شهر العسل على شاطئ الإسكندرية
يوم جميل، مشمس، غاية في الروعة، كان أول يوم في شهر العسل، فردت درعاتى في كسل على السرير، وأنا بتلفت حواليا بدور على الشبشب الزنوبة المدندش بتاع العرايس، وقلبى بيدق بسرعة لما لمحت راجل غريب من ضهره على السرير، بشد عينى جامد مفزوعة من المنظر، ومتأثرة بالروايات والمسلسلات الهندى، قوام شديت المخدة أكتم بيها نفسه، فصحى من النوم مصدوم، وهو بينتفض بيزقنى لوراء، لما ركزت في عينيه أفتكرت أمبارح وأكتشفت انه جوزى، حتقولوا لى إزاى متعرفهوش..؟، حقولكم في الكوافير أمبارح لما الكوافيرة ظبطتنى وحطتت لى عدسات بدل النضارة، كانت الرؤية مشوشة، ضباب، مش شايفة حاجة، لدرجة أنى كنت مروحة مع عريس تانى..!، وأختى وأمى وقعوا من الضحك، ما علينا نرجع لجوزى في بيجامته الزرقاء الحرير، وهو قاعد على السرير بكرش صغير وبشعره المنحكش، و بيزعق على عكس المتوقع في يوم زى ده:-
- جرى أيه يا حرمة أتطخيتى في عقلك ..؟
تنحنحت وأنا بحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحسين منظرى قدامه :-
- معلش يا حبيبي، النضارة مكنتش معايا ومفتكرتش الـ حصل إمبارح
بص لى ببرود وهو بيحرك الترهلات ال في جسمه بإنتظام، بيقوم من مكانه، عشان يخلع البيجامة جسمه كله بيصب مياه من الحر، فضلت متنحة له وأنا لاوية بوزى بتأمل في الحملات، رد عليا بمنتهى التناحة:-
- أيه الحملات عجبتك ...؟، زينة صوح ..؟، أنكمش وجهى في إشمئزاز وأنا أشعر بالغثيان مسترجعة ذكرى والدى، فأضاف وهو يجرى أصابعه على الاحبال البيضاء الخاصة بالجزء الأبيض العلوى، الشبيهة لزى الإعلامى إبراهيم عيسى، بيبرم شنبه الغزير وهو بيبص لى بتلقائية رهيبة:-
- ومريح كومان .
سكت لثوانى مش مصدقة انى متجوزة الكائن المستفز، المزعج، المثير للأعصاب ده، مش مشكلة بداية أي قصة حب عموما فيها مشاكل وبنتهى بحب جارف وتبات ونبات حصبر جايز على رأى أمى "أعمل من الفسيخ شربات "، قولت له بحنية ورومانسية زى ال بقرأها:-
- لا أنا مرتاحة كده يا بيبى
عينيه وسعت وملامحه أتغيرت كأنى مثلا شتمته، وفز من مكانه ناحيتى وهو بيزقنى ناحية الحيطة في غيظ، وبيرفع مسدسه تجاهى :-
-بيبي أيه يا فاجرة ..!!أه يا رخيصة متجوزانى عشان أتستر عليكى وعلى فضايحك ال زيك مش لازم يعيش ...
صرخت بهلع، وأنا بلعن نفسي على موافقتى على المعتوه ده ، بتمنى ان تنشق الأرض لتبتلعنى فصححت:-
- بيبى ده دلع برىء واللهبعد عنى شوية وهو بيأخد نفسه، وقبل ما يخرج من الاوضة بص لى وقالى :-
- جلع ماسخ زييكم يا بتوع البندر ....
وبعد ما مشي خطوتين تلاتة رجع يقولى :-
- ألبسى خلجاتك خلينا نتمشى شوي على المياه قبل الضهرية والشمس الحامية
سابنى وسط شنطة هدومى ببرطم في سرى "يكش شمس لما تلسع قفاك يا بعيد يا قليل الذوق " دموعى سبقت كلامى ندمانة على موافقتى على واحد بالمستوى ده في يوم، ما هو مكنش في خطوبة طويلة أشوف فيها البلاوى دى، الله يسامحك يا بابا أنت السبب ميلت بختى، ماشي لما أرجع القاهرة بس لى حساب تانى، جالى صوته من بره وهو بيزعق:-
- خلصى في سنتك، وبطلى مرجعة (مرقعة)....
أخترت مايوه أسود ميبنش أى حاجة في جسمى، ما أنا عارفة الحمار ال بره ده حيفرج علينا الشاليهات كلها، مقدميش حل غير انى أشترى رضاه طول ما أنا معاه لوحدى، ولما نسافر حسويه على نار هادية، روحت على الشط لقيته بيلعب رجله في الرملة، سرحان شكله تايه ومش مبسوط، مش منظر عريس في صباحيته، مش مهم يكش يولع، نزلت المياه كانت باردة أو بس ممتعة وسط الشمس القاسية، أخدت كام غطس، وسبحت شوية حلوين، وأنا طالعة لقيته قاعد تحت شمسية متكدر زى الغفير، لحد ما حصلت الكارثة الكبرى، وأنا خارجة من البحر والشباب بيصفروا، بيسرقوا النظرات لتفاصيلى، والمايوه لازق على جسمى ومقسمه، لقيته مرة واحدة قام والدم بيغلى في عروقه، شدنى من أيدى فصرخت وأنا مذعورة :-
- أيه في أيه...؟
قالى وهو بيكز على سنانه في غيظ وغارس صوابعه في دراعى وبيزقنى للشاليه:-
- يعنى موش عارفة..؟ يا جليلة الحيا ...؟
زقيته وأنا منهارة رافضة إهانته، والحق ال أداه لنفسه عليا انه يقل من قيمتى قدام الناس :-
- مسمحلكش تشتمنى يا متخلف أنت
سحبنى جامد من شعرى المرة دى وأنا بتنطط بحاول أفلت منه مش عارفة وأصرخ ومحدش راضى يبص لى المكان كله أجانب وكله في حاله، دخل معايا الأوضة وأختر لى خيمة سودا كبيرة واسعة وبص لى بتحدى وكأنه بيقول لو جدعة أرفضى :-
- هى دى ال هتلبسيها، ومتقلعهاش لحد ما نسافرو ...اتعصبت عليه وانفعلت من تحكماته، ما هو بردو إحساس غريب ونقلة صعبة لما تلاقى واحد غريب بيتحكم في كل سلوكايتك ..!، وبيقولك تعمل أيه ومتعملش أيه، هبيت فيه :-
- ولا أنا مبحبش حد يتحكم فيا أنت فاهم، ولا أصرخ وأفرج عليك الناس ....الغريبة أنه قعد وحط رجل على رجل وبمنتهى الثقة قالى:-
- تحبى أساعدك وأناديلهم ..حجلهم راجل بيربى مرته ايش حشركم. .!، ولو طولوا حطلب البوليس واجلهم بيتهجموا على..!تنحت لثوانى وأضطريت اخضع لاوامراه وألبس اللبس ال مش ستايلى ومش حياتى ومش موضتى ولا أى حاجة، معلش لازم أنزل شوية من عرشى للأوباش ال زيه لحد ما نسافر وأشوف لى صرفة ....
الشمس كانت جميلة ودافية، بتغذى الرملة ال زى فرن مولع، حطيت أيدي في دراعه بعفوية جايز الأسبوعين ال حنقعدهم أعرف أكسبه فيهم وأغيره، وشديته ناحية المياه والمشاهد ال قرتها كلها في بالى شلته بالمياه على رجليه السمراء، اه صح كان لبس تى شرت أبيض على شورت أسود، أول ما المياه لمست ركبته لقتيه، رزعنى شلوت طيرنى الشاليه، البيه فكرنى بضربه ...!وقال :-
- حصلت تمدى رجلك على....!، أدى أخرة الروايات ..!
أنت تقرأ
عشقت صعيدي (الجزء الأول) -الكاتبه أميرة السمدونى
Romantikجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة السمدونى جروب الفيس بوك الخاص بالكاتبه (روايات بقلم أميرة السمدونى)