الفصل الثامن

7.6K 177 6
                                    

في كل ليلة اوي الي فراشي مبعثرة ومتناثرة احاول بقوة ان اتشبث بتلابيب النوم لعله يسحبني الي احلام تحمل لي طيفك ولكن لاشئ حولي سوي اشباح ذكراك المؤلمة حتي وان كانت سعيدة فسعادتي معك تثبت لي كم ايامي مؤلمة الان من دونك
#####################
حل الصباح وداعبت شمس يوم جديد ابطالنا
استيقظ فاضل من نومه فهو لم ينم من كثرة التفكير فقد خاصم النوم جفنيه فهو لم يكف عن التفكير في رغبة عز في فتح القضية من جديد فرفعت شخصيه خبيثه اختفاءه يخفي ورائه شئ كارثي
تنهد وقام من فراشه واستيقظت منيره علي حركته وابتسمت له بود وحنان وقالت لها صباح الخير ياحبيبي حالا هقوم اجهزلك الحمام والفطار هيكون جاهز ثم نظر لها فاضل وقبل يدها وقال ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي ثم قام وتوضأ وصلي فروضه وجلس علي طاوله الطعام هو ومنيره وجائت البنات ايضا اسيل ونيره ونوران وتناولوا فطورهم وهم يتحدثون في امور كثيرة ثم استاذنت نيرة للذهاب الي الصيدليه ونوران لمقابلة العمل واسيل ذهبت مع والدها الي الشركه
دخل فاضل واسيل الشركه قابلهم احمد وهو يرحب بهم استاذنت اسيل بالانصراف لمتابعه الاشغال في مصنع الادويه دخل فاضل مع احمد الي المكتب منتظر عز حتي يأتي
جلس احمد يحدث عمه عما ينوي ابوه فعله ولكن عمه لا يستطيع الهرب من نظراته فقال اخيرا
مجرد ورق سنقدمه للنائب العام و هم سيكملوا البحث عن رفعت
احمد بعدم اقتناع قال بكل ثقه: انت عارف طبعا ياعمي فاضل انت ايه بالنسبه لي انا مش بعتبرك عمي انا بعتبرك والدي التاني وانت كمان مربيني يعني انا عارف امتي تكون مخبي شئ وايه اللي موترك
تنهد فاضل فأن احمد ليس بالشخص السهل لكي يهرب منه ببضع كلمات
اكمل احمد وقال : تكلم ياعمي وانا اوعدك اننا هنفكر ونوصل لحل جماعي انا وباسل هنحمي ضهركم
تنهد فاضل مره اخري وبتفكير فأحمد وباسل ليس من الاشخاص المتهورين انهم يفكروا بكل خطوة فلن يقلق اذا قال لهم كاد ان يقول له الحقيقه ولكن قطع كلامه دخول عز وهو يقول انا هقولك علي كل حاجه وباسل جاي ورايا علشان لازم تعرفوا كل حاجه
جلس باسل واحمد منتظرين سماع ما سيقوله عز وفاضل
عز : الاوراق دي فيها اسماء بعض العناصر المتورطين في منظمه كبيره جاءت من الخارج لها اعوان هنا بيشتغلوا لحسابها في غسيل للموال وتهريبها لامريكا وكمان تجارة الاعضاء والشركه ال متورطه يبقي صاحبها منصور العمري شريكه رفعت اللي كان بيوردلي الالات والادويه الفاسده بس انا طبعا جمعت كل معلوماتي من موظف من الشركه نفسها اداني اوراق توديهم ورا الشمس وقالي لو حصلي حاجه سلمها للنائب العام
الموظف ده بعدها باسبوع اختفي وزوجته واولاده ميعرفوش عنه حاجه الكلام ده بقاله سنه
ودلوقتي الموظف ظهرت جثته ف الصحرا واتحولت القضيه لقضيه سرقه واتقفل الملف والطبيعي ان المنظمه دي واصله اوي واللي بيحموها من داخل الشرطه نفسها علشان كده انا كنت مأجل الموضوع بس خلاص القضيه لازم تتفتح وحق الموظف الغلبان ده يرجع
احمد بصوت مرتفع : كل ده يابابا واحنا منعرفش كل ده وانت في الموضوع ده لوحدك وسايبنا ساكتين فاكرين ان الموضوع صعب وانت معاك كل الاسرار دي
باسل : انا جاي معاك ومش هنسيبك وهنروح مع بعض للنائب العام وهكلم كريم يسبقنا علي هناك لازم الخونه دول يتعاقبوا
نظر عز لفاضل وقال يلا بينا مفيش وقت نضيعه
بالفعل خرج عز وركب بجانبه فاضل في سيارة
واحمد ومعه باسل بسيارة احمد وانطلقوا بمقابلة النائب العام
داخل مبني النائب جلس كل منهم بثقه كبيره وتحدث عز واخبر النائب العام بكل شئ يعرفه لكن عز لاحظ شئ مريب به لقد تغير لونه وبلع ريقه وتحدث بصعوبه كأنه خائف من شئ ما
نظر كل من احمد وباسل لبعضهم فنفس الشعور والقلق منه ساورهم
كان يريد النائب الاطلاع علي الاوراق ولكن عز ادعي بانه نساها ولم يعطه اياه ولاحظ كل من احمد وباسل وفاضل بوجود شيئا ما خطأ وبعد فترة استاذنوا علي الاتفاق علي موعد اخر
نزل كل منهم وركب سيارته في سيارة عز قال عز : اخدت بالك من اللي حصل النائب كانه متفاجأش وكمان كان خايف من حاجه الموضوع مش مريحني
قال فاضل :الموضوع شكله اكبر مما نتوقع
ظهرت فجأه من الفراغ سيارتان دفع رباعي يخرج منها رجلان ملثمان بالاسود السياره الاولي اصتدمت بسيارة احمد فحاول احمد ان يتفاداها فانحرف عن الطريق مما دخلت سيارته ف الرمال واصتدمت بشجره كبيره والسياره الثانيه وقفت بالعرض امام سياره عز وعز وفاضل وقفوا فجأه في مكانها
اصبحت سيارة عز مقابل سيارة الدفع الرباعي
فتح الزجاج وخرج منها رجل ملثم يحمل بندقيه اتسعت عين كل من فاضل وعز ثم صرخ فاضل وقال لعز
عز خد باااااااالك وفجأه ارتفع صوت اطلاق الرصاص اصاب عز رصاصة وفاضل وقف امام اخوه يتفاداه واخد بدل منه باقي الرصاصات غادرت السيارات وعز ينظر في عين اخيه فاضل الباكيه وهو يقول بناتي ثم اغمض فاضل عيناه ووقع علي اخيه الذي فقد النطق وذهب هو ايضا في ظلام دامس
######################
يجلس احمد في المقعد بالمشفي امام غرفة العمليات
امه تجلس علي الارض باكيه لا تفعل شيئا سوا البكاء بحرقه علي عشرة عمرها اخوه مصدوم لا يتكلم واقف عاجز عن فعل اي شئ نيرة باحضان منيره مصدومه علي وشك الانهيار منيره لا تكف عن الدعاء وقراءة ايات الله نوران تبكي وتدعو الله لسلامة والدها اما هي ان حالها اصعب منهم فهو الاقرب لها تجلس وتضع راسها للخلف مستنده علي الحائط لا تبكي ولا تثور ولا تصرخ ولا اي شئ فقط مغمضه العينين
حان من باسل التفاتة الي نيره الجالسه باحضان والدتها مصدومه جلس بجانبها وهي لاتشعر نظرت له ثم قالت بصوت هامس بابا يا باسل بابا لا يستطيع ان يتحمل الامه فهو بين نارين نار والده وعمه حاول اقناعها بالذهاب الي الحمام علي الاقل لغسل وجهها ويدها لكنها ابت وبعناد شديد فلن تتزحزح خطوه واحده قبل الاطمئنان علي والدها
ظل احمد مرابطا امام غرفة العمليات منتظر خروج عمه وابيه ليطمئن عليهم لا يزال مشهد اطلاق رصاص الغدر الذي جائت لعمه من الخلف وهو يفتدي والده ثم ذهب هو واخيه مسرعين هو حمل عمه وهو يسمع وصيته له قبل ان يغيب عن الوعي والتي تمثل في كلمة واحده بناتي
قام باسل وربط علي يد اخيه فنفس الافكار تراده هو ايضا ثم اومأ براسه بطريقه خفيفه وهو يطمئن اخوه بان الامور ستمر ويجب ان يكونوا الاقوي
قطع نظراتهم خروج الطبيب من غرفة العمليات ركضوا اليه وهرعت اسيل واحمد وباسل وجميع العائلة
قال الطبيب مجيبا علي اسألتهم
للاسف في اخبار كويسه واخبار مش كويسه
الخبر الكويس ان عز بيه الحمد لله الرصاصه جاءت بعيد عن الرئه بحاجات بسيطه وده سهل علينا اننا نطلعها والمشكله كانت ف كمية الدم اللي فقدها بس عوضناها وان شاء الله يمر ٢٤ ساعه الجايين ويعدي مرحله الخطر
الخبر اللي مش كويس صمت الطبيب مما زاد بكاء البنات وحزن باقي العائلة همست اسيل بشفاة بيضاء يابسة مستفهمه عن والدها
ليجيب الطبيب وهو يزفر باسي
للاسف ده الخبر الوحش الطلقات كانت عبارة عن رصاصتين واحده اخترقت جانب الرقة ودي في منطقة حساسة مش عارفين نطلعها والتانيه كانت جانب القلب ب ٢سم ودي طلعناها وفقد كمية دم كبيرة جدا شهقت الام وبناتها ووضعت منيره كفها علي فمها كاتمة صرخه كبيره
قال الطبيب هو الان محتاج دعواتكم وتركهم وذهب
كادت منيره ان تتهاوي حينها اسندتها زراعان قويتان لترفع رأسها لتجده احمد هاتفة بحزن يقطع نياط القلب بينما دموعها تسيل مغرقة وجهها:
سمعت الدكتور بيقول ايه فاضل فاضل هيروح مني
نيرة وهي علي بوادر انهيار يجلس بجانبها باسل ثم من غير وعي نظرت له وفجأه احتضنته بقوة وهي تبكي وتبكي وهو لا يستوعب الموقف فبادلها وضمها بشده وهو ايضا عاجز عن مساعدتها
مرت فترة ليست بقصيرة وكل منهم في وادي اخر من الحزن هويدا تجلس في غرفة عز فقد تم نقله للعناية المركزه
ومنيره واقفه في مكانها هي وبناتها لا يتحركون تتزكر سنين عمرها مع زوجها حبيبها واحمد وباسل بجانبهم والام تحتضن بناتها وحاول باسل اقناع منيره باكل شيئا ما رفضوا الطعام صوت ياتي من داخل العنايه طقم التمريض والطبيب يجري نحو غرفة فاضل قلوب منفوضه نبض عالي خوف وقلق
خرج الطبيب بعدها بلحظات وطلب من منيره الدخول لفاضل يريد رؤيتها
دخلت مسرعه
دخلت منيره بحركه هادئة صمت الا من صوت اجهزة تخبرها بان القلب مازال ينبض
تنظر نحو فاضل جلست علي الكرسي بجانبه ممسكه يده مقبله اياها وهي تبكي شعر فاضل بوجودها ونظر لها وابتسم وهي تقول ببكاء
سلامتك ياحبيبي سلامتك ياحب عمري
فاضل بابتسامة حنونه الله يسلمك يامنيره ثم تحدث بصوت متعب لا يخرج الا بصعوبه شديدة
اسمعيني في اللي هقوله ومتقاطعنيش
انا وعز اتفقنا علي كل حاجه مع المحامي وصيتي يامنيره وصيتي ليكي انك توافقي علي اللي اتفقت عليه انا وعز وكل حاجه مع المحامي وهتلاقي جواب منه كاتبهولك انتي والبنات .وصمت ليأخذ نفسه قاطعته منيره وهي تبكي بانهيار متقولش حاجه يافاضل ربنا يخليك ليا متقولش كده
فاضل مقاطعا انا عارف انك قويه يامنيره وهتحافظي علي البنات وعارف انك مكاني خلي بالك منهم يا منيرره ومن نفسك كوني قويه وكملي مشواري لحد مانتقلبل تاني ثم لحظه سمعته ينطق الشهادة وفجأه صوت الجهاز يعلن وقوف النبض منيره مصدومه الكلام لا يخرج وهي تقول فاضل سكت ليه كمل كلامك فاضل انت بتقلقني عليك ليه انت متعرفش انك روحي وانا من غير روحي اضيع سكتت لحظه تنتظر منه رد الفعل اللذي يظهره عند سماع كلامها ولكن قابلها وجه باهت سكون لا حركه لا تنفس
منيره تقول بهدوء قبل الانهيار
استيقظ عد للحياة من جديد استيقظ لا تجعل روحك تنساب من جسدك وقلبك ينبض
انفاسك تتصاعد انت حي لست بميت ولكن انت بحاجه للاستيقاظ ثم صرخت صرخه وصلت الي الخارج والجميع واقف
ظلام دامس يحيط كل زاوية
صمت. هدوء. صدمة كل الحواس تجمدت هي فقط تعمل بلا مشاعر
احاسيس بارده كبرود الثلج
معرفتك بحقيقة ان اغلي الناس علي قلبك فارقوك تجعلك تضطرب . صمت في المكان فأنت لست بمدرك لاي شئ ولا مستوعب لاي شئ تظنه كابوس.
#########
تم اجرائات الدفن والحزن هو المسيطر علي الوضع لقد اصبح البيت خالي من الضحك
لقد رحل الاب والصديق والاخ والحبيب والسند والامان والحنية
عاد مهند من الخارج والوقوف بجانب والدته واخويه وسعدوا بمجيئه اخيرا ولكن الحزن الاكبر علي والدهم لا يمكنهم من التعبير عن فرحهم بلم شمل العائلة
افاق عز وعلم بوفاة اخيه لا يخبره احد ولكن اليس هو توأم روحه شعر بفراقه كما ان عقل الباطن رفض استيعاب فراق اخيه فلم يبد اي ردة فعل فقط ينظر في الفراغ فاصبح لا ييتحدث لا يستمع لاحد غير مستوعب لاي احد ولا لواقعه مهما حدث امامه لا يبدي ردة فعل مما اقلقهم وتم عرضه علي الطب النفسي
###########
مر ثلاث شهور اصبحت عائلة فاضل لا تحلم لا تتأمل لا تشعر
اصبحت كتماثيل متحركه باردة بلا الوان تماثيل حيه بالوان داكنة الملامح والاعضاء
علي امل ظهور نقطة تنساب من ريشة الوان وتعيد الحياة لاجساد تلك التماثيل
ليعودوا بشر قلبهم ينبض بالالوان لهم احلام وامال وهدف يعيدهم للحياة ويعيشوا مع الالوان ويبصروا الحياة
نظرا للحالة النفسيه التي مرت بها بنات فاضل
اسيل قامت بتأجيل السنه الدراسيه الثالثه لانها لم تدخل الي امتحانات الترم الاخير ولكنها تعمل بجد في مجموعه ابيها وبمساعدة احمد كما ان احمد لا يتركها انه يدعمها كما انه لا يهتم بهروبها منه او عنادها فقد ازداد اصرارا علي الوقوف بجانبها اما نيرة فكانت تعمل ليل نهار بالصيدليه واصبحت شي ساكن هادئ فباسل لا يتركها ابدا كما انه يوميا يمر عليها ليري اذا كانت تحتاج شيئا كانت نيره تشعر بضيق من تلك الشفقه فهي لا تنتظر منه شيئا هي تستطيع تحمل مسؤلية نفسها فاصبحت تقتصر معه ف الكلام ولا تدخل معه بتحدي وجدال واصبحت تنهي الحوار سريعا وهو لاحظ تغيرها وتجاهله
نوران قبلت في الاذاعه وها هو اول الطريق اصبحت مقدمة برنامج في الراديو
ذهبت الي المنزل سعيدة بقبولها في الازاعه دخلت البيت كانت منيره شارده وهي تضع الاطباق علي الطاولة وهي تقول من الخلف باركيلي يا امي بدات اول سلمه ف مشواري وافقوا اني اقدم برنامج ازاعي ف الراديو فرحت الام لسعادة ابنتها وتحقيق حلمها وحلم فاضل وهي تحتضنها مع دخول نيره واسيل البيت وهم يقولون الله الله ياست ماما احنا نمشي الست نوران تستفرد بيكي ضحكت الام واحتضنت بناتها وهي سعيده انهم لا ياثر موت والدهم علي علاقتهم ببعض
استدارت نوران وهي تقول مش تبركولي بقيت مذيعه قد الدنيا
احتضنتها كل منهم وهم سعداء مما جعل منيره بان تقول يلا علشان الغداء وبعد الغدا نحتفل بالخبر السعيد ده
وجلسوا يتناولوا طعامهم وهم مسرورين بنجاح اختهم
انتهوا من الطعام وجلسوا معا قالت منيره موجهه كلامها لاسيل
اسيل ارجعي جامعتك بقا وابدأي مذاكرة السنه الجديده هتبدأ قريب
كفايه حزن ياحبيبتي فاضل موجود بروحه معانا وكل فرحه او نجاح منكم اكيد هيفرحه اوي واحنا نعمل كل شئ كان نفسه يتحقق
اومأت اسيل مع دموع نوران ونيره
منيره مدعية القوة وبداخلها وجع
مش عاوزه دموع تاني عاوزين نفرح بابا ونخليه يفتخر بيكوا وبدل الدموع دعوه حلوه ليه تنفعه اكتر وهو حاسس بينا
اومأت البنات وهم يبتسمون ويدعون له بالرحمة
وانتهي اليوم ومنيره تشرد ليلا وتحكي كل شئ وتكلم فاضل كأنه مازال موجود
وهي تقول اطمن يا فاضل انا مكانك ولازم اكمل مشوارك ياحبيبي لحد ما اقابلك ثم اغمضت عينها ونامت وهي تحلم بحبيب عمرها

يتبع ......

نبضات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن