غرفةٌ واسعةٌ، تحتوي مكتبًا كبيرًا و عددًا من الكراسيّ المصفوفة على يمينِ و شمالِ طاولةٍ صغيرة موضوعةٍ في منتصفِ الغرفة. خزانةٌ معلّقةٌ على إحدى الجدران مليئةٌ بالملفّاتِ و الأوراق، و الكثير من علبِ الكحول المتراميةِ هنا و هناك، كانَ ما استقبلَ سوكجين حينَ خطا داخلَ الغرفةِ التي تحمل لافتةً مكتوبًا عليها رقم تسعة، مع نامجون و جونغوك.
كان جين يشعرُ بالارتباك، و ربما بالقليلِ من الخوف أيضًا. رؤيةِ والدهِ بعد كلّ ما حدث لم يكن شيئًا يرغبُ بفعله. لكن و تحتَ الظروفِ التي يمرّ بها حاليًا، هو مُجبَرٌ على مجاراةِ الأمور، والتظاهر أنّه قد اشتاقَ لوالدهِ و أنّه سعيدٌ برؤيته، رغم أنّ الحقيقة هي عكسُ ذلك.
لم يكن هناكَ أحدٌ في الغرفة، و أشارَ نامجون للفتيانِ الأصغرِ منه بالجلوس و انتظارِ كيم تشا مين إلى أن يأتي، فهو في مكتبِ القائد حاليًا. جلسَ جونغوك بجانبِ جين، بينما خرجَ نامجون ليرى أينَ ذهبَ هوسوك. نظرَ جونغوك إلى جين الذي كان يبدو شاحبَ اللون، ثمّ قال له هامسًا،
"ما هي خطّتك الآن؟" كان الارتباكُ واضحًا في صوتِ جونغوك، لكنّ ملامحَ وجههِ كانت جامدة.
تنهّد جين ثمّ أمسكَ رأسه بينَ يديه، "أنا لا أعلم تمامًا، لكن يجبُ علينا التظاهر أنّنا بجانبهم، ثمّ سنرى ماذا سنفعل لاحقًا" و أومأ جونغوك برأسه.
عاد نامجون برفقةِ هوسوك ليجلسا مقابلَ الفتيانِ الأصغر سنًا، و ما هي إلّا دقائق حتى فُتحَ الباب ليُظهَرَ رجلًا في منتصفِ الثلاثيناتِ من العُمر، شعرُه الأسودُ منسدلٌ على عينيه، و ملابسهُ السوادء تُعطيه مظهرًا مُخيفًا، لكنّه كان يبتسم.
"سوكجين! ولدي!" قال الرجلُ بحماسٍ، مُتجهًا إلى جين الذي كان يرتعشُ و يُمسكُ بيدِ جونغوك. احتضنهُ الرجلُ بقوّة و هو يُردّد 'اشتقتُ لك يا صغيري' لكنّ سوكجين لم يُبادلهُ العناق.
"اوه لقد تغيرتْ ملامحكَ كثيرًا، أنتَ تبدو هزيلًا، لا شكّ أنّك سعيدٌ لإنّك قد تخلّصتَ من تلك العصابةِ أخيرًا" قال كيم تشا مين بعدَ أن أفلتَ العناق ثمّ حدّق بعينيْ جين. اكتفى الأخير بالصمت و النظرِ إلى الرجلِ أمامه، لم يشعُر جين بأي شيء، لم يشعُر بالحبّ ولا بالكُره، و إنّما شعرَ أنّ هذا الرجلَ غريبٌ عنه، غريبٌ جدًا.
"لمَ لا تتحدث؟ ألم تفتقدني؟ أم أنّك لست سعيدًا بقدومكَ إلى هُنا؟" أردفَ كيم تشا مين بنبرةٍ تحملُ القليلَ من الغضب.
"أنتَ عميلٌ في عصابة" قال جين أخيرًا بصوتٍ أقربَ للهمس، مُحدّقًا بعينيْ الرجلِ الذي يدّعي أنّه والدُه.
"إذن لقد عرفتَ أخيرًا. حسنًا أنا كذلك، لكن أنا حقًا عميلٌ جيد، لا أقتلُ إلاّ من يستحقّ القتل، أترى ذلك؟" قال تشا مين و هو يبتسمُ بخُبث. أخفضَ جين رأسهُ و لبثَ صامتًا، في تلك اللحظة كان يُريد أن ينفجرَ باكيًا. هذا الرجلُ كان أبعد ما يكون عن والدِه الذي اعتادَ أن يعرفهُ و يُحبّه. حتى أنّ ملامحهُ بدتْ غريبة، كأنّ شبحًا قد سكنَ جسدهُ و سيطرَ على روحِه. للحظةٍ، أرادَ جين أن يحتضنَ هذا الرجل و يُنادي على والدِه بكلّ ما أُوتي من قوّة لعلّه يخرجُ من جديد. لكنّه كان خائفًا، رغمَ أنّه أخبرَ نفسه ألّا يشعرَ بالخوفِ مرارًا و تكرارًا، إلّا أنّه الآن خائف.
أنت تقرأ
ظَلامْ
Fanfiction[مُكتملة]. سوكجين يستيقظُ فجأةً ليجدَ نفسه سجينًا في غرفةٍ مظلمة. "م-م.. من.. أ-أنت؟!" "أنا كابوسكَ الجديد، أيها الوَسيم" ⚠️ تحذير: المُحتوى قد لا يُناسب البعض، لاحتوائهِ على مشاهد عنيفة. #1 in horror: 090518