00:11

1.3K 99 11
                                    

"لا بأس عزيزتي، ستكونين بخير".

"فقط نامي جيدًا ولا تفكّري بأي شيء"

"كلّ شيء سيكونُ على ما يُرام، حسنًا؟"

قال كيم تشا مين و هو يُساعد زوجته على الاستلقاءِ لأخذِ قيلولة. قبّلَ جبينَ زوجته، و مسحَ دمعةً نزلت من عينها.

"سأُعيدُ ابننا الوحيد، سأُنقِذه.. أنا أعدكِ".

قال تشا مين محاولًا تخفيف الألمِ في قلبِ زوجته، بينما يعضّ شفتهُ السفلى محاولًا منعَ دموعه من النزول. أومأتْ زوجته برأسها، ثم أغلقتْ عينيها تدريجيًا، علّ النومَ يُريحها قليلًا.

بعد أن تأكّد تشا مين من أنّ زوجته قد غطّت في النوم، قبّلَ جبينها مرة أخرى، ثم خرج بهدوء من الغرفة مغلقًا الباب وراءَه.

مؤخرًا، و بعد اختفاءِ سوكجين، أصبحت زوجته ضعيفةً و مريضةً، تقضي يومها في التحديقِ في باب المنزل، لعلّ طفلها الحبيب يدخلُ فجأة و يعودُ إلى حضنها. لكن و مع نهاية كلّ يوم، تعودُ إلى غرفتها خائبة الأمل، لتنامَ و الدموع تبلّل وجنتيها.

على الجهة الأخرى.. فقد كان تشا مين يحسّ كأنّ روحه تنتزعُ منه عندما يرى زوجته في هذه الحالة من الضعفِ و الحزن. كان دائمًا ما يحاول التخفيف عنها، لكنّه هو نفسه يشعرُ بالضعف أيضًا.

لطالما لامَ نفسه على اختفاء سوكجين، فلو أنّه أتمّ مهمته على أكملِ وجه في ذلك اليوم، لما حدث ما حدث، و لما عرفَت تلك المنظمة اللعينة هويّته، و لما خطفوا ابنه. لو أنّ الانتقامَ لم يعمي بصيرته لما تمكّن أحدٌ من معرفته.

لكن الآن ليس وقت الندم و الحزن بالنسبة له.. الآن هو وقتُ الانتقام.

_

دخلَ تشا مين غرفة المكتب الخاصة به، ثم جلس على كرسيّه الدوّار، و شغّل حاسوبه. بدأ بالعمل على بعض الملفات الخاصة التي كان رئيسه قد طلب منه إتمامها. لكن فجأة انبثقت نافذةٌ على شاشة حاسوبه، تعلنُ وصول رسالةٍ جديدة على بريده الإلكتروني.

فتحَ تشا مين الرسالة، ثم بدأت قبضتهُ تشتدّ على كوبِ القهوة الزجاجيّ الذي كان يمسكُه بيده. إلى أن تحطمَ الكوبُ في يده، و بدأ المشروبُ الداكنُ بالاختلاطِ بدماءهِ.

كان المُرسِل مجهولًا لم تظهر أي معلوماتٍ خاصة به. و الرسالةُ عبارة عن فيديو يُظهِر ابنه سوكجين، معصوبَ العينين، و مقيّدًا، و شخصًا آخرَ يرتدي قناعًا أسود، و يعذّب سوكجين بشكلٍ وحشيّ.

أخذتِ الدموع تنهمرُ من عينيّ تشا مين و هو يرى ابنه الوحيد يُعذّب بهذا الشكل. قلبُه يعتصرُ ألمًا داخل صدره. لكن، و بشكلٍ مفاجئ تكلّم الشخص المقنّع، و كلماته أشعلت الغضب و الحقد في كيانِ تشا مين أكثر.

"كيم تشا مين"
"أتمنّى أنّي قد قدمتُ لك عرضًا مُمتعًا"
"اعلم أنّ كلّ ما يحدثُ لابنكَ سببهُ أنت"
"إن كنتَ تُريدُ إنقاذه، فسلّم نفسكَ لنا، و سنعِدُكَ بإطلاقِ سراحِه"
"وإلّا فلنْ ينالَ موتًا رحيمًا"

"أيها الحقير" صرخ تشا مين، ضاربًا قبضته الدامية على الطاولةِ أمامه. أوقفَ تشا مين الفيديو على صورة الرجل ذو القناع. ثم أمسك هاتفه، و كتب رسالة نصيّة بسرعة، ثم أرسلها.

"لنرى من الذي لن ينالَ موتًا رحيمًا أيها الوضيع"

" سأجعلكَ تبكي دمًا على فعلتكَ هذه"

ردّد تشا مين بصوتٍ منخفض، محدّقًا بالرجلِ على شاشة حاسوبه. و قد تلطّخت طاولة مكتبه البيضاء بدمائه.

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن