ظَلامْ

00:18

دخلَ جونغوك غرفةََ جين بسرعة، و قد أخذَ القلقُ منه كلّ مأخذ. بعد معرفتِه أنّ تايهيونغ قد عادَ مجددًا، فقد كانَ قلقًا من أن يكونَ قد فعلَ شيئًا لـجين.

فتحَ جونغوك البابَ الحديديّ و خطا داخلَ الغرفة، ليستقبلهُ ظلامٌ حالك لا يُرى منه شيء، ازدادَ القلقُ في نفسه و تلمّسَ طريقهُ نحو زرّ الضوء، و ما إن أضاءَ الغرفة حتى تنفّسَ الصعداء. كانَ جين نائًما على سريره بكلّ سلام.
مشى جونغوك ببطء لتجنّبِ إيقاظِ الفتى النائم، و جلسَ بجانبه، لكن لسوءِ الحظّ فقد أصدرَ الكرسيّ صوتًا أيقظَ جين من نومه. نظرَ جين حولهُ و وقعت عيناهُ على صديقِه الجالسِ بجانبه فابتسم، ثم اعتدلَ في جلسته و رتّبَ شعرهُ بأصابعه الطويلة.

"هل كانَ تايهيونغ هنا؟" بدأ جونغوك الكلام. أومأ جين برأسِه بينما يتثاءب. 
"هل فعلَ لكَ شيئًا؟" سألَ جونغوك مجددًا. لكن جين هزّ رأسه نافيًا، وتنهّد جونغكوك ارتياحًا.
"لقد انهارَ تايهيونغ أمامي. لقد كان ضعيفًا و كان يبكي بحرقة. و حدّثني عن ماضيه أيضًا. لقد كانت قصةً حزينة فعلًا".
تفاجأ جونغوك، حيثُ أنّه لم يرَ تايهيونغ من قبل في حالةٍ ضعيفة. 
"أتعلم، أنا أفكّر في أن نأخذَ تايهيونغ معنا عندما نهرب" قال جين. بينما جونغوك أطلقَ شهقةً غير مصدقٍ ما سمعه.
"هل جُننت؟ إنّه خطير! لقد آذاكَ كثيرًا! ماذا هل أصبحتَ طيبًا الآن؟!" 
"أنا أعلم كوكي. لكنّه بحاجةٍ للمساعدة. لو رأيتَ حالتهُ لفكّرتَ بالشيءِ نفسه" 
"وأيضًا.."

"لقد أخبرني أنّه وجدَ وجهَ ثعلبٍ محفورًا على عُنق والدته. أنتَ تعلم أنّ منظمةَ والدي تتخذُ الثعلبَ شعارًا لها" 
"إذن هل تقول أنّ-"
"أنا لستُ متأكدًا، لكنّني أعتقدُ أنّ تلك المنظمة هم من قتلوا والدةَ تايهيونغ، و أنّ تايهيونغ سيكونُ مستهدفًا إن علموا بأمرِه" كان جين يتحدّثُ بجديّة تامّة، بينما جونغوك كان يحاولُ استيعابَ كلّ هذه الأمور.

لاحظَ جين وجهَ جونغوك المحتار، فابتسمَ و ضربَ جبهتهُ بلطف "لا تقلق، سأتدبّرُ أنا الأمور. أولًا يجبُ عليّ لقاءُ ذلكَ الجاسوس و معرفةُ خطّته، ثمّ سأحاولُ سؤال تايهيونغ، ربما هو يعلمُ أن منظمة الثعالب هم المسؤولون عن موتِ والدته"

أومأ جونغوك برأسه، ثم نظر إلى جين مجددًا
"إذن، هل سيكفّ عن إيذاءك؟" قال جونغكوك ببطء.
هزّ جين كتفيه بلا مبالاة، ثم ابتسم
"لا أعلم".

_

"ادخُل" قال الطبيبُ بونغ، المسؤولُ عن معالجةِ جين، بعدما سمعَ صوتَ أحدٍ يطرقُ بابَ مكتبه. فُتحَ الباب ليُظهرَ شابًا تعلو وجههُ ابتسامة صغيرة، استطاعَ الطبيبُ تمييزهُ بسرعة.
"اه العميلُ نون، أهلًا بك" صافحَ الطبيبُ يدَ نامجون، ثمّ أشارَ لهُ بالجلوس. بعدما جلسَ نامجون، نظرَ للطبيبِ و لا زالَ وجههُ يحملُ الابتسامةَ ذاتها.