العشرون

6.6K 149 2
                                    

مر الاسبوع ونيرة لاتذهب الي الصيدلية فهي متأكدة بأن باسل سيأتي اليها ويحدثها بطريقته الغريبه عليها التي تجعلها في قمة ضعفها وتثير بداخلها مشاعر لا تشعر بها من قبل فقامت بتسليم مسؤلية الصيدلية لمساعدتها . بينما اسيل كانت تذهب وتتابع عملها بالمصنع بعيدا عن اعين احمد وكانت تخرج قبل ان يعرف بوجودها ونوران ايضا كانت تتابع عملها وتزداد شهرة ومهند ينتظر حلقتها كل يوم ويشرد في صوتها اخبرت منيرة احمد بان البنات رفضوا للنزول لشراء ما يلزمهم من اجل الحفل فأخبرها : متقلقيش يا زوجة عمي كنا متأكدين ان ده اللي هيحصل علشان كده نزلنا واختارنا فساتينهم بنفسنا .
طرقات علي باب منزل فاضل كان عامل من محل شهير لفساتين العرائس احضر علب وكل مستلزمات العرائس ابتسمت منيرة وطلبت منه ادخالهم ثم قال احمد فما زال معها علي الهاتف انا كنت عارف انهم مش هيوافقوا ينزلوا يشتروا حاجه فاحنا اختارنا الفساتين بنفسنا من الكاتالوج وطلبناها اون لاين وكمان في ميكب ارتيست جاية في الطريق تبقي المهم الصعبة عليكي انتي بقا تقنعيهم بالفساتين . انا هقفل بقا عندي شغل كتير وان شاء الله علي موعدنا بليل
اغلق الهاتف ومنيرة تضحك ثم استدارت وجدتهم ينظرون لبعضهم ونظرات بناتها لا تنم علي اي خير تأففت وهي تقول المهمة فعلا مش سهله
############
تعبت منيره في اقناع بناتها في ارتداء الفساتين في المساء وبعد انتهاء الميب ارتيست من لمستها الاخيرة بكت منيره وهي تنظر لبناتها انهم رائعين الجمال سبحان الله كانت تتمني وجود فاضل ليري بناته بهذا الجمال سبحان الخالق جلست وسطهم تحتضنهم وتبكي وهم ايضا متأثرين ببكاءها
قطع عليهم تلك اللحظه دخول هويدا فرحة وهي تراهم وتقف مندهشه من هذا الجمال وتقول بسم الله ماشاء الله زي القمر لم يدعوا احد غير الاقارب فقط خرجت اسيل التي كانت ترتدي اللون الاخضر الذي اختاره احمد ليظهر جمال عينيها ويظهرها كالساحرة فهو يحب ان يراها كالساحرة التي القت عليه سحر لا يعلم كيف ومتي.. كانت ترتدي الفستان من الستان الناعم ضيق من عند الصدر لا يوجد به شغل ولكنه كان بسيط كبساطتها لقد خطفت انفاسه لا يعلم ما السر وراء ذلك الشعور مقارنة بخطوبته بملك فلم يشعر بمثل ما يشعر به الان لقد مد يده لمصافحتها نظرت قليلا ليده قبل ان تمد يدها فيتناولها في راحتيه لتضيع يدها الصغيرة وسط كفه القوي ويضغط عليها لا شعوريا بينما تطالعها عيناه بنظرة جعلت دقات قلبها تدوي بهدير قوي اوشك ان يصم اذنيها
اما نيرة فكانت ترتدي فستان من التل لونه ذهبي بسيط ايضا بحجاب ذهبي اللون ظهرت متمردته بهيئة جنية ستلقي عليه تعويذة الان وقف امامها ثم اقترب منها وهمس لها : انا لو اعرف ان اللون ده هيظهرك بالروعة دي مكنتش اختارتهولك حبست نيرة انفاسها تخشي ان تقطع سحر هذه اللحظة بينما ترسل يده ذبذبات كهربائيه ليدها عندما امسكها فتسري في سائر انحاء جسدها وكأنها لمست سلكا كهربائيا عار له فولت عالي لتشعر بقشعريرة تسري في عمودها الفقري حتي اطرافها حاولت سحب يدها لتقطع هذه اللحظه التي شكت انها قد تدوم الي الابد . لقد تنحنح بصوت خرج اجشا من فرط انفعالاته التي اختلجت داخل جنبات صدره واقترب منها وهو يقول قريب اوي يانيرة مش ايديك بس اللي هتبقا حقي لا كلك علي بعضك هتكوني حقي انا وبس
زاد احمرار وجهها وتركته وذهبت لترحب بهويدا
اما نوران فبستانها الاحمر قد زادت من فتنتها ولم تلاحظ اشتعال الواقف امامهم يراقبها من اعلي لاسف لقد كانت اجمل مما كان يتوقع كانت كالوحة الجميله اذا قام برسمها وتقديمها للمسابقة فأنه سيكون متأكد من فوزه سلم علي نوران وجلس بجانبها
البس كل منهم الشبكه لعروسته تحت فرحة هويدا ومنيرة كانوا سعداء ومنيرة تدمع من فرحتها ببناتها فقد كبروا واليوم خطوبتهم ما اروع هذا الاحساس بأن تعطي بناتك لرجال يعرفون قيمتهم ومعني المسؤلية وسيحافظون عليهم
قام احمد واخذ اسيل لمكان يجلسوا به بمفردهم لم تعترض اسيل وجلست لتتابع حديثهما لغة العيون للتتيه عيناه وتذهب لها لتبعثر مشاعرها من جديد لتعلو دقات قلبها وتتهدج الانفاس ولكن اسيل استطاعت ان تقطع افكاره . تنحنحت وهي تقول بصوت قريب للخجل : كنت محتاجة وقت علشان اتأقلم علي الارتباط ده . تفهم احمد فمعها حق لم يخيرها فلقد وجدت نفسها خطيبته في يوم ولكنها اكملت تسأله
انت ليه مصر علي جوازنا ؟!
احمد باندهاش : يعني ايه مش فاهم
اسيل: يعني عاوز تتجوزني ليه
احمد وهو يحاول الاجابة : لاني راجل ووصلت للسن المناسب ولازم اتجوز واكون عيلة واستقر
اسيل : بردو ليه انا يعني العقل بيقول لو انت طالب الاستقرار فنيره او نوران الانسب ليك مش انا
احمد بتلعثم فهو حقا لا يعرف لما هي فكل ما يعرفه بأن هناك شيئا خاصا يجذبه لها
ولكنه لم يخفي عليها رده فقال بنبره قوية : لأن فيكي شئ خاص جذبني ليكي
الي هنا وكفي قلبها لن يستطيع ان يتحمل ففضلت الصمت
اما عند باسل فجاء وجلس بجانبها وهمس لها حتي لا تسمع والدتها : ايه الحلاوة دي انا ازاي مكنتش واخد بالي ان عندي بنت عمي زي القمر كده انا بحمد ربنا انه فتح عيني نيرة بخجل وهي تتهرب منه امسكها باسل من يدها وقال متهربيش يانيرة
انتبهت نيرة ليدها داخل راحتيه العريضة بأمان كأنها وجدت ملاذها الامن فسحبتها بارتباك دفع بحمرة الخجل الي وجهها لتلون وجنتيها .وتقطع حبل الاتصال بين اعينهما مشيحة وجهها ليكون باسل هو من يقطع الصمت
كان نفسي توافقي علي كتب الكتاب كنا هنقرب من بعض اكثر من كده ده غير اني حقيقي عاوز ابدأ معاكي حياة جديدة
نظرت نيره له وبقوة عكس مابداخلها : اعتقد ياباسل انك وافقت علي شروطنا واتفقنا اننا لو مرتحناش بسرعة ننفصل والخطوبة علشان نقرب ونعرف هينفع نكمل ولا لا
ابتسم باسل بخبث فهو يعلم انها تكن له شيئا  خاصا مثله ...
مرت الاحداث علي هذا النحو 
وانتهي اليوم ورحلوا وجلس كل منهم يفكر في الايام القادمة نيرة لم تعد تستطيع السيطرة علي نفسها امام نظرات باسل وحديثه اسيل سمعت تلميح احمد بأنه يريد الزواج منها لوجود شئ يجذبه اليها ولكنها خائفة من ان يقف القدر عكسها مره اخري لاتريد ان تنجرح منه مرة اخري لا تعرف ما الاسباب التي جعلته ينفصل هو وملك وايضا لا تستطيع ان تصل الي حقيقة مشاعره ولكنها ستظل علي موقفها والايام كفيلة بتوضيح الامور لها .
#############يتبع

نبضات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن