نبضات قلب

الثالث والعشرون

كانت واقفه في معملها شارده تضع المعادلات الكيميائية مع بعضها لكي تخرج نوع جديد من دواء تصنعه بنفسها وهي تتنهد تفكر وتفكر به هو وفقط هو من يشغل بالها وتدور حوله كل الافكار  لم تراه منذ شهر تقريبا يتحجج بعمله حتي لا يراها
دخل الي المعمل وجدها واقفه تعمل ابتسم ابتسامه سخريه كانت نيرة تعمل ولا تشعر بوجوده ولكنها استنشقت رائحة عطره فأغمضت عيناها وهي تتمني رؤيته لم تكمل التمني الا ووجددته ينادي عليها باسمها
تفاجأت به لقد خرج من افكارها متمثل امامها
نيرة بدهشة: باسل انت بتعمل ايه هنا
باسل : جاي اتكلم معاكي بما انك بتهربي مني
نيرة بتلعثم . انا مش بهرب ولا حاجه انا بس مشغوله وكادت ان تخرج
وما ان استدارت حتي تعالي صوته الامر هاتفا
استني عندك
ليقطع المسافة التي تفصلهما في خطوتين واسعتين وهو يقف خلفها تماما ويميل عليها متابعا بلهجة لا تقبل النقاش : ارجعي مكانك وخلينا نقعد ونتفاهم زي الناس المتحضرين ماذا وإلا اقسم بالله لا تشوفي مني وش عمرك ما كنت تتوقعيه ابدا
فتحت عيناها واستدارت مندفعه بغية اطلاق كلماتها النابية في وجهه ناسيه انه خلفها تماما لترتطم بصدره فتطلق شهقة صغيرة دهشة وما ان ابصرت عيناه حتي تحولت لشهقة غضب فيما سارع هو للامساك بمرفقيها بتلقائية بينما غابات الزيتون تحدق في العسل المنصهر داخل عيناه بغيظ وغضب جعل زمرد عيناها تشعان كحجر نفيس لقد ضاعت الكلمات منه ونسي ما جاء لاجله وما كان علي وشك قوله
بينما تتكسر الحروف علي طرف شفتيها وهي تري نظرة عيناه التي تكاد تبتلعها . لتزدرد ريقها بصعوبة وتحاول الافلات منه وهي تتلعثم قائلة بحدة مبتورة
اب.... ابعد عني !!
تلفظ باسل بكلمة واحدة خرجت حادة كحد السيف
مستحيل !!
ابتلعت نيرة ريقها بصعوبة وهي تطالعه بذهول بينما قلبها يرجف بين جنبات ضلوعها من نظرة العزم والتصميم التي تراها في عينيه وكأنه يخبرها بدون كلمات انه لن يقبل سوي ما يريده .. وما يريده هي

اخفضت نيرة بصرها وهي لاتستطيع الان ان  تواجه نظراته الجريئة المثبته عليها وحاولت ان تتحدث ولكن الكلام لا يخرج منها ولكنها تحدثت اخيرا بقوة مصطنعة
طيب ممكن تبعد عني شويه المنظر مش لطيف ولو حد دخل هيفهم غلط
لم يسمع باسل ماتقوله فقط ينظر في عيناها
ثم قضي علي اخر خطوة تفصل بينهم واقترب وهو ينظر في عيناها اما هي فحالها ليس بالهين لقد ازداد تنفسها من اقترابه ومن رائحة عطرة المثيره ولكن باسل تحدث بقوة مصطنعه فهو الاخر حاله لا يختلف عنها من شدة قربه منها
ماتهربيش بعنيكي ... بصي لي
رفعت عيناها تلقائيا لتطالعه فأردف وقبضته تشتد بدون ارادة منه بينما نغمات صوته وكانها تعويذة سحرية القيت عليها لتمتص  غضبها قوليلي انك مش حاسه باللي بيجري بينا بجد انتي عارفة زي ما انا عارف ومتأكد اني بالنسبة لك مش مجرد عريس وابن عمك وبس زي ما انت كمان بالنسبة لي مش عروسه مناسبة وبنت عمي وخلاص
انا كنت رافض مبدأ الجواز من اساسه وكنت بكتفي بعلاقات عابرة مجرد لعب وتسليه تغيرت نظره نيره لنظره نارية ولكنها هدأت بعدما سمعته يكمل
نيرة انا اللي بحسه معاكي معنديش اي استعداد اني اخسره علشان شوية مخاوف عندك او شعورك اني بشفق عليكي
نيره خلينا ندي لبعض فرصه انا مش عاوز اتجوزك علشان خاطر وصيه لا انا مكنتش هوافق لو هي كده انا اختارتك بأرادتي الوصيه دي مجرد  شئ فتح عيني وفتحت ثم سكت قليلا و تغيرت وتيرة صوته وهو يقول وفتحت قلبي