00:23

822 87 44
                                    

"ادخُل."

قالَ مين يونغي وهو جالسٌ على كرسيّ مكتبه، حيثُ تكوّمت أمامهُ أوراقٌ و ملفّات. كان قد عاد صباحًا إلى مقرّ المنظمة، و هو مشغولٌ الآن بمشكلةٍ حدثت في إحدى الفروعِ التابعة لمنظمته. دخلَ السكرتيرُ جانغ بملامحَ تحملُ شيئًا من الخوف بينما يداهُ ترتعشان، همّ بقولِ شيءٍ لكن يونغي قاطعهُ.

"أحضِر تايهيونغ إليّ فورًا، هناكَ مهمّة في غايةِ الأهميّة يجبُ عليه القيام بها." ملامحُ يونغي الجامدة، و صوتُه الأجشّ أحدثتْ صعوبةً في التنفسِ عندَ السكرتير، فـتايهيونغ لم يعُد بعد من المشفى، و الرئيسُ لا زالَ لا يعلم عن الأمر.

"أ-أخشى أنّ هذا الأمرَ ص-صعبٌ سيدي.." أخفضَ السكرتيرُ رأسه، بينما أخذَ يُتمتمُ ببعضِ التعاويذِ لحمايتهِ من غضبِ الرئيس.

"ماذا تقصد؟" رفعَ مين يونغي نظرهُ أخيرًا لينظرَ للشابّ الشاحبِ أمامه. ابتلعَ السكرتيرُ ريقَه بصعوبة، ثمّ أخذَ نفسًا عميقًا.

"كيم تايهيونغ أخذَ السجينَ كيم سوكجين إلى المشفى مع عميلينِ إضافيين و برفقةِ الطبيب بونغ، و هو لم يعُد منذُ البارحة." قال السكرتيرُ كلماتهِ بسرعة.

"ما الذي تتحدثُ عنه أيها الأحمق؟" بدأ صوتُ يونغي يرتفعُ شيئًا فشيئًا. لبثَ السكرتير صامتًا، بينما استغرقَ يونغي بضع ثوانٍ لاستيعابِ ما قاله السكرتير للتوّ.

"تايهيونغ اللعين! إنّه لا يتعلّم أبدًا!" ضربَ يونغي قبضةَ يدهِ في الطاولةِ أمامه، مُحدِثًا صوتًا عاليًا. جفلَ السكرتيرُ من صراخِ الرئيس المُفاجئ و شعرَ بيديهِ تتعرّقان. لقد كان غبيًا عندما قبلَ أن يُصبح سكرتيرًا لـمين يونغي، لقد كان غبيًا جدًا.

"أينَ هو الآن؟" 

"ل-لا أعلم سيدي، لكن ب-بإمكاننا تتبّعُ ه-هاتفه و-" 

"ألم تفعل ذلك بعد أيها الأحمق؟ ماذ تفعلُ هنا إذًا؟ انصرف حالًا!" هرعَ السكرتيرُ خارجًا من المكتبِ، و هو يلعنُ كيم تايهيونغ في داخله. هذا الفتى لم يتعلّم الدرسَ من حادثةِ بارك هون نا بعد، إنّه يُعيدُ الكرّةَ ثانيةً!

_

"ماذا حدث؟ هل حدّدتم موقعه؟" دخلَ يونغي الغرفة الخاصة بتعقّب الأماكن، حيث الشاشاتٌ المسطحةٌ الكبيرة معلّقةٌ على الجدران، أضواؤُها تُنيرُ الغرفةَ المُعتمة التي يتجمّعُ بها أمهرُ العملاءِ المختصّين بالأمورِ التكنولوجيّة. و هناكَ عندَ إحدى الشاشات كان السكرتيرُ جانغ واقفًا يُتابعُ عمليةَ البحث عن تايهيونغ.

"لقد تمكنّا من تحديدِ موقعِ هاتفه، لكنّ الإشارةَ تُشيرُ إلى مبنى المشفى، ربما لا زالوا هناك" أجابَ السكرتيرُ و هو يُشير بإصبعهِ إلى المكانِ المذكور على الشاشة.

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن