ظَلامْ

00:19

"م-مرحبًا س-سيدي" قال نامجون لاهثًا، مُنحنيًا أمام الرجلِ الواقفِ في منتصفِ غرفةٍ مظلمة، في إحدى الضواحي النائية.

"أهلًا. هل كنت تركض؟" قال الرجلُ.

"لقد ظنتتُ أنّي رأيتُ أحد عملاءِ تلك المنظمة، فأسرعتُ راكضًا إلى هنا" قال نامجون بعد أن تمكّن من التقاطِ أنفاسه.

"لا يُهم. أخبرني الآن، هل أحضرتَ المعلومات المطلوبة؟" سأل الرجلُ و هو يُشعِلُ سيجارةً بقداحتهِ الذهبيّة.

"بالطبع سيدي. لقد وضعتها في ملف" قال نامجون و هو يُناول الملف المذكور للرجلِ الذي بدا على ملامحهِ الاستمتاع.

استغرقَ الرجلُ بعض الوقت لقراءة ما كُتبَ في الملف، لكنه ما إن انتهى، حتى علتْ شفتيهِ ابتسامةُ سخرية.

"إذن فذلك ال'كيم تايهيونغ'يكونُ ابن تلك المرأة منذ ثلاثِ سنوات"
"امم هذا مُمتع" أردف الرجل و هو يُعيد الأوراق إلى الملفّ الذي كان يحتويها سابقًا.

"أيها العميل 11.."

"نعم سيدي"

"أخبر هوسوك أنّي سأدعُه يتكفّل بأمرِ هذا الطفل.."
"أعتقدُ أنه سيستمتعُ كثيرًا" ضحكَ كيم تشا مين، بينما انحنى نامجون أمامه و هو يبتسمُ بخُبث، ثم خرجَ عائدًا للمنظمة.

_

سمعَ جين صوت الباب الحديديّ و هو يُفتح، فنهضَ من سريرهِ ليرى من الداخل.
إنه تايهيونغ..
كانَ يحملُ ملامحًا جامدة، و عينانِ تُشعّانِ برودةً و قسوة. حدّق جين به و هو يمشي باتجاههِ بخطواتٍ بطيئة، و ما إن أصبحَ تايهيونغ على مسافةِ ذراعٍ من جين، همّ جين بالكلام، لكن و بشكلٍ مُباغت، التفّت أيدي تايهيونغ حول عنقهِ بقوّة، مما جعلهُ يبتلعُ كلماتهِ بعنف.
"ت-تاي.. اااه" حاول جين الكلام، و الخلاصَ من قبضةِ تايهيونغ، لكنّ الفتى الأكبر كان يفوقهُ قوة.

أثارَ تصرفُ تايهيونغ المفاجئ استغرابَ جين، فقد ظنّ أنّ تايهيونغ لن يُؤذيه بعد ذلك اليوم الذي حدّثهُ فيه عن ماضيه. لكن يبدو أنه كان مخطئًا.
رفع تايهيونغ جين من عنقهِ و رماهُ أرضًا، غير مبالٍ بالتأوهاتِ التي بدأت تنبعثُ من فمِ الفتى الأصغر.

"تايهيونغ! ماذا تفعل؟ هل أنتَ في كاملِ وعيك الآن" حاول جين لفت انتباه تايهيونغ، لكنّ الفتى الأكبر كان مشغولًا بتناولِ بعض الأدوات من الطاولة الخشبية.

"تايهيونغ! عُد إلى رشدك!" تجاهلَ جين الألم في ظهرهِ و حاول الوقوف، لكنّ تايهيونغ أسرعَ بتقييده، و تثبيته على الحائط.