الفصل التاسع

7.1K 150 0
                                    

مهند #
تعلمون انا ايضا فرد من عائلة الشرقي ولكني سافرت الي الخارج منذ الثامنة عشر من عمري بعدما انتهيت من مرحلة الثانويه قررت من شدة حبي للرسم ان ادخل كلية الفنون فعشقي الاول هو الرسم كما انني لدي طموح اكبر من ان اكون مجرد هاوي هنا ف بلدي فحلمي انا اصبح عالمي ويعرفني كل من ف الخارج طلبت من والدي انا اسافر للخارج لكي ادرس الفنون فهذا سيمكنني ان ادرس الرسم في نطاق اوسع . وافق ابي علي حلمي وبالفعل غادرت بلدي وذهبت الي باريس لابدأ من البداية .
اجتهدت في دراستي واصبحت قريبا من تحقيق حلمي ومرت الاربع سنوات وانتهيت من دراستي الجامعيه ثم ذهبت لمشاهير الفن وتدربت لديهم  واصبحت من مجرد هاوي الي محترف ف الرسم في باريس بلد الحب والجمال واقتربت من تحقيق حلمي اخذت منهم ما يمكنني بأن اصبح في المستقبل رسام مشهور
مرت سنه واصبحت ارسم لوحاتي الخاصة بي نالت اعجاب الكثيرين وهذا ساعدني بان يكون لي معرضي الخاص وبالفعل مع اجتهادي تمكنت من انشاء اول معرض لي خاص بي حضره ابي وامي واخواني وكثير من المشاهير والفنانين وحضره الكثير من الصحافيين وقد ابرزت نفسي واصبحت من اهم الرسامين ف باريس
طلب مني والدي العودة اللي البلاد لكني رفضت لقد اقلمت نفسي بالعيش ف باريس فحياتي واحلامي واعمالي متعلقه بهذه البلد كما انني اصبح لدي حياتي الخاصه وكونت علاقات خاصه نعم ليست جديه ولكن الحياه هنا تمنح للانسان العيش بالحرية الاكثر من اللازم لكنني لم اتنازل عن ديني ومبادئي فعلاقاتي كانت تحت مسمي الزواج وباتفاق معهم الي ان ياتي يوم الذي اقرر انني لم اعد اريد الاستمرار بتلك العلاقه ننفصل بتحضر استمرت حياتي علي هذا النحو وكانت تسير بشكل طبيعي ويومي كان مثل كل يوم لا جديد الي ان جاء يوم كنت عائد فيه من عملي مرهق جدا لا استطيع التركيز بأي شئ وهاتفي مغلق طوال اليوم دخلت منزلي وضعت مفاتيح سيارتي علي الطاوله وضعت هاتفي بالشاحن وذهب لاخذ شاور ليرتاح جسدي وجئت لافتح هاتفي وجدت عشره مكالمات من احمد وباسل انقبض قلبي فليس من عادة اخواني ان يهاتفوني بهذا الشكل كانوا يكتفوا فقط بمكالمه واحده لفت نظري رسالة احمد بالاتصال فورا عندما اري مكالماته شعرت بشئ خاطئ لم انتظر واتصلت فورا سمعت صوت احمد وصراخ بجانبه
انقطعت انفاسي من شده الرعب
مهند: احمد طمني في ايه وايه الاصوات دي
احمد وهو يزفر في ضيق وصوت مخنوق: مش وقته يامهند اللي لازم تعرفه دلوقتي ان عمي فاضل توفي  والدك في الرعاية المركزه وانا لازم اقفل دلوقتي
لم ينتظر واغلق الهاتف وتركني مصدوم لا اجد اي كلام اقوله وانا غير مستوعب ما سمعته عمي فاضل توفي العم الحنون انا لم القاه منذ سنين ولكني اتذكر مواقفه معي وانا صغير عندما كنت اخطأ كنت احبه مثل ابي حقا وابي بالرعايه ماذا حدث ياربي  منعتني سنوات الغربه عن الاقتراب من الاشخاص القريبين لقلبي والاستمتاع معهم لاذهب لاجدهم رحلوا
حجزت اول طائره وها انا ف طريقي للعودة الي الوطن لامي واخواني وابي النائم لا يشعر بمن حوله وزوجه عمي الراحل انا اعلم انهم كانوا يعشقون بعضهم فكيف حالها وبناتها انا لا اتذكر منهم غير نيره فهي بنفس عمري واسيل ونوران لا اتذكرهم كيف حالهم بدون والدهم بالتاكيد حالهم اصعب من حالي .
عدت للوطن وذهبت الي المشفي انتهت اجراءات الدفن وذهبت للطبيب لاسأل عن حال والدي اخبرني الطبيب .  بأن والدي رافض العودة للواقع والحياة لقد افاق ولكنه لا يشعر بمن حوله ولا يبدي الي تاثر بما يحدث امامه فقط صمت لا يتطلع لاحد فقد النطق وباقي حواسه لا يشعر بها اصبح عز الشرقي بلا حول ولا قوة .
قابلت احمدوباسل وامي التي لم تكف عن البكاء لما وصلوا اليه . انا حزين حقا حزين باني كنت اتمني عندما اعود تكون الظروف بافضل حال
###################
عودة للوقت الحالي
كان احمد جالس بالشركه وها هو يكاد ينتهي من بعض الصفقات التي كانت عالقه طوال فترة غيابه وخاصة بعد وفاة عمه ومرض والده عندما صدع رنين هاتفه فوجده كريم الالفي الظابط المسئول عن التحقيق بقضية عمه
نهض احمد ووقف امام زجاج مكتبه المطل علي الطريق واجابه
احمد :السلام عليكم
كريم: وعليك السلام .. انا بتصل بيك زي ما انت طلبت
احمد ببرود: في جديد
صمت كريم لثواني ثم قال : اه
وضع احمد يده علي الزجاج ضاغطا عليه بقوة وابتسم بغضب :ها
ابتسم كريم ف المقابل فهو يعرف تلك النبرة جيدا : عرفت القاتل
اغمض احمد عينيه مخفيا جحيمهما الذي اشتعل ثم استند بجبهته علي الزجاج وهمس بكل حدة وغضب يخفي خلفه الم قاسي علي عمه ووالده : انا جاي
خرج احمد من مكتبه وذهب الي مكان وقوف سيارته ولكنه وقف فاجأه عندما رأي باسل يقف وهو يستند علي سيارته ويضع يده بجيبه وينظر  بكل ثقة وبرود لاخيه الذي ابتسم علي ذكاء باسل
اقترب احمد منه وبكل هدوء : واقف ليه هنا
باسل: فاكر اني مش هعرف انك متفق مع كريم انه يقولك كل اللي بيحصل وتعرف انت مين القاتل
احمد: انا فعلا طلبت منه اني اعرف الاول وده علشان حق عمي وابويا يرجع ويكون عبرة لاي شخص
باسل بقوة:الموضوع مش تار هناخده ويكون عبرة وخلاص دي منظمة كبيره ولازم نوصل للراس الكبيره
تركه احمد واتجه لباب سيارته وركب السياره مستعد للمغادره ثم رفع نظره لباسل ورفع حاجه  بمعنا ماذا ؟! زفر باسل ودخل الي السياره وانطلق احمد بكل قوته الي قسم الشرطه ليجدوا كريم بانتظارهم
كريم باندهاش من وجود باسل ولكنه تجاهل الموضوع : احمد . باسل اتفضلوا
تقدموا الي كريم وصافحوه واتجهوا سويا لغرفته هناك
جلس كل منهم ثم جلس احمد واستند بساعده علي المكتب مقتربا من كريم قائلا :مين ؟؟
اعتدل كريم واضاف بعملية وهو يعطي احمد ملف المتهم ثم تابع كلامه : كده معروف انه قاتل مأجور بس كل مره كان بيخرج منها ببساطه بدون اي دليل ده ان قدرنا نمسكه اصلا
له معارف كتير وتقدر كمان تقول انه ليه ضلع ف الداخليه ان لما عرفت انه هو استغربت اننا وجدنا ادله عليه !!
هنا تشابكت الالغاز ووضحت امام احمد وباسل فضلع ف الداخليه في نفس يوم ذهابهم الي النائب العام كان بعدها مباشرة حادثه قتل عمهم وابيهم
اخذ باسل وتصفح الملف باهتمام ثم رفع راسه لاحمد عندما سمعه يقول :
احمد : عاوز اشوفه
رفع كريم سماعه الهاتف ليطلب له المتهم ولكن احمد اوقفه وقال :لا انا عاوز اشوفه لوحدي في الزنزانه .
نظر كل من باسل وكريم اليه متوجسين خفيه
فغضب احمد عز الشرقي يعرفه الجميع ولكنه بالنهايه نهض واشار للباب .. واثناء خروجهم تحدث كريم . هو كمان طالب يشوفك .. ورافض يعترف تماما
نظر احمد بطرف عينيه لباسل ثم همس بغضب :غالي والطلب رخيص !
وصلوا للزنزانه الانفرادية المحتجز بها المتهم وبمجرد ان فتح الباب ودلفوا للداخل ونظر له احمد واقتحمت زاكرته صورة عمه وهو واقع علي والده غارقين ف دمهم فشدد قبضته بغضب وحاول السيطره بقدر الامكان علي غضبه حتي يحين وقته
تقدم باسل من اخيه الذي رأي في عيناه الحادة بشكل مخيف كالاسد المستعد للهجوم علي الفريسه ثم حانت منه التفاته الي المتهم وهو يسمع ضحكات المتهم وهو يقول ايه النور ده باسل بيه واحمد بيه عندي هنا ف زنزانتي المتواضعه انا علي كده مهم اوي علشان تشرفوني هنا انتو الاتنين وهو يضحك
هجم عليه باسل معتقله من ياقة قميصه ثم القاه باتجاه احمد فوقع علي الارض بجانب قدمه وهو يضحك ويقول بسخريه يااهلا يا اهلا باحمد عز الشرقي وحش السوق واخوه باسل عز الشرقي المحامي الغول اللي كل السوق بيخاف حتي تيجي سيرته منورين يابشوات يارب تكونوا بخير
كانت نظرات احمد مثبته علي ذلك المتهم بثقه قويه ثم ضغط علي شفتيه رافعا راسه ناظرا بجواره وابتسم ابتسامه مخيفه ثم عاد بنظره للفتي الذي كان علي وجهه ابتسامة بلهاء ولكن وصل لاحمد مغزاها المتحدي والواثق جيدا نظر احمد لباسل وكريم ثم قال وهو مثبت عيناه الي الفتي : سيبونا لوحدنا
نقل كريم نظره من احمد الي باسل الواقف ينظر بقلق من غضب اخيه لانه يري النظرات القاسية المتحدية بينهم ويبدو ان القادم لا ينم علي خير ابدا...
لم ينظر لكريم الذي ينتظر رده فأومأ باسل له  وخرجوا فهو يعلم جيدا ان احمد لن يفعل شيئا يضر بحياته ومهنته وخرجوا واغلقوا باب الزنزانه خلفهم
اتجه احمد بكل هدوء ليجلس علي المقعد الوحيد الموجود بالغرفه رفع قدميه علي الطاولة ف وجه الواقف امامه وبكل برود لحظات من الصمت اتبعها الفتي وهو يقول : مكنتش اعرف اني لما اطلب من حضرة الظابط اني اشوف احمد باشا الشرقي بنفسه هيجي فورا كدة واضح ان اللي سمعته عن انضباطك صحيح.
اتسعت ابتسامة احمد وانزل قدمه من علي الطاولة وهو يبعد نظره عن الفتي واضع يديه علي ركبتيه مائل للامام حاكا اسفل ذقنه باصابعه.
اكمل الفتي وهو يتحرك حول المقعد والطاولة الخشبيه وهو يردد : كان صعبان عليا اوي يومها.... الرصاصة كانت المفروض تصيب والدك . المفروض الثلاث رصاصات كانوا لوالدك لكن عمك  تفاداه ووقف قصاده واخد اتنين بدل من والدك كان المشهد صعب وانهيارك انت واخوك لما شوفتوا وضعهم ده ثم توقف ومال علي احمد قليلا وهمس .. بس انا كنت فرحان وضحك بقوة واضاف بستمتع بالام عيلة الشرقي بشكل متتخيلوش . فاكر انت بكر العامل الغلبان اللي قضي سنين عمره عندكوا في المجموعة وفي يوم طلب انه يقابل عز بيه كان الرد مش فاضي وقال للسكرتيرة اتعاملي معاه والموظف الغلبان ده كان محتاجه ضروري تعرف ليه كان محتاج ١٠٠ جنيه سلفه علشان يعالج امي وقدم طلب سلفه بيهم لكن طبعا ا سكرتيرة عز بيه تجاهلت الموضوع واستهترت بيه ورفضته مقدرش يشوف امي بتتألم قصاده وراح بليل لمخزن الادويه ومكانش قصاده غير انه ياخد علاج اي مسكن لها لحد مايتصرف لكن الحارس مسكه علي اساس انه حرامي ومن غير متفهموا الموضوع سلمتوه للشرطه وبعد ماتحكم عليه بثلاثة سنوات امي ماتت بحسرتها واختي هربت وشردتوا عيله كامله كانت ممكن تكون في حالة احسن لو بس كان والدك المحترم سلف ابويا ال١٠٠ جنيه ومن وقتها وانا بحلم باليوم ده اللي انتقم منكم واحد واحد تذكر احمد تلك الحادثه كانت من حوالي سنتين في هذا اليوم حقا كانوا ف مشاكل مع الشركات المتعاقدين معها قاطع شرود احمد وهو يضع يده علي كتف احمد وهمس بجوار اذنه: وجعتك مش كده خليت والدك ايد ورا وايد قدام مش عارف يعمل حاجه حرقت قلب عيلة الشرقي كلها عمك وراح لمكان بعييييد بعيد اوي ومش راجع وابوك انا كان نفسي يكون مكان عمك علشان افرح اكتر لكن اهو مش مشكله هو بردو دلوقتي لا حول ولا قوة بس قريب هسمع اخبار تفرح اوي
في الثانية التالية كان الفتي محل احمد علي المقعد واحمد يثبته بمعصمه ضاغطا علي رأسه علي حرف المقعد وهو يبتسم ابتسامة جعلت الفتي رغم قوته يرتعد خوفا . ضرب احمد بكفه علي وجنته عدة مرات مضاعفا الضغط علي رقبته وهمس بصوت يشبه الرعد في قوته : انت كل اللي عملته ده مش انتقام  قد ما انت انت حللت دمك علي ايدي وتقدر تستمتع باخر لحظات حياتك بس حظك انك هتقضيها معايا حاول الفتي استجماع باقي قوته وهتف : مش هتستفيد حاجه لما انا اموت
احمد وهو يضغط علي رقبته: اخدت اوامرك من مين بقتل عمي وابويا وتقولي كل حاجه دلوقتي حالا انطق وألا مش هيطلع عليك نهار ثم ابتعد احمد عنه فأعتدل الفتي ليفاجأه احمد بمرفقه الذي اصطدم به بقوة ليرتد للخلف تأوه الفتي وصمت ولم يتحدث ثم ابتسم بسخريه جعلت البقيه الباقيه من عقل احمد تختفي ثم اتجه ببطئ للفتي امامه وبقدمه دفعه ليقع من علي الكرسي للخلف  جعل الفتي يزحف بجسده للخلف ولكن احمد اوقفه واطبق بقدمه علي ركبتيه ليصرخ الفتي بقوة مجهوله بعد تأكده من انكسار عظامه فتحدث احمد ببطئ وهو يقول عيب عليك تصرخ كده زي الولايا . ثم انخفض احمد وجذبه من قميصه وهمس امام عينيه التي لم يعد الفتي يري بها : مين اللي حرضك علي كده
كان الفتي في عالم اخر فهو يشعر ان روحه تفارق جسده بسبب الضربات التي وجهها احمد له ثم رفعه احمد اكثر ثم تركه ليسقط ارضا مجددا ضاربا ايه بعنف في جانبه وبطنه ويكيل له الركلات بقوة في كل جسده لم يعد الفتي ليتحمل الالم واخيرا ضربه احمد بقدمه في صدره ليتلوي الفتي ارضا صارخا من الالم عندما رفعه احمد وتمتم غاضبا علي حروفه: ميييين؟؟
تحدث اخيرا بهمس واستسلام مقررا القاء قنبلته : النا...ئب العام ح..مدي رشاد
############ يتبع

نبضات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن