الفصل الثالث عشر

6.7K 171 0
                                    

وصل احمد بسيارته الي المجموعه ودخلت اسيل معه وهي تسير بجانبه لتقف فجأه وهي تنظر اللي كتلة الصفار الاتية من بعيد وتحدثت بغيظ .. هذا ما كان ينقصني اليوم المزيد من الاضاءة لم يفهم احمد ماذا تقصد ثم نظر في اتجاه نظراتها وكاد ان يضحك علي ردة فعل اسيل ... اراد ان يغيظها فأقترب من نادين ورحب بها تحت انظار اسيل المغتاظة
اقتربت نادين بدلع من احمد ورحبت به وتجاهلت اسيل تماما
ثم دخل احمد المكتب ومعه نادين و استدار وطلب من اسيل الاتيان بورق الصفقة الجديدة مع نادين والدخول لمساعدته في العمل . بالفعل جاءت اسيل وجلست امام نادين واحمد علي المكتب يتناقشون في العمل ونادين كانت تتحمل تصرفات تلك الكائن الصفراوي بصعوبة ونادين تكره وجود اسيل فاسيل لم تكف عن النظر لها بنظرات كارهة من كميه الصفار و الثياب التي تظهر اكثر ما تخفي . اثناء نظراتهم جاءت مكالمة لاحمد فاستاذن ليرد علي ذلك الاتصال ثم تركهم وهم يتبادلون نظرات الكره تحت ابتسامة صفراء فنادين لم تكف عن الاعيبها تتحدث في العمل وبعد ذلك تجذب احمد في الحديث عن امور اخري تحت نظرات اسيل الحارقة لهم معا فهو يسمح لها ان تتلاعب ولا يمنعها هذا يعني انه سعيد بما تفعله .
عند احمد
احمد : السلام عليكم استاذ اسعد
اسعد المحامي :وعليكم السلام احمد بيه
انا نفذت طلبك ومكلمتش السيدة منيره زي ماطلبت بخصوص وصية فاضل بيه الله يرحمه غير بعد النطق بالحكم والبنات ووالدتهم يرتاحوا دلوقتي بقا ياريت تحدد معايا ميعاد تشرفوني فيه انت ومدام منيرة واخواتك وبنات عمك
استغرب احمد من طلب المحامي لما يريد ان يجتمعوا
اسعد مجاوبا علي تساؤلاته : كانت رغبة المرحوم قبل ما يموت ان حضرتك انت واخواتك وبنات عمك ووالدتهم تكونوا موجودين وقت قراية الوصيه
تفهم احمد و كل شئ سيتضح قريبا ثم حدد معه الموعد بالغد في الساعه الرابعه عصرا ثم انهي الاتصال وعاد ليكملوا العمل
تحت نظرات اسيل لهم وهي تكاد تخنقه وهو يتمادي مع تلك النادين اللزجة
انتهي العمل واحمد جالس ينظر ف اوراقه واسيل تراقبه ثم توقفت فجأه وقالت انها تريد العودة للمنزل اومأ لها احمد وقال : انا كنت هروح لوالدتك علشان هقولها علي حاجه استني بس نص ساعه ونروح سوا
تذكرت اسيل موقف الصبح فتلعثمت وهي تقول : لا لا ااااصل انا كنت هروح اشتري حاجات الاول قبل ما اروح ف انا همشي دلوقتي واخذت حقيبتها ورحلت قبل ان يتحدث
ثم زفر احمد فهو لا يعلم لماذا تتصرف معه هكذا .
اتصل علي باسل وطلب منه الحضور لمكتبه
دخل باسل وهو يقول : ها ايه الاخبار
احمد : المحامي طالبنا انا وانت ومهند نكون موجودين مع زوجة عمي وبناتها في قراية الوصية
باسل متعجبا : انا خلاص اكتفيت مفاجأت
احمد : اكيد في حاجه كان حابب يقولها ومحتاج يوصينا علي بناته مش اكتر المهم الميعاد بكره الساعه اربعه عرف مهند وانا هقوم انا رايح لبيت عمي اقولهم
باسل : طيب انا هروح انا وخلاص متتعبش نفسك
احمد رافعا حاجبه: تمام يا باسل روح انت انا عندي شغل كتير لسه مخلصتوش
خرج باسل وركب سيارته واتجه الي صيدلية نيره حيث تعمل وكالعادة لا تنتبه لوجوده بداخل المعمل . ثم اخيرا انتبهت له وقالت له : ياتري ايه سر زيارتك السعيدة دي مرتين في يوم واحد اشوفك فيهم
باسل بعبث : انا اصلا اللي غلطان اني فكرت اجي واوصلك ف طريقي وانا رايح لوالدتك
نيرة متعجبة : في ايه تاني
باسل بهدوء : مافيش ياستي كل الموضوع ان بكره رايحين للمحامي وطلب نكون موجودين مع مامتك بس
اومات نيره ثم اكملت : انا بس ورايا حاجه صغيره بعملها وهخلص ممكن تروح انت عادي وانا اخلص وهمشي
رفض باسل وانتظرها وهي تعمل ووقف يراقبها كانت جميلة جدا ترتدي حجاب يزيدها جمال والوان ملابسها الذي اصبح يا اسود ياكحلي ولكنه يشعر بالسعاده لانها لم تعد ترتدي اللون الوردي اللي يجعله مثل المجانين انها هادئة عن نيره السابقه بل انها لم تعد تعانده ولا تجادله بها شئ تغير لمحة الحزن والانكسار لكنه وعد نفسه بانه سيقف خلفها مهما طال الزمن خرج من شروده علي صوتها وهي تخبره بانها مستعدة ليغادروا
ثم ذهب الي البيت معها لما يتحدثوا طول الطريق دخل معها واخبر السيدة منيره بموعد المحامي وانه سيمر عليهم غدا ليأخذهم ثم استاذن ....
منيره مازالت تفكر في الوصيه وما يداخلها وتدعوا الله بان يلهمها الصبر والقوة هي تعلم بان هناك شئ وراء تلك الوصيه
قاطعتها نوران مغادرة لعملها ...
ومر باقي اليوم لا جديد
واتي صباح جديد بأمل جديد واحداث جديدة تتمني منيره ان تكون لصالحهم ارتدوا ملابسهم واستعدوا مر باسل عليهم واخذهم وبالفعل كانوا عند المحامي في الميعاد المحدد يجلسون جميعا احمد لا يظهر عليه شيئا وباسل ايضا ولكن منيره تشعر بأن ما ستسمعه لن يعجبها ووجود بناتها واولاد عمهم يؤكد لها بان الموضوع يخصهم
دخل المحامي ورحب بهم ثم جلس وهم منتظرين ان يسمعوا ما سيقوله في وصية والدهم
بدأ المحامي في قراءة الوصية
بسم الله الرحمن الرحيم
بناتي حياتي منيرة زوجتي الحبيبة معني انكم يتقروا الوصية بتاعتي معناه اني مش موجود انا مش عاوز حد منكم يبكي عليا ولا تزعلوا انا متأكد انكم اقوي من كده والدتكم في ظهركم وانا فخور بيكم واكيد حاسس بيكوا انا طبعا كانت وصيتي اني لو كنت عايش وانتوا لسه بنات فمكنتش اتمني احسن من ولاد عمكم ازواج ليكم طبعا ده كان وقتها قراري انا وعز اننا نسيب لكم حريه الاختيار لكن عز طلب ان بناتي ميكنوش غير لولاد عمهم واناوافقت نظر احمد وباسل لبعضهم باستغراب ما هذا الكلام .انا كان طلبي ان الوصية متتفتحش الا ف وجود بناتي وولاد عمهم فلو كنت عايش فأكيد انا وعز هنكون اعدنا معاكم وقولنا قرارانا بانكم تكونوا لبعض لكن لو انتو بتقروها من قبل ما نبلغكم فانا اتمني انكم تقووا الصلة اللي فضلنا انا وعز نقوي فيها سنين طويلة ابونا ربانا علي الحب زي بالظبط ما انا ربيت بناتي واخويا ربي اولاده وطلعنا كيان واحد وشخص واحد انا كان نفسي افرح بيكم وانا عايش واطمن عليكم ومتتفرقوش ابدا لكن لو ربنا اراد يسترد امانته من قبل ماافرح بيكوا ف طلبي تفرحوني وانا مش معاكم توقف المحامي لحظه ليري الاجواء منيرة صامته ودموع عيناها تأبي النزول نيره لا تنظر لاحد فقط في الارض من الصدمة وباسل يراقب افعالها واسيل لا تختلف عنها كثيرا ونوران ايضا انا واثق ان قلوبكم هتختار بعضها طبعا انا متاكد من اللي كنت شايفه لكن انتو لكم حريه عز كان موصيني اقولكم ان باسل يتجوز نيرة ومهند هيتجوز نوران واحمد لاسيل وهو متأكد من حاجه انا مكنتش شايفها وكنت عارف ان مستحيل اوافقه علي الجنان ده لكنه فتح عيني لڜئ اتمني انتوا كمان تشوفوه وانا ف الاخير وافقت علي قرار عز لاني مش هلاقي لبناتي حد افضل من ولاد اخويا يخافوا عليهم
هتلاقي يامنيره جواب عاوزك تاخديه من المحامي وتقريه لوحدك وبعد ماتقريه انا واثق من تفكيرك اوي متزعليش مني يامنيره لو كنت عملت اي شئ يزعلك مني وادعيلي انتي وبناتك
انتهي المحامي وانتهت انفاس البنات نظر احمد للمحامي ثم نظر لاسيل الغارقة ف دموعها اما باسل فكان يتصرف تصرفات تزعج نيره تثير حنقها ولكنه لم يتخيل ابدا بأن تكون زوجته اما وضع نيره فهو الصمت والصدمه مما سمعته فباسل ابن عمها كان يتصرف معها تلك التصرفات فهو اكيد كان يعلم بأمر الوصيه والا ما الذي جعله يتصرف هكذا هي ابدا لن توافق علي هذا الكلام
اما مهند الذي اقلم حياته للخارج وكان سيعود ف يوم ما ليكمل حياته يتزوج من ابنة عمه الغريبه عنه لا يعرف عنها شئ انها حتي لا تتحدث معه عندما يصادف ويجتمعوا سويا نوران ابدا لن تتزوج بتلك الطريقه
انتهي المحامي من تكمله الوصيه وتقسيم التركة واعطاء الجواب لمنيرة
قاموا ليذهبوا . لم ينتظر مهند فذهب وتركهم اما احمد فظل ينظر لاسيل الصامته في حالة من اللاوعي
اما نيره كانت تلقي نظرات احتقارية نحو باسل لا يعرف ما سر هذا الكره الذي ظهر الي هذة الدرجة فجأه
اوصلهم احمد بدون اي كلام وتركهم وغادر
دخلوا المنزل . لما تتحدث منيره ولكن قاطعتها نيره بصراخ مستحيل دي تكون وصية بابا ليه يختار هو شريك حياتنا ومن مين باسل اللي طول عمري بشتكيله منه ومش برتاح في مكان وهو موجود ولا احمد اللي هيتجوز من اسيل وهي اصلا كانت قصاد عينه ومفكرش فيها ولا مهند اللي جه من بره ومش ناوي يستقر وهياخد اختي ويسافر
منيرة بنبره هادئة : نيره اهدي احنا بنفكر لسه يا حبيبتي . لا ياماما الموضوع مش محتاج هدوء انا مش قادره اهدي انا مستحيل اتجوز باسل . ثم وجهت كلامها لاسيل : انتي ساكته ليه يا اسيل
اسيل بهدوء يسبق العاصفة : انتي عارفه يا ماما ان احمد ده اخر شخص افكر فيه يكون زوج ليا وخصوصا بعد ما خطب بنت خالته وسابها وانا كنت قصاده فاللي هيحصل لو وافق انه اكيد بينفذ وصية مش اكتر ده غير انه مش هو الشخص اللي عاوزاه وانا مش ممكن افكر فيه
نوران ببكاء : مهند ده انا لا عمري اتعاملت معاه ولما كنت بتعامل كنا اطفال ازاي بابا يعمل كده ازاي بأي منطق بس
اسيل : هو انتي ممكن توافقي ياماما
منيرة مقاطعه لهم : انا داخله اوضتي
وتركتهم ودخلت واغلقت الباب وثلاث ازواج من العيون الضائعه تنظر عليها ######
دخلوا الفتيات غرفة اسيل وجلسوا ثم تحدثت اسيل : يابنات احنا مش هنقبل بالوضع ده مستحيل يحصل احنا مش هنتجوز غصب عننا
اما عند.منيرة فعندما اغلق باب حجرتها عليها جلست علي فراشها وهي تقرأ الجواب
منيرة حبيبتي انا عارف ان الجواب ده ف ايدك يبقا انا اخدت قرار جواز بناتي من قبل ماارجعلك عارف اني في نظرك ممكن اكون اخطأت عارف انه قرار صعب عليكي وعلي البنات اوي واكيد بتقولي انو مش منطقي اني اجبر بناتي التلاته واحدد لهم الاشخاص اللي هيكملوا معاهم باقي عمرهم انا متاكد من اختياري واللي يأكدلك اني مقولتش احمد يتجوز نيره مع انه الانسب ليها لكن باسل طول عمره بيحب نيرة واحمد كان محتاج الطريق الصح اللي يكمله هو كان ناسي نفسه فاكر انه اختار بنت خالته عن حب لكن لو كان بيحبها بجد ولا مليون طريقه كانت تبعده عنها اسيل اللي طول عمرها عايشة علي حبها الطفولي ولسه منستهوش لازم كنت اقول كده علشان تفوق يا احمد ياخد خطوة دلوقتي قبل فوات الاوان يا اما اسيل تفوق وتنسي وتعيش حياتها و مهند جه الوقت اللي يستقر فيه بقا في بلده وسط اخواته ده الحل الوحيد وصدقيني انا مأجبرتهومش انا بس فتحت الباب ولو الموضوع مش صح عمري ما هتعس بناتي مستحيل طبعا ثقي ف كلامي يا منيره هما لو مش حابين الموضوع عمرهم ماهيكملوا وخصوصا ولاد عز بكره تشوفي اني كنت صح ومفيش قوه علي الارض حتي لو انا او ابوهم هتجبرهم يضحوا بسعادتهم انا واثق اني لو كلامي ده طلع صح وفي كشاعر لطن لسه مظهروهاش هيجولك يطلبوهم منك لكن لو رفضوا يبقا انسي واعتبريني اني غلطت
بس انا بأكدلك سعادة بناتك مع ولاد عمهم الموضوع يبان ولا قصص الخيال غريب لكن لو تعمقتي فيه هتلاقي ان انا صح
انتهت منيره من قراءة الخطاب وسمحت لدموعها بالنزول وبكت بصوت من كم الضغوطات اللي تواجهها ذهبت القوة و اصبحت خائفه من الايام القادمة يبدو انها ستكون صعبه حقا
######### يتبع

نبضات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن