رغمَ برودةِ الغرفةِ حولَه، إلاّ أنه كان يحسّ بجسدهِ يشتعل. سوكجين لا زال في الغرفةِ المُظلمة، وحيدًا. ذراعهُ قد نزفتْ دمًا كثيرًا، لدرجةِ أنّه أحسّ أنّ الدماءَ نفدت من شرايينِه.
لكم تمنّى أن يفقدَ الوعي.. ولو لدقائق.
أن يتوقّف عن الإحساس بالألم.جسدُه مُنهك لدرجةٍ كبيرة. و وجهه مُبلّل بالدموع المالحة.
لم يكنْ بحالةِ وعيٍ كاملْ.. و لم يكن فاقدًا للوعي أيضًا.
يتأرجحُ ما بينَ الحالتين.. بشكلٍ مؤلم.لم يعرف سوكجين تمامًا كم مضى من الوقت. لكنّه بالتأكيد وقتٌ طويل.. جدًا.
لم يكن في داخلِ الغرفة صوتٌ يُسمَع، إلاّ صوتُ أنفاسه الثقيلة. لكن فجأةً.. دوّى صوتُ صرير البابِ الحديديّ مُحدثًا صدى في أنحاء المكان الفارغ.
أُصيبَ سوكجين بنوبةِ ذُعر. فماذا لو عادَ ذلك المختلّ مرّة أُخرى لتعذيبه؟
صوتُ خطواتِ أقدامٍ تقتربُ شيئًا فشيئًا. كان سوكجين نصفَ مُغمضٍ عينيْه.. فعليًا لم تكن لديه القوة لفتحِهما تمامًا.
أضاءَ الشخصُ القادم ضوءَ الغرفةِ الخافت.
و أطلقَ شهقةً كبيرةً ما إن رأى حالةَ سوكجين، ليركضَ باتجاههِ بسرعة.لم يكن سوكجين قادرًا على تمييز الشخصِ الذي يركضُ باتجاههِ.. عقلُه لم يكن مُدركًا تمامًا ما يحدثُ حوله. لكنّه تمنّى من أعماقِ روحه ألّا يكون شخصًا يُسبّب له المزيد من الألم.
ما إن وصلَ الشخصُ المجهولُ إلى أمامِ سوكجين.. و لمسَ وجههُ بقلق، حتى بدأ سوكجين بالبكاء بصوتٍ عالٍ.
"أرجوك لا تُعذّبني.. أرجوك".
"أرجوك ابتعد عنّي".
"أتوسّل إليك".بدأ سوكجين بترديدِ هذهِ الكلماتِ مرارًا و تكرارًا و الدموعُ تنهمرُ من عينيهِ الحمراوين دون توقف.
"لا تقلق.. لن أفعلَ لك شيئًا".
"اهدأ قليلًا.. ستكونُ بخير".سمعَ سوكجين صوتًا مألوفًا يتحدّث له بلُطف. كان ذلك جونغوك، حارسُه في الفترةِ المسائيّة.
توقّف سوكجين عن البكاء، و عضّ شفتيه ليمنع نفسه من الأنينِ، فالدموعُ المالحة تحرقُ وجنتيهِ.
"هل تايهيونغ من فعلَ بك هذا؟" سأله جونغوك، و هو يضغطُ بعض الأزرارِ على هاتفه.
"أ.. أجل" ردّ سوكجين و لا زال يبكي بصمت.
"ذلك اللعين" قال جونغوك بصوتٍ منخفضٍ أقربَ للهمس.. لكن سوكجين سمعه بوضوح. وضعَ جونغكوك الهاتف على أُذنه ليتحدّث مع شخصٍ مُعيّن.
"مرحبًا أيها الرئيس مين، أنا في غرفةِ السجين رقم 12.. و هو في حالةٍ مُزرية" قال جونغوك و هو ينظر إلى الفتى أمامه.
"تايهيونغ تركه دون علاجٍ سيّدي.. و إذا بقيَ على هذه الحالة فسوف يكونُ في خطر" قال جونغوك مجددًا.
"حسنًا سيدي.. لقد فهمت" قال جونغوك أخيرًا و أنهى المكالمة.
كان سوكجين في هذه الأثناء يفقدُ وعيه ببطء، غير قادرٍ على تحمّل أي شيءٍ أكثر. فكّ جونغوك القيود عن سوكجين بحذر.. ثمّ حملهُ ليستلقي على الأرض. ما إن شعرَ سوكجين بجسده يتمدّد على الأرض.. حتى فقدَ وعيه.
"سأعودُ بسرعة.. لا تمُت أرجوك" قال جونغوك بنبرةٍ قلقَة للجسدِ المُمدّدِ أمامه.. ثم ركضَ خارجًا من الغرفة.
بعد دقائق، عاد جونغوك و معه فريقٌ من الأطباءِ و المُمرضين الذين باشروا عملهم بمعالجة سوكجين ما إن دخلوا غرفته.
"عندما تنتهونَ من معالجته أرجوكم اتّصلوا بي" قال جونغوك لأحد الأطباء المشغولِ بمسحِ الدماءِ عن ذراعِ سوكجين، ثم خرج و الدماء تغلي في عروقه من الغضب.
_
دخل جونغكوك إحدى الغُرف في مسكن العُملاء.. قاصدًا شخصًا مُعيّنًا. فتح الباب، ثم توجّه مباشرةً للفتى الجالسِ على الأريكة، الذي كان بدوره يلعبُ بهاتفه. أمسكه جونغكوك من ياقةِ قميصه الأزرق بقوّة.. صارخًا به
"لمَ تركته بتلك الحالة المُزرية أيها الأحمق.. هل تُريد قتله؟!"
تفاجأ تايهيونغ من تصرّف زميله/صديقه الأصغر.. ثم أمسك بيديه محاولًا الإفلات من قبضته.
"عن من تتكلّم؟!" سأل تايهيونغ بعد أن فشل في الإفلاتِ من قبضةِ جونغكوك. فكما هو متوقع، عضلاتُ جونغكوك ليست بمزحة.
" إني أتكلم عن سوكجين يا أحمق.. لقد تركتهُ ينزف و هو فاقدٌ الوعي الآن" قال جونغوك و قد أفلتَ تايهيونغ.. نبرته تحمُل الحزن و القلق معًا.
"ماذا؟ أنا حتى لم أفعل له الكثير!" ردّ تايهيونغ بنبرة متفاجئة.
"اخرس.. إنّك لم تترك مكانًا في ذراعه إلّا و أحدثتَ جرحًا به" ردّ جونغكوك و قد عاد للغضب مجددًا.
لم يشعر تايهيونغ بأيّ ذنب على ما فعله.. إنّها فقط كانت البداية بالنسبة له. لكنه كان قلقًا من أن يتسبّب هذا الأمر بإغضاب الرئيس مين.
"طلبَ منّي الرئيس مين إخبارك أنّه يُريد لقاءكَ في مكتبه بعد عشرِ دقائق" كان ذلك آخر ما قاله جونغكوك قبل الخروج من الغرفة.. مُتجهًا إلى غرفة الفتى السجين لتفقّد حاله.
"لمَ يُريد الرئيس لقائي؟!" قال تايهيونغ في نفسه.. و قد شحب وجههُ من الخوف.
_
ما إن أصبحَ تايهيونغ أمام باب الرئيس، حتى بدأت أنفاسُه تتسارع. يداهُ ترتجفان.. لكنّه تمكّن في النهاية من طرقِ الباب. سمعَ صوتًا من الداخل يسمحُ له بالدخول، ليفتحَ تايهيونغ الباب ببطء. مشى للداخلِ بخطواتٍ متثاقلة، يدعو في نفسه أن تسيرَ الأمور على ما يُرام.
"ألمْ أخبركَ بوضوحٍ ألّا تدعَ ذلك الفتى يموت؟".
أنت تقرأ
ظَلامْ
Fanfiction[مُكتملة]. سوكجين يستيقظُ فجأةً ليجدَ نفسه سجينًا في غرفةٍ مظلمة. "م-م.. من.. أ-أنت؟!" "أنا كابوسكَ الجديد، أيها الوَسيم" ⚠️ تحذير: المُحتوى قد لا يُناسب البعض، لاحتوائهِ على مشاهد عنيفة. #1 in horror: 090518