الفصل الثاني عشر

7.1K 169 2
                                    

في منطقة مهجورة لا يوجد بها سوا بنايه واحدة فقط توقفت سيارة سوداء ثم القت عاصم ارضا ورحلت دخل عاصم البناية يلتفت يمينا ويسارا خائف من ذلك المكان المظلم حتي دخل الي مكان واسع بالداخل ولكنه وقف وتسمر في مكانه ... وجد امامه كلب كبير مخيف اسود مع الظلام الحالك فزاده رعبا كاد الكلب ان يهجم عليه ولكن نداء احمد له من بعيد اوقفه
احمد بصوت عالي لا يسمع حولة غير صدي الصوت : روكسي اقف
انصت له الكلب وجلس علي الارض وتقدم احمد بخطوات بطيئة جدا نحو عاصم وهو ينظر له نظرات لا تنم علي خير ابدا
عاصم : انت مين وانا بعمل هنا ايه
قاطعه احمد وهو يقول له انت هنا علشان ناخد حقنا منك
عاصم : انتم مين وحق ايه انا معملتش  حاجه
تحدث باسل بالخلف :لا عملت انك اتجرأت ورفعت عينك علي بنات الشرقي لا وكمان وقفت تتغزل فيهم
عاصم وقد فهم ان الموضوع له علاقه ببنات الكافيه : انا بس كنت حابب اتعرف مش اكتر
قاطعه احمد بركله في قدمه اعجزته ووقع علي الارض
صرخ عاصم وهو يعتزر عن ما فعله
باسل: انا هسيبك لكن من بكره تكون حاجز تزكره عودة لبلدك ومش عاوز اشوف وشك مره تانيه انت فاهم
عاصم وهو يومئ بسرعه ويقول : حاضر حاضر ثم تركه باسل وقام عاصم وهو يجري بسرعه ولكن باسل لا يكتفي فترك روكسي يجري خلفه وعاصم يجري ويصرخ ويهرب منه واحمد وباسل واقفين خلفه بكل ثقة وقوه من هذا الجبان الذي يجرؤ انا يقترب من بنات عمهم ....
انتهوا وغادروا البنايه وعادوا لمنزلهم وانتهي اليوم ولا جديد
###### مر اليوم التالي بلا اي جديد احمد وباسل يعملون بالمجموعه واسيل تابعت حياتها ونيرة في عملها ومر اليوم منتظرين غدا يوم المحاكمة علي من سلب منهم سعادتهم
################
يوم المحاكمة .......

لتخلق حياه زاهرة عليك انا تبدل الاجل . هكذا كانت كلمات والدي الاخيرة وضعتها امامي واتخذتها آية امامي اسير عليها وها انا اعيش وامي واخواتي نحاول انا نصنع سعادة جديده ونبني عالمنا الجديد ونقدم به شريعة الحب ونتخذ القلب قوة
استيقظت منيرة من نومها وفضلت بأن تستيقظ باكرا قبل البنات حتي لا يشعروا بشئ . قامت واخذت حمامها وتوضأت وصلت ودعت ربها ثم ارتدت ملابسها وخرجت من حجرتها فتوقفت عند رؤيتها لبناتها الثلاثة منتظرينها خارج الغرفة ومن الواضح انهم مستعدات للخروج
منيرة: واقفين كده ليه ولابسين خروج ليه
نيره: جايين معاكي ياماما احنا من حقنا نشهد علي قتل القاتل اللي وجع قلبنا وكمان علشان نحضر مرافعة باسل .. ثم توقفت وانقظتها اسيل: معاها حق ياماما احنا لازم نكون ف اليوم ده جمب بعض ونفرح بأن العدل اتحقق وكل قاتل اخد جزاؤه
نوران: احنا مش اتفقنا ياماما اننا مع بعض علي الحلوة والمرة لازم نكون كلنا ايد واحده
منيره وهي تتقدم منهم وتحتضنهم وتقول انا بجد فخورة بيكم اوي انكم بناتي
كان احمد منتظر اسفل البنايه فوجد منيره تخرج من باب البناية وخلفها بناتها ابتسم لانه كان متأكد من حضورهم فهم بنات عمه فاضل الذي زرع فيهم القوة تقدموا منه ورحبوا به وهو يقول : كنت متأكد ان ده اللي هيحصل ومش حضرتك لوحدك اللي هتيجي ونظر بعينيه نظره سريعة نحو اسيل ثم تقدم ودخل السياره . جلست منيرة بجانبه والبنات بالخلف
وصل احمد الي المحكمة ووقف كل منهم منتظرين موعد رفع الدعوه منيرة واقفه تتحدث مع احمد وجاءت هويدا ومهند ايضا ورحبوا بهم اخبرتهم منيره بأنه لم يكن هناك داعي للمجئ وكانت جلست بجانب عز افضل ولكن هويدا اخبرتها انها الان مكان عز وانه لم يكن ليتركها ابتسمت منيره علي طيبة هذه السيده ودعت الله ان يتم شفاء عز
تقدم مهند من نيرة ورحب بها وباسيل ونوران ثم قال : مجاتش فرصه اتعرف علي بنات عمي كويس بس الحقيقه مكنتش اعرف ان الكمال بيمثلكم اوي كده ونظر لنوران التي اخفضت بصرها من الخجل ثم ضحكت اسيل وقالت : ليك حق متكونش عارفنا انت اصلا سافرت واحنا كنا لسه صغيرين يعني حتي لو شوفنا بعض ف بعد ما كبرنا ملامحنا وكل حالنا اتغير
مهند مازحا : انتي متغيرتيش خالص ياسيل زي مانتي بس علي انسه كبيره لكن نوران ثم نظر لها نظره تفصيليه جريئة اعتقد انها اتغيرت تماما مكانتش كده وهي صغيره
نوران بغيظ : ليه بقا كنت عاملة ازاي
مهند ببراءة مصطنعه: يعني كنتي بريئه عن كده وطفله لكن دلوقتي مبقتيش طفله خالص
كان احمد يتحدث مع السيدة منيرة ولكنه انتبه لوقوف مهند مع البنات ورأي ضحكات اسيل لم يشعر الا وهو يتقدم منهم : مش تضحكوني معاكم ونظره مثبت علي اسيل
مهند: ابدا كنت بقول لاسيل انها لسه زي ما هي متغيرتش من طفله لانسه كبيره
احمد : ونظره عليها من اعلي حجابها يشملها بنظرات تثيير بداخلها مشاعر واحاسيس تحاول ان تتناسها انه جرئ جدا ظل ينظر لها ولا يتحدث ولا يظهر عليه شئ فقط ينظر ثم اخيرا تحدث : فعلا متغيرتش لكن اختلف معاك هي لسه طفلة بردو
اسيل وهي تجز علي اسنانها من هذا البرود الذي لا يحتمل : انا مش طفله انا الحمد لله بدرس وبشتغل بنفس الوقت ولما اتخرج هدير المصنع ده بدون اي مساعدة تفتكر في طفلة تقدر تعمل كده
احمد وهو مأخوذ بجمال عيناها وثقتها التي اعجبته وبشدة انها فتاه جديده عليه وليست اسيل التي تربت علي يديه انها اخري ولكن اخري اجمل واروع واقوي
قاطع عليهم النظرات ظهور باسل الذي لم يتفاجئ من تواجد بنات عمه فهو يعلم ان عمه لم ينسي زرع القوة بهم . رحب بزوجة عمه وببنات عمه ووقف معهم
كانت نيره تتحدث في الهاتف مع العاملة لديها ف الصيدلية وعندما استدارت وجدته واقف يتحدث مع احمد كان منظره رائع في زي المحاماه له هيبه انها اول مره تراه بزي المحاماة الان صدقت ماتسمعه عنه ان الكبير قبل الصغير يخاف منه كانت تنظر له ولم تنتبه الي نظراته اتجاها وهو يبتسم بجانب فمه ويرفع حاجبه حركته التي تجعل قلبها يخفق لاتعرف لماذا اقترب منها وهمس حتي لا يسمعه احد : واضح كده اني مظهري عاجبك بس معاكي حق مش عاوز اقولك كمية البنات اللي ادوني كروت بارقامهم الشخصيه اد ايه
نظرت له نيره بغيظ لا تعرف سببه : اكيد لازم تقبل كروتهم طبعا مش بنات هو انت تقدر ترفض مصلحه حلوة زي دي بنات وشغل
باسل مبتسم وهو يخرج من جيبه كروت كثير ويمررهم امام نظرها ثم يلقي بهم في سلة القمامة بجانبه : ها كده حلو ايه رايك بقا انا ولا واحده منهم تهمني علي فكرة .
نيره وقلبها يكاد يخرج من جسدها لا تعرف ما هذا الشعور لماذا يتحدث معها بهذه الطريقه ولكنها انتبهت لوالدتها وقالت متلعثة : اااانننا هررروح اقف مع ماما ثم تركته وغادرت
وهو يقف مبتسما ولكنه لم يمر ثواني حتي رسم علي وجهه الجدية من جديد
جاء موعد المحاكمة دخل باسل وجلس احمد بجانبه ثم جلسوا بجانبه الباقيين مستعدين لدخول القاضي.
دخل القاضي ووقفوا له ثم امر بجلوسهم وبدأت المحكمه جاء وقت مرافعة باسل
وقف بكل ثقة وقوة امام القاضي وظل يتحدث ويتحدث بكل هيبة ووقار ويترافع ونيرة تنظر له مأخوذه عن العالم تمام اهذا باسل الذي لم يكف عن غيظها  لاتصدق لهم حق كل الفتيات التي تجري خلفه ولكن هل له حبيبه يرفض كل هؤلاء البنات لاجلها لقد نفضت افكارها وايضا كانت مرافعته قد انتهت
انتبهوا بعدها لنطق بالحكم لقد حكم القاضي علي المتهم بالاعدام للقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد لقد كان هذا ما يستحقه تماما ذالك المجرم كان بكاء منيرة وبناتها يقطع القلوب كانت هويدا تحتضنها ومنظر منيره وهي تاخذهم بحضنها . لقد وقف احمد ينظر لاسيل وبداخله رغبة كبيره بالذهاب اليها وطمأنتها لما يشعر نحوها بانها المسؤلة منه ولا احد اخر له الحق بذلك لكن ما يصبره
ان دموعهم دموع فرحة من اجل القصاص لقاتل والدهم ودموع اشتياق له انتهوا وخرجوا من المحكمه قابلهم كريم ووقف معه احمد وباسل كل شئ  زي مانتوا كنتوا عاوزين الموضوع كده ماشي زي ما احنا رتبناله النائب العام معتقد انكم صدقتوا اللعبه
تحدث احمد بنبره مخيفه: كان لازم الاجراءات تمشي علي الوضع ده علشان نظهر له اننا صدقنا انه القاتل علشان ينتقم وكان لازم الاعدام يتحقق علشان زوجه عمي وبناتها يرتاحوا واحنا معاك لو في جديد عرفنا اول بأول .ثم تركوه وغادروا
اقترب باسل من نيره : تعالي معايا يلا اوصلك في طريقي للصيدليه
احمد اخذ منيرة واسيل ونوران ليوصلهم ومهند اخذ والدته واعادها للبيت
في الطريق اوقف باسل سيارته علي جانب الطريق كانت نيرة شارده ولكنها انتبهت لتوقف السيارة : احنا وقفنا ليه هنا ده مش طريق الصيدليه
قاطها باسل ونظر للبحر امامه فكان  المكان هادئ يوجد به القليل من الناس ثم قال : انا بحب المكان ده جدا لما بزعل او بضايق باجي هنا مجرد ما بشوف البحر بنسي كل همومي
نيرة بهدوء : وانت زعلان من ايه دلوقتي
باسل : مش انا اللي زعلان انتي
نيره : وانت عرفت منين اني زعلانه
باسل وهو يتعمق في عيناها : الحزن في عنيكي والدموع دي تأكدلي اني صح
اخفضت نيرة عيناها مد باسل يده الي ذقنها رافعا رأسها ببطئ وقال : بصيلي يانيره
رفعت نيرة عيناها وليتها لم ترفعها جمال عيناها  جعل قلبه يدق ولأول مره بتلك الشده ماذا اصابه انه لا يستطيع ان يتمالك نفسه ظل ينظر اليها والي عيناها خجلت نيرة واحمر وجهها ثم طلبت منه العودة لقد تأخرت . استجاب لها فورا واعادها الي عملها ثم انطلق الي الشركه .
وصل احمد الي بيت عمه وانزل نوران والسيده منيرة وطلب من اسيل البقاء لايصالها ولكنها اخبرته بانها لن تأتي وستتفرغ للمذاكرة ولكنه امرها بالجلوس لكي يوصلها هناك الكثير من العمل لا ينتهي. فأومأت ممتعضدة.
ودعتهم منيره ونوران..
نزلت اسيل وجلست بجانبه وانطلق بسيارته وفي الطريق اخبرها احمد بانه اخذ اوراق عملها الي مكتبه ومن اليوم كل اعمالها ستتم عن طريقه نظرت له وهي مندهشه مما فعله : مين قال انك تعمل كده
احمد ببرود: انا قولت كده وحصل ومفيش نقاش
اسيل بغيظ :  لكن انا مش موافقه وباسل وافق
الي هنا وكفي اوقف احمد السياره فجأه وهو يتحدث : يعني ايه باسل وافق انتي نفس تخصصي وكمان هو انا مش ابن عمك زيه ومسؤل عليكي
اسيل : كنت لازم ترجعلي ف قرار زي ده
احمد بصوت عالي : خلاص انتهي الكلام ف الموضوع ده هتيجي وشغلك هيكون معايا انا بس واي حاجه تخص الشغل هتعرفيني انا بيها فاهمه
اومأت اسيل بخوف من طريقة غضبه
احمد :شاطره وكاد يبتسم لكنه توقف عندما رفع عينيه الي حجابها
لمح خصله شعرها البنيه الحريريه المتمرده التي رأها من قبل قد تمرددت ثانية وخرجت من تحت حجابها ظل صامت ينظر لها فقط كانت اسيل لا تشعر بقلبها من كثرة دقاته بسبب طريقه نظراته لها وقربه منها  احمر وجهها خجلا اصبح مثلا حبة الفراوله
انتبه لها ثم حرك رأسه بدون كلام نحو حجابها وضعت يدها الي حجابها وهي تتحسسه ولكنها لا تفهم شئ ومازالت نظراته عليها ثم تلقائيا اقتربت يده ولمست بشرتها وحركت الخصله داخل الحجاب اسيل لا تتحرك مصدومة وقلبها يكاد يصرخ انها تشك انه يسمعه الان اما حاله فلم يكن اسهل منها بل اصعب بمراحل لقد لمس بشرتها وخصلتها الناعمة حاله صعب ولا يعرف لماذا.. حراره حراره عاليه داخل السيارة  اصابته  في مقتل لم يشعر بهذا الشعور من قبل انه شئ لا يستطيع تفسيره ولكنه تنحنح وخرج صوته بصعوبه وقال بقوة زائفة بعد كده ابقي اربطي شعرك من تحت الحجاب علشان ميخرجش بالمنظر ده ثم ابعد نظراته عنها وانطلق بكل قوته وهو يدعو الله بان يمر الوقت سريعا في الوصول للمجموعة
اما هي فنظرت الي الزجاج علي الطريق وعقلها لا يتوقف لقد لمس شعرها وبشرتها
ظلت تدعو الله ان يقويها ويجعلها تنسي ولا يخفق قلبها بهذه الطريقه كلما اقترب منها تسأل الله الصبر
########## يتبع

نبضات قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن