00:15

1.1K 96 47
                                    


جلسَ جين على حافّة سريرِه وحيدًا، كان قد خطّط للهروب مع جونغوك منذ ثلاثةِ أيام، باستخدامِ ذاك الجاسوس، لكن لسوءِ حظّه فهو لم يأتِ لزنزانتهِ منذُ يومِ لقاءِهم الأول، مع أنّ جين كان ينتظرُه كلّ يوم على أملِ مجيئِه و الهروبِ من هذا المكان.

كان جونغوك قد خرجَ منذُ ربعِ ساعة، لحلولِ الصباحِ و انتهاءِ فترةِ حراسته، و ها هو جين يستعدُّ لإمضاءِ ساعاتِ النهارِ الطويلةِ وحدُه مجددًا. هو لم يكنْ يتذمّر بالطبع، فإمضاءُ الساعاتِ وحيدًا خيرٌ له من إمضاءِها بالتعذيبِ و الألمِ مع ذاك التايهيونغ.
لكن و بالتفكيرِ بتايهيونغ، أثارَ غيابُه استغرابَ جين، فهو لم يرهُ منذُ قرابةِ شهر!

شعرَ جين بالملل، فاستلقى على سريره و أخذَ يُحدّق في السقف فوقَه. كان على وشكِ إغماضِ عينيه و النوم، لكن صريرُ البابِ الحديديّ و هو يُفتَح نبّههُ.
اعتدلَ جين في جلستِه ليرى من الداخِل، لكن -و لسوءِ حظّه- كان تايهيونغ.

كان تايهيونغ يرتدِي قميصًا كبيرَ الحجم، ذو لونٍ رماديّ كلونِ شعرِه، و بنطالًا أسودَ اللون. لاحظَ جين أنّ شعرَ تايهيونغ قد طالَ قليلًا، و ملامحهُ تبدو باهتَة.
أغلقَ تايهيونغ البابَ خلفَه، ثم بدأ بالاقترابِ من جين بخطواتٍ متثاقلة. لم يتحرّك جين من مكانِه، لم يشعُر بالخوفِ حتى.

حدّق جين بتايهيونغ بنظراتٍ ساخِرة، غير مُبالٍ بنظراتِ تايهيونغ القاتِلة.
"أرى أنّك قد أخذتَ حرّيتكَ في غيابي، همم؟" قال تايهيونغ بصوتٍ عميق، و قد أصبحَ الآن على بُعدِ خطوتينِ من جين.

هزّ جين كتفيهِ بعدمِ اكتراث، و ردّ بنبرةٍ ساخِرة "ليسَ هناكَ الكثير لفعلِه على أيّ حال"

شعرَ تايهيونغ بالغضبِ من تصرّفِ جين، فهو يُحبّ أن يشعرَ الآخرون بالخوفِ و الرعبِ منه.
أمسكَ تايهيونغ جين من ياقةِ قميصه بشدّة، و اقتربَ منه هامسًا
"لا تخف، فهناكَ الكثير لنفعلهُ معًا" ابتسمَ تايهيونغ بخُبث، و قد ظنّ أن بكلماتِه هذه سيُشعِرُ جين بالخوف.

لكنّ جين ضحكَ قليلًا بسُخرية، ثم نظرَ إلى تايهيونغ بجديّة
"افعل ما يحلُو لك، لكن أنا على يقينٍ أنّ كل ما تفعلُه بي هو من بابِ جُبنِكَ و ضعفِك"

"ماذا!؟"

فُوجِأَ تايهيونغ بكلماتِ جين، ثم نظرَ له مليًّا. لقد لاحظَ تايهيونغ الآن تغيّرَ ملامحِ جين و هيئتِه، لقد أصبحتْ ملامُحه أكثرَ برودَة، و لم تنبعثْ من عينيِه إشاراتُ الخوفِ و القلقِ كما سابقًا.

كان تايهيونغ على وشكِ قولِ شيءٍ ما للدفاعِ عن نفسِه، لكن جين سبقهُ و أكملَ كلامَه
"إنّك تعلَم أنّ ما حدثَ لذاكَ الشابّ ليس خطئي، و إنّما خطأُ والدي"
"و منذُ أنّك لم تقدِر على الإمساكِ به، أمسكتَ بي و ها أنتَ ذا تفرّغُ حقدكَ و غضبكَ بي"
"أنتَ حقًا مُثيرٌ للشفقة"

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن