ـ إستيقظت تينا من نومها المنكسر متأملتاً سقف غرفتها بشرود , وقفت وهي تمشي متثاقلة الى خزانة ملابسها البيضاء القديمة التي في زاوية الغرفة , إختارت فستان بقماشه الخفيف الأزرق الطويل ذو تطريز خفيف على الأكمام , نظرت الى المرآة الطويلة
وهي ترتدي القلنسوة وحذائها ذو كعب قصير .
ـ إتجهت الى غرفة إيميلي لكنها لم تجدها تنهدت بعمق فهي اعتادت قبل ذهابها للعمل أن تضع قبلةً على خد إبنتها و تنظر الى وجهها البريء النائم خرجت بخطى متسارعة الى مكتب البريد
وصلت الى مبنى صغير ذو نوافذ على الجانبين بينما أمواج البحر ترتطم به ..
ـ دخلت تينا الى مكتب البريد وفي يدها الرساله تنظر إليها بملامح جدية , إلتقطت أنفاسها وهي تحاول أن تهدئ , تقدمت الى الصندوق الحديدي الصدئ و المتأكل وضعت الرساله به ثم سارعت بالخروج متجهة للعمل .
ـ بعد وصولها الى الحانة بينما وقفت أمام الحوض وهي تنظف الأكواب الزجاجيه .
ـ خرج السيد باركر من غرفة المجاورة في الحانة نظر الى تينا بإستغراب :"
مالذي تفعلينة تينا ؟"
" أنا أنظف سيد باركر , هل هناك شيء غريب ؟"
" لماذا أتيتي اليوم , ألم يقل لك أرثر ؟ ألم تقابليه هذا صباح ؟ ؟"
" لا لم أقابله ."
" أتركي كل شيء من يدك , لن يكون هناك عمل لا اليوم ولا غدا ."
" لماذا ؟ "
"ليس هناك شيء حقا , أليس عيد ميلاد إيميلي غداً ؟"
- علت على وجهها ملامح الإضطراب فهي معتادة على أن تنسى يوم ميلادها دائماً سقطت الملاعق من يدها قائلة بدهشة : " يالهي كيف نسيت ذلك , سأعمل لها حفلة بتاكيد ."
" إذا لم يعد لك الكثير من الوقت أنها ساعة العاشرة صباحا ."
ـ إبتسمت تينا بينما تجفف يدها بالمنديل : " شكرا لك سيد باركر لن أنسى معروفك أبدا ."
" أن إيميلي بمثابة إبنتي ."
" يسعدني كلامك , أستأذنك الأن ."
ـ بعد أن أكمل السيد جيمس من تدريس إيميلي :" مدهش أن طالبتي تتحسن بشكل ملحوظ , لقد قرأتي الجمل بطريقة جيدة وسلسة , لدي هدية لكِ , أنتظري هنا .
" حقا , ماهي ؟"
- إبتسم جيمس ثم قدم إليها علبة البسكويت الفاخرة :" أتمنى أن تنال إعجابك ."
ــ نظرت إليه بتعجب :" هل أستطيع حقا أخذها ؟ أنها تبدو باهضة الثمن !"
" بتأكيد أنها هدية مني لكِ لأنك بدأتي تتحسنين في القراءة ."
ارتسمت ملامح السرور على ملامح إيميلي بإبتسماتها العريضه المشرقة :" شكرا لك سيد جيمس ."
أنت تقرأ
✧ قصر الايرل لويس ✧ { مكتملة }
Historical Fictionروايــة في العصر الفكتوريّ.. - حيث تدور أحداثها عن فتـاة تدعى "إيميلي" ذات الخامسة عشر ربيعاً، والتي تمكثُ في قرية كوفيلي إحدى القرى الريفية القابعة في إنجلترا رفقة والدتها تينـا.. إلى أن يقودها القدر لاكتشاف محل كتب يطل على البحر مما شدّها فضولها...