00:17

1K 90 34
                                    

"ألا يُمكنكَ أن تُسرِعَ قليلًا، سنتأخرُ إن بقيتَ تقودُ بهذا البُطء"
"إنها الثالثة مساءً، و يجبُ أن نصلَ إلى المقرّ في تمامِ الرابعة"
"الطريقُ لا زالَ طويلًا و أنتَ تقودُ ببطء"
"حتى أنّ الأمرَ لا يُزعجك، أنتَ حقًا-"

"اصمُت هون نا!" 

"اه أنتَ تُخيفني" قلتُ بطريقةٍ لطيفة، ناظرًا إلى صديقِي المقرّب الذي يقودُ السيارةَ بجانبي، لكنّهُ اكتفى بالنظرِ إلى الطريقِ أمامه و الاستمرارَ بالقيادةِ ببطء. إنّه يبدو كالأجدادِ حقًا.

نظرتُ إلى خارجِ النافذة، و أخذتُ أترنّمُ ببعضِ الألحان. كانَ الجوّ غائمًا، و مع أنّي لا أُحبّ هذا الجوّ، إلاّ أنّي ما زلتُ في مزاجٍ جيّد.
لكن، و عندما مَررنا بجسرِ المدينة، رأيتُ شابًّا يقفُ بوضعيّةٍ خطيرَة، و فكّرتُ أنّه ربما يُريد الانتحار.

"يونغي، توقف"

"ماذا؟"

"أيها الأحمق قلتُ توقف" أمسكتُ مقودَ السيارةِ و أجبرتُ يونغي على التوقّف غير مُبالٍ بالشتائِم التي انهالَت عليّ منه.
فتحتُ بابَ السيارةِ و ركضتُ بأقصى سرعةٍ باتجاهِ الجسر. و ما إن وصلتُ، حتى أمسكتُ الشابَ بسرعةٍ و رجعتُ للخلفِ مبتعدًا عن حافّةِ الجسر مما أدّى إلى وقوعِنا معًا للخلف. 
"اوه هل أنتَ بخير؟" سألتُ الشابَّ، و لاحظتُ علاماتِ الصدمةِ على وجهه.
"لمَ فعلتَ ذلك؟ كان يجبُ أن أموت" قال الشابّ بصوتٍ منخفض، و هو ينظرُ للأسفل.
فتحتُ فمي لأُجيبَه، لكنّ يونغي جاءَ يصرخُ و يلهثُ قبلَ أن أقولَ شيئًا.

"ماذا تفعلُ هنا أيها الأخرق؟ و من هذا الشابّ؟" قال يونغي بغضب.
"لقد كان يُحاول الانتحار و قد منعتُه" قلتُ بهدوء.
"لمَ منعته؟ هل تعرفه؟"
"لا أعرفه"
"إذن دعهُ يذهبُ للجحيم، هيّا بنا سنتأخّر" حاولَ يونغي سحبِي من ذراعي لكنّي رفضت. أُريد أن أعرفَ ما الخطبُ في هذا الشابّ. 

"هل لديكَ مكانٌ تذهبُ إليه؟" سألتُه بلطف.
هزّ رأسهُ كـ 'لا'، و حينها فكّرتُ أنّه بإمكانهِ المجيءُ معنا. بالنهاية منظمتنا بحاجةٍ إلى عملاءَ إضافيين، لكنّني لستُ متأكدًا من رأيِ يونغي، فإن رفض سينتهي الأمر، فهوَ الرئيسُ على أيّ حال.

"يونغي، هل-"
"لا" قاطعني يونغي قبلَ إتمامي للسؤال، و حقيقةً لقد شعرتُ بالحزن.
"أرجوك، نحنُ بالفعلِ بحاجةٍ لعملاء و-"
"قلتُ لا، هون نا. أنا حتى لا أعلمُ من أينَ جاء. لا يُمكنني الثقةُ به"
"إن كنتَ لا تُريد المجيء إذن سأذهب أنا، لا أستطيعُ التأخّر أكثر" قال يونغي و قد همّ للرحيل.
"أعتقدُ أنّي سأبقى مع هذا الفتى، أراكَ في المساء يونغي" 
"كما تريد" و بهذا فقد مشى يونغي مبتعدًا عنّا، و بقيتُ مع هذا الفتى الذي كان ينظرُ حوله كأنّه في عالمٍ غريب.

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن