00:06

1.3K 122 61
                                    

"لتبدأ المُتعة الآن"

فتحَ سوكجين عينيْه باتّساع على إثر هذه الكلمات، مصدومًا. لم يكن يعلمُ ماذا قصدَ تايهيونغ بالـ"مُتعة" لكنّه كان خائفًا و جسدهُ يرتجف.

وقفَ تايهيونغ بجانب الطاولة الخشبيّة المُغطّاةِ، و أخذت أصابعه تتراقصُ على سطحها، تشدّ الغطاءَ بلُطف.

"هل تعلمُ ماذا يوجدُ تحتَ هذه الملاءة؟" سأل تايهيونغ و هو يبتسم، عيناهُ تُحدٍقان بما أمامه.

منظرُ سوكجين و هو شاحبٌ و يرتجفُ خوفًا كان مُمتعًا بالنسبةِ له.

بقيَ سوكجين صامتًا، هو لا يعلمُ حقًّا ماذا يوجدُ تحت الملاءة.. لكنّه و لسببٍ ما لا يُريد أن يعلم.

"لقد سألتُك سُؤالًا.. أجب" قال تايهيونغ بنبرةٍ عميقة و مُنخفضة.. ناظرًا مُباشرةً في عينيْ سوكجين.

شعرَ سوكجين برعشةٍ قويةٍ سرتْ في عمودِه الفقري، و ردّ بسرعة، مُتجنّبًا إغضابَ الفتى المُختلّ.

"ل.. ل.. لا أعلم" أجاب بصوتٍ مُهتزّ.

" اممم أرى ذلك.. لكنّك ستعلمُ الآن" ردّ تايهيونغ باستمتاع.

ما إن أزاحَ الملاءة.. حتى ابتسمَ ابتسامةً عريضةً.. و عيناهُ التمعتا من الحماسة.
لكن على الجهة الأُخرى..
ما إن رأى سوكجين ما تحتَ الملاءةِ.. حتى أحسّ بأنفاسِه تخنقُه.. و أرادَ أن يبكِي في تلكَ اللحظةِ حتى تجفَ عيناهُ من الدموع.

سكاكينٌ بجميعِ الأشكالِ و الأحجام،
شفراتٌ حادّة متفاوتة الطول،
أدواتٌ للصعقِ الكهربائيّ،
سلاسلُ حديديّة و أقفال،
عُصبةٌ للعينين،
كُراتٌ توضعُ في الفمّ لمنعِ الكلام،
و أسواطٌ.

بقيَ سوكجين مُحدّقًا في الأدواتِ بعينينِ مُتّسعتين. كان في حالةِ صدمة.

"إذن يا صغيري.. هل نبدأ الآن؟" قال تايهيونغ و هو يُمسك شفرةً حادّة مُتوسطة الطول. ثمَ بدأ بالاقتراب من سوكجين بخطواتٍ بطيئةٍ بشكلٍ مُستفزّ.. ولا زال يبتسمُ باستمتاع.

"م م.. ماذا ستفعل؟" قال سوكجين و هو على حافّة البُكاء. أخذ يُحاول الفِرار و الخلاص من قيودهِ، لكن دون جدوى.

مرّرَ تايهيونغ أصابعه على وجهِ سوكجين.. نزولًا لأكتافِه، يديهِ و خصره.

"اممم فقط سأستمتعُ قليلًا" قال تايهيونغ هامسًا في أُذن سوكجين. ثم و بشكلٍ مُفاجئٍ مرّرَ الشّفرةَ الحادّة على ذراعِ سوكجين، مُحدِثًا خطًا أحمرَ من كتفهِ إلى كفّه. صرخَ سوكجين من الألم الحادّ المُفاجئ، لكن تايهيونغ كان يبتسمُ.. مُستمتعًا بالمنظرِ أمامه.

أخذ سوكجين يبكي.. و هو يُحسّ بالدمِ الدافئ ينسابُ على ذراعهِ. حاولَ الحِراك مجددًا لكن تايهيونغ ثبّت جسدهُ بيدهِ الأخرى.

"ااااه توقّف.. أرجوك توقّف" صرخ سوكجين.

أبعدَ تايهيونغ الشفرةَ قليلًا..
لكنّه عادَ لغرسِها في نفسِ الذراعِ، لكن بشكلٍ أعمقَ هذه المرّة. صرخَ سوكجين مرّة أُخرى.. أحسّ و كأنّ ذراعهُ تشتعلُ من الألم.

فعلَ تايهيونغ نفسَ الحركةِ مرارًا.. مُحدثًا عدةَ جروحٍ -بعضها بليغٌ- على ذراعِ الفتى المسكين. و قد غطّى الدمُ الأحمرُ كاملَ ذراعه.

كانَ سوكجين يبكي بُحرقة. فالألمُ كان فظيعًا. و كان يحسّ بالضعفِ الشديد. للحظةٍ تمنّى لو أنّ الموتَ يخطفُ أنفاسه و يُنقذه من هذا العذاب. لكنّ حتى الموت.. كانَ بعيدًا عنه.

رجع تايهيونغ قليلًا للخلف.. مُعجَبًا باللوحةِ الفنيّة التي أحدثها على ذراعِ الفتى. و مُستمتعًا بصوتِ بكاءهِ و أنينِه.

"امم هل تتألّم؟" قال تايهيونغ و هو يُزيح خصلاتٍ مُبلّلة بالعرقِ البارد عن وجهِ سوكجين.

"أرجوك توقف.. أرجوك" قال سوكجين بصوتٍ ضعيف.. و زالت دُموعه تنهمرُ على وجنتيهِ اللتان احمرّتا و تبللتا بالدموع.

"لقد كانَ يتألّم هو أيضًا" قال تايهيونغ و الغضبُ يشتعلُ في عينيه.. مُمسكًا بشَعرِ سوكجين بقوّة. تعالى أنينُ سوكجين و بكاءه.. لم يعد قادرًا على تحمّل الألم أكثر.

"لكن والدَك الحقير..." لم يُكمِل تايهيونغ جملته، و أحكمَ قبضته على شعرِ الفتى و الغضبُ يملأه.

"إن كُنتَ ستلومُ أحدًا على وضعكَ هذا.. فَلُم والدَك" كان هذا آخر ما قاله تايهيونغ قبل أن يضربَ رأس سوكجين في الحائطِ خلفه، ثم يشقَ طريقه خارجَ الغرفة، مُطفئًا النورَ الخافت قبل أن يخرجَ.

تاركًا الظلامَ ليبتلعَ سوكجين.. مجددًا. بذراعه النازفة، و جسده المُبلّل بعرقٍ بارد، يشتعلُ ألمًا، و عينانِ حمراوانِ من كثرةِ البكاء.

لكن كلماتُ تايهيونغ الأخيرة بقيتْ تدورُ في عقلِ سوكجين..
"لمَ سألومُ والدي!؟"
"ماذا يعرفُ ذاك المختلّ عن والدي؟!".

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن