00:08

1.3K 120 61
                                    

"ألمْ أخبركَ بوضوحٍ ألّا تدعَ ذلك الفتى يموت"

قال الرئيسُ مين بنبرةٍ منخفضةٍ ناظرًا مباشرةً في عينيّ تايهيونغ. شعرَ تايهيونغ بجسدهِ يرتجف.. كان خائفًا أن يتلقّى عقوبةً مجددًا.

"سيدي أنا-"

"اصمت أيها العميل تاء! لقد أخبرتكَ من قبل أنّ هذا الفتى ليس إلا مجرّد طُعم" قاطعهُ الرئيسُ، بنبرةٍ خائِبة.

"أنا أعرف سيدي، لكن.. لم أستطع السيطرة على نفسي" ردّ تايهيونغ مُطأطئًا برأسه، خَجِلًا.

"لكَ حريّة فعل ما تشاء، لكن دون مبالغةٍ في إيذائه... و أيضًا" نهضَ الرئيسُ من مكتبهِ الذي يحملُ اسمَ مين يونغي، متجهًا نحو تايهيونغ.

"وأيضًا لقد وضعتُ فريقًا طبيًّا في الغرفةِ المجاورة لغرفةِ ذلك الفتى. عندما تنتهي من عملكَ معه فقط أخبرهم لمعالجته" أردفَ الرئيس مُربّتًا بيدهِ على كتفِ تايهيونغ.

"أمرك سيدي" ردّ تايهيونغ، مُطلقًا نفسًا لم يُلاحظ أنه كان يحبسهُ، فالرئيس لحُسن الحظ لن يُعاقبه.

"أنا أعلمُ أنّك غاضب، لكن في النهاية ذلك الفتى لا شأن له.. هو لا يعلم حتى حقيقةَ والده" قال الرئيس بنبرةٍ هادئة يُخالطها بعض الحزن.

"لكن سيدي.. حقيقة كونهِ ابنُ ذلك الرجل تجعلني أرغبُ بتعذيبهِ حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة" قال تايهيونغ و هو يشعرُ بالغضبِ يجتاحُ روحه مرة أُخرى.

"لكن نحنُ بحاجةٍ له حتى نصلَ إلى هدفنا يا تايهيونغ.. حاول السيطرةَ على نفسك" ردّ الرئيسُ مُطلقًا تنهيدةً مُتعَبة.

"أمرُك سيدي".
 
"يُمكنك الانصراف الآن". انحنى تايهيونغ احترامًا لرئيسه ثمّ شقَ طريقه خارجَ المكتب.

اتجَه يونغي نحو النافذةِ، ناظرًا إلى السماءِ أمامه، ثم أطلقَ تنهيدةً طويلة.

"اشتقتُ لك يا صديقي" همسَ و هو يشعرُ بالدموعِ الدافئة تسيلُ على وجنتيه.

_

فتحَ جونغوك البابَ الحديديّ ببطء، و دخلَ بهدوءٍ ليتفقّد سوكجين. كان الأخيرُ مُستلقيًا على سريرٍ أبيضَ في إحدى زوايا الغرفة، مع بعضِ الأنابيبِ المتصّلة بجسده، و أيضًا مع قيودٍ حديديّة على معصميهِ.

جلسَ جونغوك على كرسيّ كان بجانبِ السرير، و أخذَ يتفحّصُ وجهَ الفتى النائم. شعرُه الأشقر مُسدَلٌ على عينيه، و شفتاهِ الورديّتان منفرجتانِ قليلًا. و للمرة الأولى لاحظ جونغوك وسامةَ الفتى.. ربما لو لم يكن ابن ذلك الرجل، لأصبحتُ صديقه المقرّب.

ظَلامْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن