، الفتى ضائع كرضيع بلا والِدان وعلى أحد أن يوجهه لطريقٍ ما، الخطأ أم الصواب، لا فرق، المهم أنه درب عليه قطعه، وهو الآن في حالة حرجة بينهما
"فلتعذرني أيضاً لأني لا أجدك" رفع آياسي رأسه بعد أن طأطأه، تابع الرجل "لم يسبق لي أن تعاملتُ مع ضائع مثلك، أنتَ أشبه بلغز لا يمكنني حله"
هامت عيني الفتى وأحس بوحدة فضيعة، ذبل جسده وتهوى جالساً على الدرجات وهو بذاته محتار بنوع التعابير التي عليه رسمها، كان كالدمية قُطِعت خيوطها
"آياسي"
رفع بصره تائهاً لمن حدثه "ما رأيك أن تثق بي، لنكتشف من تكون أنتَ معاً؟"
من دون أن يعلم هل يستغله الرجل أم هو حقاً متعاطف معه، قرر الوثوق بأحدهم مرةً أخرى.
"لا!، توكي يقول أن هناك أزهاراً للشتاء وأخرى للصيف!"
"مخطأ مخطأ مخطأ!، كل الأزهار أزهار!""أنتِ لا تعرفين!"
"أنتَ جاهل!"
صرخت نينا وضربت كتف نواكي فأختل توازنه حيث كان مثلها يقرفص ساقيه أمام كومة الزهور وسقط على مؤخرته فمالت تعابيرة للألم وغرِقت عينيه بالدموع، ندِمت نينا وجلست على الأرض بجانبه تمسح دموعه وتكاد تبكي لبكاءه
أنت تقرأ
The Fake Guy || المزيف
Misterio / Suspensoلا معنى للفوز بلا أحساس بالخسارة، ولا طعم للسعادة دون تذوق الحزن، وبالطبع... لا متعة في الضحك إن لم تجرب الصراخ ألماً من قبل. أشتمني وسأغفر لك، أكرهني وسأحبك، أضربني وسأبتسم لك، أخطأ في حقي وسأكون دوماً موجوداً لمساعدتك إن أحتجت. وإذا سألتني يوماً...