00:21

901 78 52
                                    

أُطفأَ الضوء الأحمر الصغير الموضوع فوقَ باب غرفةِ العمليات مُشيرًا إلى انتهاء العملية الجارية، و ما هي إلّا بضع دقائق حتى فُتحَ الباب ليظهرَ طبيبٌ بزيّهِ الأبيض الطبيّ، نزعَ الكمامة الطبيّة عن وجههِ ثمّ توجّهَ نحو الشابّانِ الجالسانِ على مقاعدِ الانتظار بصمت.

"هل أنتما أقارب السيد كيم سوكجين؟"

"اوه نعم، هل هو بخير؟" أجابَ جونغوك، بينما اكتفى نامجون بالنظرِ إلى الطبيبِ بفضول.

"لقد قمنا بإغلاقِ الجرحِ في معدته، لكنّه نزفَ الكثير من الدماء، مما يعني أنّه يحتاجُ إلى التغذية الجيدة و عدم فعل أيّ نشاط بدني مُجهِد لفترةٍ من الوقت، حتى يتعافى جسدهُ من الإصابة. لكن.."

"إنّه بخير الآن، لا زالَ نائمًا تحتَ تأثير التخدير، لكنّه سيستيقظ قريبًا" أنهى الطبيبُ كلامه بابتسامة. بادلهُ جونغوك الابتسامة ثمّ تمتمَ 'شكرًا لك'. انحنى الطبيبُ لهما بخفّة ثمّ مشى مُبتعدًا عنهم.

"هل ندخلُ الآن لرؤيته؟" أومأ نامجون برأسه موافقًا. ثمّ نهضَ كلاهما ليدخلا إلى غرفةِ الفتى الذي لا زالَ نائمًا.

مرّرَ جونغوك أصابعه بينَ خصلاتِ سوكجين الشقراء، ناظرًا لهُ بعينينِ حزينتين. في داخلِه، تمنّى جونغوك لو يقومُ بأخذهِ و يذهبُ بعيدًا، بعيدًا جدًا عن هنا. أن يكونَ أخًا أكبر جيدًا له، أن يعتني به و يعوّضه عن كلّ الآلام التي مرّ بها. لكن بقدرِ ما سيكونُ هذا الأمر جميلًا، إلّا أنّه صعب و خَطِر جدًا.

تحرّكت أصابعُ سوكجين التي تشابكت مع أصابعِ جونغوك، ليتفاجأ جونغوك و يُعيرَ كامل انتباههِ للفتى الذي بدأ يفتحُ عينيهِ ببطء.

"إنّه يستيقظ" اقتربَ نامجون الذي كان يقفُ عند النافذة، مُحدقًا بالعالمِ الخارجيّ، من سريرِ سوكجين، ليجدَه فاتحًا عينيه، لكنّه لا يبدو أنّه قد استعادَ وعيهُ و إدراكه بعد.

"هي سوكجين، جيني، لقد استيقظتَ أخيرًا" كان جونغوك يبتسمُ و يتكلّم بسرعة، فَرِحًا باستيقاظِ الفتى الذي يحبّه أكثرَ من أيّ شيء.

"م-ماذا ح-حدث؟" نظرَ سوكجين حولهُ مُحاولًا معرفةَ أين هو، و ماذا حدث.

"أنتَ في المشفى، بعد أن قامَ تايهيونغ بطعنكَ في معدتك" تحدّثَ نامجون أخيرًا، لكنّ نبرتهُ الباردة جعلتْ جونغوك ينظرُ له باستغراب.

"ت-تايهيونغ! أينَ هو؟ هل هو بخير؟" كانَ سوكجين قَلِقًا، هو بالفعلِ قد لاحظَ تغيّر سلوكِ تايهيونغ، و هذا ما يُشعرهُ بالقلقِ أكثر، ربما تايهيونغ يلومُ نفسه الآن لإنّه قد قام بإيذاءِه، لكنّ سوكجين قد فهمَ الآن أنّه هناكَ اوقاتٌ حينما يفقدُ تايهيونغ السيطرة على نفسه، و هو لا يلومُه على ذلك.

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن