00:00

4.4K 229 64
                                    


فتحتُ عينيّ ببطء، لتسرِي في جسدي موجةٌ من الألمِ اللاذِع. أُحاول بيأسٍ أن أمدّ يدي لأتحسّس مكان الألم في رأسي لكن بلا فائدة، فشيءٌ ما يُقيّد حركتي.
و ما إنْ فتحتُ عينيّ بشكلٍ كامل، حتى استقبلني ظلامٌ حالك لا يُرى منه/فيه شيء.

حاولتُ الحراكَ مرّةً أخرى، شيءٌ معدنيٌّ يخدشُ يداي و قدماي كلّما حاولت. ما إن اعتادت عينايَ على الحُلكة حولي، حتى لمحتُ أصفادًا و سلاسلَ تكبُّل أطرافي. مُعلّقٌ على حائطٍ بارد. حيثُ تُحيط عُنقي سلسلةٌ معدنيةٌ أخرى، لتُحكمَ تقييدي، و تسلبَ منّي أي أملٍ في التحرّر.

جُلتُ بنظري في المكانِ الغريبِ حولي، لكن لم أستطع رؤيةَ الكثير، فالظلامُ فرضَ سيادتهُ على كلّ شيء، و ها هو يُجبرني على الخضوعِ له.

أسندتُ رأسي إلى الحائطِ خلفي، مُتجاهلًا برودةَ المكانِ التي أخدت تُجمّدُ أطرافي -لدرجةِ أنني بدأتُ أفقد الإحساسَ بها-، و مُتناسيًا رائحةَ المكانِ التي تبدو كأنها رائحةُ الموت، و تنهّدت.

خرجتْ أنفاسي كأنها كُتلٌ ثلجية، و أحسستُ برغبةٍ عارمةٍ في البكاء، علّ بعض الدموعِ تبثّ الدفءَ فيّ.

تضاربتْ الأفكارُ داخل عقلي كأنها في حربٍ، و تداخلتْ المشاعرُ في قلبي كدوامةٍ في مُحيط.

أين أنا، ماذا حدث، ماذا عن والديّ، هل هما بخير..... و الكثيرُ من علاماتِ السؤال.

هل أشعرُ بالخوف؟ أم يجبُ عليّ الشعورُ بالتعب، الضعف، عدم الأمان أم اليأس؟ هل أشعرُ بالحنين، أم أبكي و أنتحب؟

هززتُ رأسي عدةَ مراتٍ، مُحاولًا قطعَ حبل أفكاري اللامتناهي، و وجدتُ أن أفضلَ شيء قد أفعلهُ الإن هو محاولة النوم، فربما لن تُتاح لي فرصة أخذِ قسطٍ من الراحةِ لاحقًا..

"لا تخفْ.." خاطبتُ نفسي.

"ستكونُ على ما يرام.. فقط ابقَ قويًا، سوكجين".

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن