00:24

932 93 103
                                    

حلّ المساء، و جلسَ مين يونغي في غرفةِ مكتبِه يُفكّر في المواجهةِ الكُبرى التي ستكونُ في الغد. كانَ قد خطّط لهذا الأمرِ منذُ مقتلِ بارك هون نا. لطالما أرادَ الانتقامَ لقتلِ صديقِ طفولته لكنّ الظروفَ لم تكُن في صالحه، لكن الآن لم يُعد هناكَ مجالٌ لتأجيل الأمر، خصوصًا بعدَ اختطافِ تايهيونغ.

بالطبع، كانَ يونغي يرَى أنّ الأمرَ كلّه هو خطأُ تايهيونغ، و لن ينسى أن يُعاقبه على فعلتِه هذه بعد عودتهم منتصرينَ من معركةِ الغد، كما عاقبهُ يومَ مقتلِ هون نا.

لم ينسى يونغي أبدًا ذلك اليوم و لن يفعلَ أبدًا، كانَ أسوأ يومٍ في حياته، عندما نقلَ لهُ تايهيونغ خبرَ موتِ صديقِه المقرّب، و أحضرَ جثّتهُ التي كانتْ مليئةً بالجروحِ و التمزّقات. و لن ينسى وجهَ الثعلبِ الذي شوّهَ عُنقه.

ذلك اليوم، الذي أهملَ فيهِ تايهيونغ مهمّته و ذهبَ للتسكّع مع أصدقائِه تاركًا هون نا ليحرسَ سطحَ المبنى وحدَه، وسطَ حُلكةِ الليل. ليأتي بعدها كيم تشا مين الحقير و ينالَ منه على حينِ غفلة.

لكن، يونغي كانَ عازمًا على السيطرةِ على الأمورِ هذه المرّة. لقد جهّزَ بالفعلِ جميعَ الأسلحةِ و الذخائر اللازمة للهجوم منذُ زمن، و هو واثقٌ من قوّةِ عملائِه. يجبُ عليهم ربحُ هذه المعركة مهما كلّف الأمر.

_

"هل تأكدتَ من كلّ شيء؟" قال يونغي و هو يضعُ الحزامَ الخاصّ بحملِ المُسدسِ حولَ خصرِه. اليوم هو اليومُ الموعود، سيقومونَ بالهجومِ على منظمةِ الثعالبِ مع حلولِ الظهيرة، لقد تمّ بالفعلِ تجهيزُ كلّ شيءٍ لازم، لكنّ يونغي لا يكفُّ عن القلق.

"هذهِ المرّة العاشرة التي تسألني فيها هذا السؤال سيدي، لقد تأكدتُ من كلّ شيء بالفعل، لا تقلق" أجابَ السكرتيرُ جانغ الذي كانَ بالفعلِ مرتديًا لباسهُ الخاصّ و يحملُ مسدسهُ على يمينِه.

"جانغ، يجبُ علينا الانتصار، و إلّا فـتسوءُ الأمورُ كثيرًا" كان صوتُ يونغي مُهتزًّا رغمَ أنّه حاولَ ألّا يُظهرَ قلقه.

"سنفعلُ سيدي، سننتصر".

_

أمرَ يونغي رجالهُ بسلكِ طرقٍ مُختلفة حتى لا يُثيروا الشبهات، ليصلوا جميعًا في النهاية إلى مقرّ منظمةِ الثعالب، و يُحيطوا بالمبنى من كلّ جانب. فتحَ يونغي نافذةَ سيارتهِ ثمّ أخرجَ مُكبّرًا للصوتِ، و وضعهُ قربَ فمه، 

"كيم تشا مين" دوّى صوتُه عبرَ مكبّر الصوت. كان يونغي يظنّ أنّه بهجومهِ المفاجئِ هذا سيقومُ بالسيطرةِ على مجرى المعركة لصالحه، لكنّه لم يعلم أنّ كيم تشا مين كان ينتظرُ هجومه و قدّ أعدّ له العدّة.


ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن