الفصل الخامس عشر

6.8K 160 1
                                    

انهت نوران حلقتها وغادرت المبني ولكنها وقفت تسمرت في مكانها وجدت ما لم تتوقعه امامها
مهند بسخرية : ايه شفتي عفريت ده حتي انا قمور وكل البنات بتجري ورايا
نوران ببرود : وانت هنا بتعمل ايه مش مع البنات ليه وتركته لتغادر ولكنه اوقفها بيده
مهند : اوعي مره تانيه اكون بكلمك وتمشي وتسيبيني ثم تتكلمي بطريقه احسن من دي ثم اكمل بسخرية انا هكون جوزك ياعروسه
نوران بغيظ : وانا مش موافقة عن اذنك وكادت ان ترحل مره اخري ولكنه امسك يدها وادخلها السيارة بقوة واغلق الباب وغادر سريعا لمكان يتحدثون فيه
جلست امامه علي طاوله في مطعم علي البحر ثم جاء الجرسون مهند بدأ الحديث بسؤالها تشربي ايه نظرت له نوران بشراسه وهي تقول انت خاطفني من امام شغلي علشان تسألني اشرب ايه . ابتسم مهند علي تلك الشراسه ولكنه لم يظهر عليه اي شئ ثم طلب من النادل ان يحضر لها عصير برتقال و هو قهوة
ثم غادر النادل
اعاد مهند ظهره للخلف مستند علي الكرسي ونظر لنوران نظره شملتها كلها وهي جالسه ثم قال : انا موافق علي الجواز بس بشرط
قاطعته نوران بغضب شديد : انت مين قالك اصلا اني موافقه علي الجواز منك ولا حتي بفكر فيك علشان تتشرط كمان ابتسم مهند ثم تابع بثقة مسيرك هتوافقي النهاردة بكره هتوافقي
نوران وهي تنهره بنظرات غريبه دي ايه الثقة دي .
مهند مجيبا : لاني عندي الحل اللي يوصلك لمكانه اعلي من اللي انتي فيها تابع هو انا طبعا مكاني مش هنا كل حياتي في باريس وانا اعتقد انك مش هتفضلي طول عمرك مذيعه في راديو اكيد نفسك تكبري عن كده واللي عرفته عنك انك طموحه واحلامك مالهاش حدود ونفسك تسافري مش كده بردو
نوران لا تتحدث فقط صامته ها هو يعريها امام نفسها ويضع ماتتمناه علي طبق من ذهب ويقدمه لها
ثم تابع انا اعتقد ان حلمك اكبر من انه يكون مجرد حلقة في برنامج اذاعي يومين في الاسبوع ثم انهي كلامه وصمت وظل ينظر في عيناها وهي ايضا لقد اخذها في الحديث حتي ظن انها ستوافق علي الفور ولكنها توقفت وقالت : انت عاوز مني ايه في المقابل
ابتسم مهند فهو لا يشك في ذكائها ابدا
مهند : كل اللي عاوزه منك انك توافقي لو اتجوزنا تسافري معايا كل شخص فينا هياخد اللي محتاجه من التاني انا مش همنعك من تحقيق حلمك لاني واثق اني مختار انسانه محترمة مستحيل تسمح بتجاوزات حتي لو في مجتمع منفتح انا طبعا كان ليا علاقات نسائيه كتير جدا لكن مكنتش واخد علي طباع الغرب كان في ورق بيحلل علاقتي بيهم بدل ماتكون في الحرام لكن كل العلاقات دي انا خلاص قرفت منها واكتفيت من اني ابدل كل شهر واحده والله اعلم اثناء علاقتي بيها كانت ليها اي علاقات تانيه ولا لا ولما حضرت معاكم فتح الوصيه منكرش اني اتصدمت من اللي سمعته وكنت مقرر اني ارجع ولا كأن حاجه حصلت لكن فكرت مع نفسي ليه منتجوزش ونعطي لبعض فرصه نفهم فيها بعض ونحقق احتياجاتنا من بعض وفي نفس الوقت نبقي نفذنا وصيه ولدك
نوران مقاطعه حديثه الجرئ والمستفز : انت لسه مقولتش محتاج ايه مني
مهند بأعجاب من ذكائها : نوران في الحقيقه انا محتاج لزوجة بمعني الكلمه تكون في بيتي تريحني ابقا واثق وانا سايبها في البيت وانا في شغلي اني هرجع الاقيها زي ما هي صاينه بيتي ده غير ان ممنوع تكوين الصداقات والانفتاح ده حياتها تكون ليا لوحدي وبس واخيرا ثم صمت لثواني وهو ينظر لها بتعمق ثم تابع وتحققلي رغباتي واحتياجاتي الجنسيه كرجل متزوج .. في مقابل اني هسيبك تكبري وتحققي حلمك
نهضت نوران غاضبة وهي تصرخ في وجهه : انت حقيقي انسان وضيع وسافل انا لو هموت مستحيل اني اتجوزك ولو انت اخر رجل في الدنيا كلها مستحيل يحصل . خرجت وتركته وهي غاضبه وعيناها بهما براكين وقفت في الطريق لتجد مواصله للعودة الي المنزل سمعت صوته خلفها : نوران اسمعيني للاخر قاطعته نوران وهي تقول متكملش كلامك لاني مش هسمعه انا لازم اروح
وجدت من يمسك بيدها ويدخلها السياره وهي تصرخ ان يتركها ولكنه تحدث بصوت عالي : اسكتي بقي خليني افهمك عاوز اقولك ايه
صمتت نوران خائفه من صوته : تابع مهند
نوران انتي اول حد يمر عليا بالهيئه دي والالتزام ده تخيلي حتي شعرك مش عارف اشوفه جحظت عيناها من جرأته ثم تابع اقصد يعني ان اسهل حاجه ممكن تبان انتي مغطياها وده في حد ذاته شئ انا مبهور بيه بصي هو انا معرفش حصلي ايه لكن انا حقيقي معجب بيكي وبكل تفاصيلك انتي زي الجوهره اللي بيشتريها بتمن غالي فبيحفظها عنده في مكان امين بعيد عن عيون الناس
نوران : بالظبط كده انا بالنسبه ليك شئ بيلمع شوفته وعجبك وفضولك بيحركك انك تكتشف ايه الشئ ده فلما تقرب منه من بره تلاقيه جوهره وتعجبك وتشتريها وتفرح بيها يومين لكن بعد كده تزهق فتقرر تشيلها في الدولاب او الخزنه بعيد عن عيون الناس وتنساها فتتراكم عليها الاتربه لحد ما بريقها ينطفي وانت تروح تبيعها وتشتري غيرها . صمت مهند من تلك التي امامه لأول مره  يجد نفسه  غير قادر علي الحديث يريد ان ينظر لها فقط وسحر عيناها الجذاب ولكنه خرج من شروده عندما فتحت باب السياره وغادرت وركبت سيارة اجرة وغادرت ثم ابتسم و في باله يصر علي الزواج منها فهذه هي من كان يبحث عنها .. ثم غادر بسيارته .
مر اسبوع واسيل لا تأتي الي المجموعة ونوران تفكر بكلام الحقير ابن عمها الذي يريد الزواج منها ليرضي فضوله ف اكتشافها واشباع رغباته لا اكثر مقابل تحقيق حلمها انه عاقد صفقات رائع في الحقيقه ولكنها ايضا نوران فاضل الشرقي لن تسمح له وابدا لن توافق عليه
كانت نيرة واقفه في المعمل شاردة في الدواء الجديد لا تستطيع التركيز ولكن لماذا انه لا يهمها في شئ فهو مجرد ابن عمها لا اكثر لا تراه منذ ١٠ ايام لا يأتي كعادته ليزعجها ويعلق علي ماترتديه ويجادلها ثم ابتسمت وهي تتخيل العريس الذي هرب من عروسته القبيحه التي احضرها والده له مثل ما يحدث في الافلام . ظلت تضحك وهي تتخيله يجري خوفا منها .
قطع شرودها صوته القوي الواثق : مكنتش اعرف انك بتخترعي دواء للضحك . استدارت نيره له وقد اختفي ملامح الضحك من وجهها وهي تنظر له تراه واقف نفس وقفته الاستفزازيه يستند علي جانب الباب ويضع يده بجيب بنطاله بمنتهي الغرور يحجب عنها الضوء .
ثم قطعت سيل النظرات : مش بصنع دواء للضحك انا بس افتكرت موقف ضحكني
باسل وهو ينظر لها نظرات غريبه اربكتها : وايه هو الموقف الي افتكرتيه وضحكك
نيرة بنبرة سخريه : ابدا كل ما في الموضوع اني افتكرت موقف اسماعيل يس لما ابوه كان مصمم يجوزه لبنت صاحبه وهو راح علشان يشوفها فلقاها وحشه اوي وهرب منها .
رفع جاجبه مندهش ثم اكمل وهو يقترب ويقول بنبره هامسه وهو ينظر في عيناها وفي تفاصيل وجهها وقال: بس ده في الافلام مش ممكن يحصل بالحقيقة لو كان عايش ولقي عروسته حلوة وزي القمر وعليها عيون تخليك تذوب من سحرها ولما بتعاند بتبقي زي الطفلة الصغيره واحلي مميزاتها بقا . قاطعته نيره من التكملة بنبره عاليه هجوميه تعكس ما بداخلها من خفقان قلبها ودقاته المتزايده .
انا بتكلم في الواقع اللي حصل فيه شئ مستحيل يحصل في الافلام مش ممكن اي اتنين مفيش بينهم تفاهم ودايما لما يتقابلوا النقار يصبح ثالثهم يحصل بينهم اي علاقه ارتباط . بأي عقل ممكن تفهمني
باسل بهدوء وهو يلتهم تفاصيل وجهها : مش يمكن الكبار كانوا شايفين حاجه احنا مش واخدين بالنا منها
نيره بنبرة مذهولة من كلامه : شايفين ايه بقا !!؟
اقترب باسل منها حتي وصلتها انفاسه القريبه منها مما جعل قلبها ينبض بشدة كبيرة من قربه جعلها تتوتر واخرجت كلامها بصعوبة . وضعت يدها علي صدره تبعده قليلا ولكنه وضع يده الاخري علي يدها وهو ينظر في عينيها وبصوت هادئ وقريب للهمس :
انا عاوز اتجوزك يا نيره
نيره بعدم قدرة علي الكلام لا تنطق بشئ شعور بحرارة جسده القريبه للغليان تسري بجميع انحاء جسدها رعشه اصابتها من قربه منها ونبرته الجديدة وهدوءه ونظراته المثبته علي عينيها .
احمر وجهها من الخجل ثم توقفت فجأه مدعية القوة وهي تحاول بصعوبه ان تخرج الكلام بثبات ولكنها اخيرا استعادت بعض قوتها وهي تقول مستحيل يا باسل انا مش موافقه ومش علشان تنفذ وصية بابا  تضحي بسعادتك . ضحك باسل وهو ينظر في عين نيرة انا لو مكنتش مقتنع بالفكره وواثق ان سعادتي هنا ولا وصايا الدنيا كلها تخليني اوافق ثم تحدث بهمس مقربا فمه منها وهو يقول بصوت واثق : ثم ان الفكره عجبتني جدا وشكلي هبدأ احبها اوي . الي هنا وكفي قلب نيره لما يعد يتحمل سيقف اهذا هو باسل الذي كلما رأها يتشاجر معها ولا يرتاح بمكان هي فيه اهو الشعور بالشفقه الذي يجعله يتنازل ويقبل بها ولكنها لن تسمح له
قالت نيره وبنبره شرسه وانا مستحيل اوافق عليك يا باسل انسي الفكره دي
ابتسم باسل فهو يعلم الموضوع لن يكون بتلك السهوله خصوصا مع بنات فاضل . ثم قال بثقة وانا خلاص قررت انك هتكوني مراتي وفي بيتي ومش هسمح لأي حد يقرب منك وكل ما كنتي متقبله الموضوع كل ما هترتاحي اسرع ولو اقتنعتي بسرعه هتوفري عليا حاجات كتير اوي ممكن اعملها . ثم ارسل لها سلام علي الهواء واعطاها ظهره وخرج مبتسما ثم دخل سيارته ورجع بظهره قليلا للخلف وهو يتنهد من تلك العنيدة
ثم انطلق بسيارته محدثا صوتا عالي متجها الي المجموعه
#######يتبع#######

نبضات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن