إحساسٌ بماءٍ باردٍ قد تمّ سكبُه على وجهي، أفاقني من نومي غير الهانئ. فتحتُ عينيّ بسرعةٍ، أتأوّه بصوتٍ منخفض بسبب البرد الشديد الذي قد خدّر جسدي للتوّ.
حاولتُ الحِراك لكنّ السلاسلَ لا زالت تُقيّدني، و لا زلتُ معلّقًا في غرفةٍ ما على حائطٍ باردٍ قذر.تلفتُّ حولي، لأجدَ مصباحًا أصفر صغير مثبتًا في الجدارِ المُقابل، و ضوءُه الخافت قد نجحَ قليلًا في إنارةِ المكان.
ميّزتُ مما حولي طاولةً خشبيّة متوسطة الحجم، تُغطّيها ملاءةٌ بيضاء بالية، و قد أفسد بياضها لطخاتٍ حمراء باهتة. و يبدو أن هذه اللطخات قد لوّثت جدران الغرفة أيضًا.عدا تلك الطاولة المُريبة، فالغرفةُ كانت خالية بشكلٍ مُخيف. نظرتُ إلى أعلى، لأرى فتحةً متوسطةَ الحجم، و قد تدلّى منها دلوٌ استنتجتُ أنه الدّلو الذي قد سُكبَ الماء منه عليّ.
تفحصتٌ المكان مجددًا، لا نوافذ، لكن باستطاعتي رؤية باب حديديّ كبير في الجهةِ اليمنى من الجدار المُقابل.
حاولتُ مجددًا الخلاصَ من هذه السلاسل اللعينة، لكن كلما حاولتُ أكثر، تسبّب ذلك بخدوشٍ نازفةٍ على يديَّ و قدميَّ بشكل أكثر.تأوّهتُ من لسعة الألم، و أحسستُ بسائلٍ مالحٍ دافئ ينسابُ على وجنتيّ.
عضضتُ شفتي السفلى، مُحاولًا جمعَ شتاتِ نفسي، و توفير قوتي، لذا توقفتُ عن الحركة.تنهّدتُ، و حدّقتُ في الفراغ أمامي، مُستسلمًا، و مُنتظرًا ما سيحلّ بي.
_
"ماذا تفعل هنا أيها الأبله؟ أليس من المفترض أن تتحقّق ما إذا استيقظ ذلك الفتى أم لا؟!" صرخَ شابٌّ شعرهُ كلونِ البرتقال، و هو يدخلُ إلى غرفةٍ ما، و بيدهِ علبة كحول.
"لقد كنتُ على وشكِ فعل ذلك، لكن هذه اللعبة اللعينة لا تدعُ لي مجالًا لفعل شيء!" ردّ شابٌّ أصغرُ سنًّا، شعرهُ بلونِ الرماد، و هو يمسك بهاتفه بين يديه بلهفةٍ كأنّ حياته تعتمد عليه.
"هل تُحبّ أن تُعاقب؟ لمَ بحقّ الله تستمرّ في إهمالِ الأوامر بعد ما حدث، تايهيونغ!؟" ردّ البرتقالي، بنبرةٍ هادئة تبيّن عدم اكتراثهِ، بعد أن ابتلع آخر رشفةٍ من علبة الكحول ثمّ رمى بها في سلّة المهملات.
قفزَ الفتى المدعوّ تايهيونغ من مكانه، مُلقيًا بهاتفه إلى الأرض، ثمّ اندفعَ خارجًا من الغرفةِ بأقصى سرعة، تاركًا خلفه الفتى الآخر يبتسمُ بسُخرية.
_
قطعَ سكونُ الردهةِ صوتُ الأقفال و هي تٌفتح، ليتبعها صوتُ صرير الباب الحديديّ الكبير. دخل تايهيونغ على مهلٍ، و صوتُ خطواتهِ يرنّ في أرجاء الغرفةِ الخالية.
توقفَ تايهيونغ أمام جسدٍ معلقٍ على الجدار، ليجدَ فتى يبدو أنه يصغرهُ سنًا، شعرهُ أشقر، و ملابسهُ تدلّ أنه من عائلةٍ ميسورةِ الحال.
ابتسمَ بخُبثٍ، و لمسَ بيدهِ ذقنَ الفتى، ثمّ رفعَ رأسهُ قليلًا ليُحاذي نظراتِه.
"صباحُ الخير.. يا صغيري".
أنت تقرأ
ظَلامْ
Fanfiction[مُكتملة]. سوكجين يستيقظُ فجأةً ليجدَ نفسه سجينًا في غرفةٍ مظلمة. "م-م.. من.. أ-أنت؟!" "أنا كابوسكَ الجديد، أيها الوَسيم" ⚠️ تحذير: المُحتوى قد لا يُناسب البعض، لاحتوائهِ على مشاهد عنيفة. #1 in horror: 090518